شمعة وبرج ولوتس.. "طارق" أقدم مصنعى الفوانيس الصاج فى الغربية.. ورث المهنة أبا عن جد وطوّر فى صناعة الفانوس النحاس باستخدام الزجاج الملون والكتابة والرسومات.. ويؤكد: الصنعة توفر فرص عمل للشباب طوال العام.. صور

لا يزال الفانوس النحاسي الصاج المصنع على الطراز الفاطمى الإسلامى قديما، له الرونق الجميل فعندما تشاهده قبل قدوم شهر رمضان المبارك تشعر بالبهجة والسعادة وروحانيات الشهر الكريم، حيث إنه يعبر عن الذكريات الجميلة فى كافة ربوع مصر، فمنذ مئات السنين ونحن نفضل هذه الأنواع من الفوانيس والتى يتم صناعتها بحرفيه شديدة لتعطى الشكل الجمالى.

فى هذا الصدد التقى "اليوم السابع" صاحب أقدم ورشة لتصنيع الفوانيس الصاج بمدينة طنطا التابعة لمحافظة الغربية، وتحديداً من داخل حوارى منطقة مسجد وضريح العارف بالله سيدى أحمد البدوى، المنطقة المليئة بروحانيات الشهر الكريم وبها العديد من الحرف اليدوية التى تعبر عن التراث المصرى القديم.

وقال طارق فانوس لـ"اليوم السابع" إن عمر هذه الورشة يتعدى 120 سنة، حيث إنه ورث المهنة أبا عن جد منذ 40 سنة ولا يعرف مهنة غيرها، فكان يعشق الفوانيس الإسلامية منذ الصغر ودائم التواجد داخل الورشة طوال العام، فكان يذهب صباحاً إلى المدرسة ومساء يتعلم المهنة حتى اتقنها جيداً.

وأضاف: هذه المهنة تعتمد بشكل كلى على الأيدى العاملة فلا يوجد بها ماكينات أو معدات إليه، فيتم تصنيع الفانوس الصاج من البداية وحتى النهاية يدويا، موضحاً أنهم يقومون منذ بداية الموسم بالتعاقد على الصاج ثم تشكيلة بالزخارف الإسلامية التى عرفت قديما فى العصر الفاطمى، ثم يتم تركيب الزجاج ولحام أجزاء الفانوس.

وأوضح: طورنا كثيراً فى صناعة الفوانيس الصاج، حيث تم تشكيل الزجاج بالرسومات والزخارف الإسلامية والكتابة عليها، كما تم اختراع أشكال جديدة منها "البرج، لوتس، الشمعة المطورة" مشيراً إلى أن الأطفال يعشقون الفانوس الشمعة القديم والذى يعبر عن الشهر الكريم.

وأشار إلى أنه يقومون بالبدء فى تصنيع الفوانيس كل عام بعد انتهاء شهر رمضان وعيد الفطر المبارك مباشرة، وذلك حتى يتمكنوا من تجهيز الطلبات التى يتم التعاقد عليها لتوريدها فى العام التالى، مضيفا أن الورشة تعمل 12 ساعة يوميا ولكن من أكثر المشاكل التى تواجههم هى عدم وجود عمالة تعمل فيها.