لسنوات طويلة كانت الخدعة الكبرى التي هيمنت على نفوس صناع الدراما هي "منقدرش"، ربما تكون كذبة مقصودة هدفها إحباط الهمم والتأثير على الصناع بكونهم غير قادرين على تقديم عمل يستحق المشاهدة ويضاهي مستوى الدراما والسينما العالمية، والحقيقة أن البعض شرب الخدعة وصدق الكذبة وتعامل معها على أنها حقيقة، وأنه فعلا "ما نقدرش"، لتأتي الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية وترفع شعار "ما فيش مستحيل" وتدفع بإنتاجات ضخمة في مخاطرة محسوبة، لتظهر النتيجة عملا متكاملا يؤكد أننا "نقدر" ولدينا الإمكانيات، ربما كانت تنقصنا الشجاعة الكافية لكن في النهاية نقدر ونستطيع أن نقدم محتوى دراميا راقيا ومحترما "ما يخرش المياه" ينافس الدراما العالمية، وإن كان ذلك ليس الهدف، الهدف هو أن نحترم عقول الجمهور المصري والعربي ونقدم لهم عملا دراميا يستحق المشاهدة.
المستوى الذي ظهر عليه برومو مسلسل النجم ياسر جلال جودر ألف ليلة وليلة للمخرج إسلام خيري، على يقين بأنه انتصار في حد ذاته انتصار للشباب، وتأكيد على الثقة التي سبق أن مُنحت ويجب أن نمنحها لمستحقيها مرارا وتكرارا و"نحط في بطننا بطيخة صيفي"، ثقة في محلها وتقدير للمواهب الشابة وإيمان بروحهم وبطاقتهم وبقدرتهم على تقديم محتوى خاطف للعيون، محتوى تحبس أنفاسك بعد مشاهدته وتنتظره، يثير داخلك حافز المشاهدة يحرك مشاعرك يسحبك لعالمه ومحيطه لا يزعجك فيه سوى انتهاء الدقائق المعدودة لبرومو المسلسل والذي يُعرض على قناة on ضمن مسلسلات رمضان 2024.
الجمهور المتابع للبرومو سيجد نفسه فجأة داخل لعالم ساحر، عالم يأخذك للذة المغامرة والشطح بالخيال الجامح، يعيدك لحواديت قبل النوم التصورات والأفكار التي نتخيلها في فضاء الأحلام الواسع، تجدها متحققة أمامك في صورة مبهرة وموسيقى شادي مؤنس والتي تتخلل وجدانك تلك الموسيقى التي شكلت تعاونا مثمرا بينها وبين صوت لينا شماميان وكلمات إسماعيل سعيد.
عالم الأساطير ذلك العالم الواسع الذي يعقد صناع الدراما والسينما معك عقدا قبل دخوله، مفاداته أن تطلق لنفسك العنان، تسرح بخيالك لبعيد حيث لا قيود، يأخذك لعالمه دون حسابات، عالم يجسد فيه النجم ياسر جلال دور شهريار وجودر الصياد، كلاهما بوجهين مختلفين، ويُحسب للفنان ياسر جلال أنه يتمتع بروح المغامر، يخوض تجربة مختلفة وصعبة ورهان كبير ولكن بكل أريحية واثقا من خطواته.
لا أستطيع أن أنكر إعجابي ببرومو المسلسل وبحالة النشوة التي منحني إياها بالدخول بكامل إرادتي إلى عالم ألف ليلة وليلة وحدوتة جودر المصري، بديكورات هذا العالم وأزيائه لمنى التونسي وملابسه بمفرداته وتفاصيله ببراحه الواسع المريح للعين ولكن، منحني أيضا المخرج إسلام خيري الدوافع الكاملة لظبط ساعة الوقت وخريطة مشاهدتي لأضع مسلسل جودر على أولويات المشاهدة، لعدة أسباب، منها الفنان القدير رشوان توفيق، ذلك الفنان القدير الذي خطف القلوب، بإطلالته في البرومو والتي لا تتخطي الثواني، ذلك التقمص الذي يصل إلى حد الذوبان في الشخصية، ذلك الصوت صاحب النبرات المميزة، للولهة الأولى قد تخطئ العين في التأكد من أنه رشوان توفيق لكن يأتي الصوت ليؤكد أنه هو ذلك الفنان العظيم صاحب الطلة التي لا تشبع منها، لتبدي إعجابك بهذه الطلة التي جعلتك تتساءل في لحظة "مين ده" وهو ما يحسب له وللمخرج إسلام خيري، ولا عجب في أن تجد اسم البرومو موقعا باسم مدير التصوير تيمور تيمور، فهو واحد من أهم مديري التصوير على الساحة وهو فنان بديع يحسن عمله باحترافية.
الفنان القدير عبدالعزيز مخيون، أيضا واحد من أهم المشاركين في المسلسل ووجوده إضافة كبيرة، فحالة التكامل بين الأجيال خاصة ذلك التكامل المبني على الفهم والوعي والاختيار الصحيح لصالح العمل، دائما ما يؤتي ثماره، فلا أحد ينكر أن وجود أحمد بدير ومحمد التاجي ومحمود البزاوي وعايدة رياض، جنبا الي جنب مع نور وياسمين رئيس وتارا عماد، يمنح المشاهد الطمأنينة بأنه أمام عمل ممتع على مستوى الأداء التمثيلي، خاصة في ظل وجود وليد فواز القادر على مفاجأة جمهوره في كل مرة يقف فيها أمام الكاميرا، ومن المؤكد أن وجود اسم أنور عبد المغيث على تتر المسلسل كاف أن يجعل المشاهد ممتنا للشركة ميديا هب سعدي جوهر ولشركة أروما للمنتج تامر مرتضى على منحه هذه الوجبة المتكاملة من دراما الفانتازيا، دراما تجد فيها تنينا مجنحا يبخ النار وحورية بحر نصفها سمكة وسيدة تتحكم بالنار في جودة واحترافية شديدة للمؤثرات السمعية والبصرية تشكل طفرة في الدراما المصرية والعربية.
أحمد فتحي
تارا عماد
جيهان الشماشرجي
رنا رئيس
نور اللبنانية
وفاء عامر
ياسر جلال في جودر
ياسر جلال ونور
ياسر جلال
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة