تجلى الموقف المصري في العمل على الحشد الدولي لتوضيح مفهوم القضية الفلسطينية في ضوء القوانين الدولية ومواثيق الأمم المتحدة، وذلك على الصعيد الدبلوماسي واللقاءات الثنائية والقمم الدولية، بجانب التنسيق مع الجهات الفاعلة دوليًا لتبني قرارات لصالح القضية في مجلس الأمن، والذي أوقفه الدعم الأمريكي والبريطاني والفرنسي المعلن لدعم إسرائيل في موقفها الحالي، ومحاولة تصوير الأمر بأنه دفاع عن وجودها.
وكشفت دراسة للمركز المصري للفكر والدراسات تمكنت مصر من انتزاع مواقف دولية وإقليمية ومن المنظمات الدولية كالأمم المتحدة والمجلس الأوروبي وجامعة الدول العربية برفض تصفية القضية الفلسطينية والوقف ضد انتهاكات حقوق الإنسان المتمثلة في حصار وتجويع الفلسطينيين وتهجيرهم قسريًا بوصفها قضية ترقى لقضايا جرائم الحرب، وهو ما ظهر في قمة القاهرة للسلام واللقاءات والاتصالات الثنائية بين القيادة السياسية ودول وقادة العالم.
في هذا الصدد قالت الدكتورة عقيلة دبيشي المتخصصة في الشئون الدولية ومدير المركز الفرنسي للدراسات الدولية إن أي احتياج لمدينة رفح سينجم عنه آثار كارثية ستعمل على مضاعفة الأزمة الإنسانية التي يُعاني منها المدنيون بقطاع غزة، فضلاً عن آثار تلك العملية على تصفية القضية الفلسطينية، وهو ما حذرت منه مصر خلال القمة المصرية الأوروبية التي استضافتها القاهرة.
ولفتت إلى أنه نجحت مصر، خلال القمة المصرية الأوروبية، في حشد موقف أوروبي رافض للخطط الإسرائيلية الرامية إلى شن عملية عسكرية على مدينة رفح الفلسطينية، وتمكنت مصر من التوصل إلى توافقات مع الجانب الأوروبي فيما يتعلق بالتعامل مع الأزمة الراهنة بقطاع غزة، وشددت على ضرورة وقف إطلاق النار، وبذل كافة الجهود الممكنة لدخول المساعدات إلى غزة.
وأوضحت أنه بعثت مصر برسالة تحذير من مخاطر شن أي عملية عسكرية في مدينة رفح الفلسطينية، لما له من عواقب إنسانية وخيمة ستلحق بالمدنيين الفلسطينيين، الذين لجأوا إلى هذه المدينة، فهي الملاذ الآمن الأخير داخل قطاع غزة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة