مازالت قوات الاحتلال الإسرائيلى ترتكب أفظع الجرائم الإنسانية ضد الفلسطينيين فى قطاع غزة وتجبرهم على التهجير القسرى من منازلهم دون ملجأ آخر يفرون إليه، مع منع المساعدات الإنسانية الدولية للوصول إلى المهجرين قسرا لإنقاذهم من الوصول إلى مجاعة، مما أسفر عن وفاة عدد من الأطفال بسبب سوء التغذية وانتشار الأوبئة والأمراض.
ووفق وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين فى آخر تقرير لها أنه يواجه ربع سكان غزة مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائى، فيما نزح ما يصل إلى 1,7 مليون شخص (أو أكثر من 75 بالمئة من السكان) فى مختلف أنحاء قطاع غزة، بعضهم عدة مرات، منهم مليون فرد يسكنون بالقرب من ملاجئ الطوارئ أو الملاجئ غير الرسمية، ويتم إجبار العائلات على الانتقال بشكل متكرر بحثا عن الأمان فى أعقاب القصف الإسرائيلى المكثف والمستمر
وأضاف تقرير الأونروا أن هناك عمليات اعتقال مستمرة فى الضفة الغربية يتم من خلالها اعتقال عدد من الأطفال حيث قامت قوات الاحتلال الإسرائيلى خلال يومين بـ 58 عملية تفتيش واعتقال على الأقل نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلية فى مختلف أنحاء الضفة الغربية، واعتقل أكثر من 50 فلسطينيا خلال هذه الفترة، من بينهم خمسة أطفال.
غزة تحت الحصار
ومن جانبه قال فيليب لازراينى مفوض عام وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين " الأونروا " أن العدوان الإسرائيلى على غزة، خلف أكبر عدد من الضحايا بين عمال الإغاثة والصحفيين فى الصراعات فى العالم لافتا إلى إصابة مصور صحفى يدعى عبد الله يعمل مع الأونروا بجروح بالغة فى القصف فى شمال غزة
ونشر المفوض العام صورة التقطها المصور المصاب على حسابه الرسمى على موقع التواصل الاجتماعى (X) وعليها تعليق الوضع كارثى. لا يوجد منزل واحد لم يتضرر مضيفا الدمار الذى لا يمكن تصوره. ذهبت أحياء بأكملها دون أثر قائلا "الناس متعبون، لا يوجد شيء يأكلونه"
ومن جانبها حذرت هيئة الأمم المتحدة للمرأة، من الحرب على النساء فى غزة، وأنهن يعانين من آثارها المدمرة، حيث قُتلت نحو أكثر من 9 آلاف امرأة على يد القوات الإسرائيلية فى غزة حتى الآن، ومن المحتمل أن يكون هذا الرقم أقل من الواقع، إذ تفيد التقارير بأن العديد من النساء لقين مصرعهن تحت الأنقاض.
ووفق مركز إعلام الأمم المتحدة، فإن أكثر من 4 من كل 5 نساء (84 فى المئة) أسرهن تأكل نصف الطعام أو أقل، مقارنة بما اعتادت عليه قبل بدء الحرب، وتتولى الأمهات والنساء البالغات مهام جلب الطعام، ولكنهن آخر وأقل من يأكل فى الأسرة.
وذكرت الأمم المتحدة أن ما يقرب من 9 من كل 10 نساء (87 فى المئة) يجدن صعوبة أكبر فى الحصول على الغذاء مقارنة بالرجال، وتلجأ بعض النساء الآن إلى البحث عن الطعام تحت الأنقاض أو فى صناديق القمامة، وأن 10 من أصل 12 منظمة نسائية تعمل فى غزة جزئيا، وتوفر خدمات الاستجابة الطارئة الأساسية، وعلى الرغم من الجهود الاستثنائية التى بذلتها تلك المنظمات، فقد خُصص أقل من 1 فى المئة من التمويل الذى تم جمعه من خلال النداء العاجل لعام 2023 إلى منظمات حقوق المرأة الوطنية أو المحلية.
وطالبت هيئة الأمم المتحدة للمرأة بوقف فورى لإطلاق النار لأسباب إنسانية، وإلا فإن مزيدا من الأشخاص سيلقون حتفهم فى الأيام والأسابيع المقبلة، وشددت على ضرورة أن يتوقف القتل والقصف وتدمير البنية التحتية الأساسية فى غزة، ودخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع وعبر جميع أنحائه على الفور.