مئات الزوار يقفون في طوابير منتظمة سعياً للدخول لمكان كبير يقع في الدائرة الشمالية الشرقية من العاصمة الروسية موسكو، أنه مركز معارض عموم روسيا، أحد أهم وسائل الجذب السياحي في موسكو ويعتبر ثاني أكبر المعارض الدائمة في روسيا.
ونجح "اليوم السابع" في التجول داخل هذا المتحف العملاق الذي تبلغ مساحته 140 ألف متر تقريبا وجرى تأسيسة عام 1939م ويضم قرابة 49 اثرا ثقافياً.
ويخضع هذا المعلم السياحي الكبير لضوابط صارمة عند الدخول وتفتيش دقيق وبوابات اليكترونية للكشف عن الحقائب وعدد كبير من أفراد الأمن، هكذا كان هو الحال بمجرد الاقتراب من ساحة مركز معارض عموم روسيا، حيث لا يتم السماح للسيارات الكبيرة الدخول قرب هذا المعلم، ويجب أن تقف على مسافة بعيدة من المكان، ورغم المساحة الهائلة أمام البهو العملاق لمركز معارض عموم روسيا، إلا أنك دائما تشعر بالزحام من كثرة عدد الزائرين سواء من أهل البلد أو من السياح الأجانب.
ورغم مرور 85 عام على إنشاء هذا المعلم السياحي العملاق الذي يعتبر شاهد على تاريخ واحدة من أهم الإمبراطوريات في العصر الحديث، إلا أنه دائما يخضع للتطوير والتحديث، وذلك بعد أن شهد هذا المكان فترات عصيبة في تسعينيات القرن الماضي عقب تعرضه للتهميش، عاد المتحف المفتوح للتألق من جديد ليأخذ مكانته كوجهة سياحيه في موسكو، وكذلك ليعود لريادته السياحية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية أيضا، إذ يعد أحد أهم وسائل الجذب السياحي لروسيا بملايين السائحين سنوياً.
ويعد مركز معارض عموم روسيا بداية الترويج للانجازات الاقتصادية في الحقبة السوفيتية وحمل عدة أسماء منها معرض "يوبيلي" والذي جاءت فكرته في البداية لعرض نجاحات الحكم السوفياتي في المجال الزراعي بعد مرور 20 سنة على الحكم السوفياتي، وجرى بناء هذا الصرح الكبير لمدة 4 سنوات منذ 1935 وحتى تم افتتاحه رسمياً في مطلع أغسطس 1939، ورغم انهيار الاتحاد السوفيتي ظل هذا الصرح يضم 15 جناحاً وطنياً يحمل كل منها اسم واحدة من الجمهوريات السوفياتية، وتم تصميم تلك الأجنحة بما يتناسب مع مقومات الاقتصاد والرموز القومية لكل جمهورية والتي ستراها معنا في جولة اليوم السابع.
وبمجرد دخولك لمركز معارض عموم روسيا ستجد نفسك أمام ساحات تغطيها الزهور وأشجار تنتشر بينها مجموعة نوافير وعدد من التماثيل عبارة عن نصب تذكاري لرائد الفضاء يوري جاجارين، ونصب تذكاري "العامل والفلاح" ويحمل الأول مطرقة وتحمل الفلاحة منجلاً، وهم من رموز الدولة السوفياتية، حيث يمكنك أن تجد ابداع غير عادي في تصميمها، خاصة أن منها تماثيل وكأنها مطلية بالذهب قام بها المصممون السوفيات وابدعوا في تصميمها، ورممها مهندسون روس لتستعيد عراقتها التاريخية بدءاً من العام 2013 بعد أن عادت إدارة هذا المتحف إلي السلطات الروسية.
وعلى جانبي طريق طويل تنتشر أجنحة لا يزال كل منها يحمل اسم واحدة من الجمهوريات السوفياتية وهم "روسيا وأوكرانيا وجورجيا وبيلاروسيا وأوزبكستان وأرمينيا وأذربيجان وكازاخستان وقرغيزستان ومولدوفا وتركمانستان وطاجيكستان ولاتفيا وليتوانيا وإستونيا، وكذلك أجنحة حديثة تعرض آخر الإنجازات العصرية، ويجري على أرض هذا المكان و داخل أجنحته فعاليات ثقافية وفنية وعلمية متنوعة تقريباً بشكل يومي، وتشير التقديرات إلي أن زوار مركز معارض عموم روسيا يصل إلي 30 مليون شخص.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة