إقرار بملحمية الإنتاج والتصوير وانتقادات لتسلسل أحداث التاريخ.. هذه ما خلفه مسلسل الحشاشين فى إيران بعد عرض حلقاته على منتصات التواصل الاجتماعى والمواقع البديلة ليوتيوب فى ذلك البلد الذى ينفتح قليلا على الثقافات الأخرى، ويتطلب الدخول من خلاله إلى مواقع السوشيال ميديا ومنصات الفيديو اشتراطات خاصة وإجراءات معقدة.
وبرغم الجدل الدائر فى أوساط إيران الرسمية وشبه الرسمية على مدار اليومين الماضيين حول التسلسل التاريخى، إلا أن هناك شبه إجماع على ضخامة الإنتاج ودقة اختيار مواقع التصوير والأزياء وغير ذلك من التفاصيل التى جعلت من مسلسل الحشاشين محل إشادة واسعة من قبل النقاد والمشاهدين على حد سواء.
حلم الجنة.. ماذا قال الإيرانيون عن تخدير المقاتلين؟
مسلسل الحشاشين
وحسب المركز المصرى للفكر والدراسات، نالت مشاهد حلم الجنة والتى يتم فيها تخذير مقاتلى الفرقة الباطنية وأتباع حسن الصباح قبل إرسالهم لتنفيذ عمليات الاغتيالات النصيب الأكبر من حالة الجدل فى الأوساط الإيرانية، حيث علق اليوتيوبر الإيرانى محمد حسين رحيم: المسلسل كان به بعض السرد غير الواقعى من وجهة نظر الطائفة الإسماعيلية، ومن بينها، حسب قوله، زراعة الحشاشين للنبات المخدر الذى يحمل الاسم نفسه، مضيفًا أن هذه الآراء منقولة عن المستكشف الإيطالى ماركو بولو.
وأضاف رحيم أن كلمة الحشاشين كانت تُطلق على الأفراد الذين يبيعون الأدوية وليس المواد المخدرة.
كما علق يوتيوبر أخر يحمل اسم على رضا على المسلسل من وجهة النظر ذاتها قائلًا بعض المخالفين للإسماعيليين يعتقدون أن حسن الصباح رئيس الفرقة الإسماعيلية كان يعطى مخدر الحشيش المريديه؛ حتى يجعلهم مطيعين وفدائيين.
وجادل كثيرًا من النقاد والمؤرخين الإيرانيين بانتقاد بعض الأحداث التاريخية فى المسلسل، وسط حديث صخب عن الفرقة الاسماعيلية النزارية ومقارنات ما بين التاريخ الإيرانى وما ورد فى أحداث مسلسل الحشاشين من تفاصيل.
وذكر موقع عصر إيران ذكر فى تقرير له بعنوان إلى أى مدى يعد مسلسل الحشاشين واقعيا؟ منتقدًا الإشارة إلى استخدام الحشاشين للمواد المخدرة فى بعض احداث المسلسل من أجل السيطرة على المحاربين وسلبهم الوعى وتحويلهم إلى عناصر تنفيذ لا تجادل أو تتردد عن تنفيذ مهام القتل.
وبنبرة أكثر حدة، اعتبر موقع نوانديش الإيرانى أن المسلسل أحدث حالة من الغصب فى الأوساط الإيرانى مؤكدًا أنه يتمتع بحالة اهتمام بالغة فى الأوساط الإيرانى برغم التباين التاريخى لتسلسل الأحداث الخاصة بحياة حسن الصباح.
إيران والحشاشين .. ترقب وشغف ودعوات للرد
الحشاشين
وتم عرض حلقات المسلسل الأولى مترجمًا باللغة الفارسية عبر موقع أبارات البديل لموقع يوتيوب فى البلاد قبل أيام وهو اتجاه نادر فى البلد الذى كان يميل سابقًا للاكتفاء بالإنتاج الدرامى الإيرانى، مع ترجمة بعض الأعمال الأوروبية أو التركية بشكل محدود.
الشغف الإيرانى بمسلسل الحشاشين وحالة الترقب لتسلسل الأحداث يأتى لتطرق المسلسل إلى أحداث تخص التاريخ الإيرانى والمذهب الشيعى وتسليط الضوء على مدن تاريخية إيرانية مثل أصفهان وقم والرى وهى الأماكن التى عاش بها بطل العمل الملحمى حسن الصباح، ذلك بجانب الاختلافات المذهبية التى عززت بما لا يدع مجالا للشك من الاهتمام بالمسلسل فى دوائر إيران الرسمية وشبه الرسمية، وفى أوسط النقاد والساسة، بل وعلى مستوى رجل الشارع البسيط وكافة المتعاملين مع منصات التواصل الاجتماعى البديلة.
فى المقابل، وبرغم الملاحظات التاريخية التى سلطت الضوء عليها المنصات الاخبارية، إلا أن المواطن الإيرانى اختار أن يوجه انتقاداته للقائمين على الإنتاج الدرامى والسينمائى فى إيران مطالبين بعمل مماثل من حيث ضخامة الإنتاج وجودته لإبراز وجهة النظر الإيرانية فى تلك الأحداث، مؤكدين فى الوقت نفسه عبر منصات التواصل الاجتامعى أن مسلسل الحشاشين يعد قيمة فنية عالية الجودة، ويستحق المتابعة بشكل مكثف.
كما حذر بعض مستخدمى وسائل التواصل الاجتماعية فى إيران الدولة من ترك هذه الساحة خالية لسرد التاريخ الإيرانى على لسان ويد غير الإيرانيين.
وقال أحد المستخدمين فى تعليق له على يوتيوب: "عندما لا يتقبل نظامنا رواياتنا ولا يقوم بتجسيدها فنيًا، يصبح من المتوقع أن يقوم الأخرون بتغيير التاريخ لصالحهم. كم هى كثيرة قصصنا التى يمكن أن تتحول الأفلام ومسلسلات".
بدوره، قال اليوتيوبر الإيرانى محمد حسين رحيم: "المسلسل كان به بعض السرد غير الواقعى من وجهة نظر الطائفة الإسماعيلية، ومن بينها، حسب قوله، زراعة الحشاشين للنبات المخدر الذى يحمل الاسم نفسه مضيفًا أن هذه الآراء منقولة عن المستكشف الإيطالى ماركو بولو". وأضاف رحيم أن كلمة الحشاشين كانت تُطلق على الأفراد الذين يبيعون الأدوية وليس المواد المخدرة.
كما علق مستخدم أخر يحمل اسم على رضا على المسلسل من وجهة النظر ذاتها قائلًا بعض المخالفين للإسماعيليين يعتقدون أن حسن الصباح رئيس الفرقة الإسماعيلية كان يعطى مخدر الحشيش المريديه؛ حتى يجعلهم مطيعين وفدائيين.
ومع ذلك، فقد أبرز الكثير من مستخدمى وسائل التواصل الاجتماعية على وجه التحديد فى إيران إعجابهم بضخامة المسلسل واحترافيته العالية، داعين إلى ضرورة مشاهدته، وأكد أخرون على أن المسلسل لم يحمل أى وجهة نظر مخالفة من زاوية التاريخ فى مخالفة لوجهات نظر مواقع عدة، ومشددين على أنه لم يحمل أحداثًا غير حقيقية.
وكان من بين هؤلاء مستخدم باسم رييس على دلاورى الذى قال فى تعليقه لقد رأيتُ بالأمس 8 حلقات من المسلسل، وإنصافًا للحق، لم أر أية عداوة مع التاريخ، فقد كان التصوير واللوكيشن رائعين، والمسلسل بشكل عام يستحق المشاهدة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة