حكايات عروس البحر المتوسط.. منطقة وينجت بالإسكندرية سُميت باسم المندوب السامى البريطانى.. تبدأ من شارع مصطفى كامل وحتى "فلمنج".. تميزت بحدائق الورد والياسمين.. وسكنها الأجانب ورجال الأعمال.. فيديو وصور

يعتبر حى وينجت بالإسكندرية من الأحياء الشهيرة التى لها تاريخ فى العاصمة الثانية، حيث اكتظ بالسكان فى الخمسون عامًا الماضية بعد ما كان عبارة عن منطقة قصور وفيلات ومقر سكن للأجانب، وفى شهر رمضان المبارك نسرد لكم من خلال ملف "حكايات عروس البحر" قصة حى وينجت بالإسكندرية.

سبب التسمية

"ونجت" هو السير فرانسيس رينالد وينجت (١٨٦١-١٩٥٣) كان حاكم السودان، ومن ثم المندوب السامي البريطاني في مصر في فترة من أحرج فتراتها التاريخية على الإطلاق وهي فترة الحرب العالمية الأولى.

من جانبه، قال الدكتور إسلام عاصم، نقيب المرشدين السياحيين السابق، إن السير رينالد وينجت تولى سلطته في مصر عام 1917 بعدما كان قد عزلت بريطانيا الخديوى عباس حلمي الثاني وأعلنت الأحكام العرفية، ومن ثم عيّن مكانه السلطان حسين كامل، لذا جاء السير ونجت في تلك الفترة التي كانت القوى المصرية تمني نفسها بالاستقلال بعد مؤازرة بريطانيا في حربها.

وأضاف فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه عندما طالب المصريون الاستقلال بقيادة سعد باشا زغلول بانت نوايا بريطانيا وعندما ذهب الوفد المصري المكون من سعد زغلول وعبدالعزيز فهمي وعلي شعراوي لمقابلة ونجت لطلب الاستقلال الموعود به، وكانت ردوده مجحفة ومستهزئة بطلبهم، وكان رده على طلب الاستقلال "أن الطفل إذا أعطيناه الغذاء أكثر مما يلزم تخم" في إشارة إلى أن مصر ليست مستعدة لنيل استقلالها.

وأشار إلى أن الشارع سمى باسمه نظرا لأنه في تلك المنطقة كان يسكن البريطانيون وكان هناك مقر القنصلية البريطانية وظل الاسم مرتبطا بالمكان بالرغم من تغيير اسم الشارع فيما بعد إلى شارع محمد فريد، وطبعا هذه التسمية بعد ثورة 1952 مقصودة ردا على ما فعله وينجت.

حدود منطقة ونجت

تبدأ منطقة ونجت من بداية شارع مصطفى كامل بعد منطقة رشدى مباشرة حتى منطقة فلمنج، وتمتد جنوبا إلى ترعة المحمودية وشرقا منطقة كفر عبده ويتوسطها شارع مصطفى كامل الرئيسى وخط قطار أبو قير ويحيط بها عدد كبير من السكان.
 

حكاية زراعة الياسمين

قال سكان منطقة وينجت، إنها قديما كانت تمتاز بوجود حدائق الياسمين وتعتبر من المناطق الراقية البعيدة عن الكثافة السكانية، وكان يسكن فيها الأجانب وكبار رجال الأعمال، لأنها من المناطق الراقية والنائية، ولكن بمرور الزمن.

وأضاف أن الكثافة السكانية كانت فى منطقة المنشية ومحطة الرمل، لاعتبارها منطقة تجارية ولكن شرق الإسكندرية كانت عبارة عن مزارع مختلفة منها العنب والياسمين وتستنشق رائحة الورود والأزهار فور دخولك المنطقة، والتى استمرت سنوات طويلة، ولكن بعد وجود الكثافة السكانية تم إزالة هذه الأراضى واستبدالها بالمنازل والعمارات الضخمة وأصبحت من المناطق التى تكتظ بالسكان .