صلاح الدين الأيوبى هو "صلاح الدين يوسف بن أيوب بن شاذى بن مروان" ونعرفه اختصارا باسم (صلاح الدين الأيوبى)، وهو واحد من أفضل من عرفتهم البشرية من قادة، وقد شهد له أعداؤه قبل أصدقائه، وهو مولود فى 1138، بقلعة تكريت، ونشأ فى كنف عماد الدين زنكى فى الموصل ولما ولى نورالدين محمود بن عماد الدين زنكى دمشق لازم نجم الدين أيوب خدمته وكذلك ولده صلاح الدين.
كانت السنوات الأخيرة من عمر الدولة الفاطمية فى مصر قد شهدت صراعاً محموماً بين شاور وضرغام على منصب الوزارة، ولم يحسم الصراع لأى منهما وقضى عليهما فى 1186 وتولى أسد الدين شيركوه قائد حملة نورالدين منصب الوزارة للخليفة العاضد الفاطمى، ثم لم يلبث أن تُوفى فخلفه فى الوزارة ابن أخيه صلاح الدين.
وقد رد مصر إلى أحضان الخلافة العباسية وقوى المذهب السنى فيها وعزل القضاة الشيعيين، وحل محلهم قضاة سنيون وأنشأ مدارس الفقه السنى ثم قام بخطوة شجاعة فأعلن فى الجمعة الأولى من شهر المحرم 567هـ الموافق سبتمبر1171قطْع الخطبة للخليفة الفاطمى الذى كان مريضاً وملازماً للفراش، وجعلها للخليفة العباسى، ليبدأ فى مصر عصر الدولة الأيوبية، وبعد وفاة نورالدين محمود فى 1174 تهيأت له الفرصة إذ كان يحكم مصر نيابة عنه.
بدأ يتطلع إلى ضم بلاد الشام إلى حكمه لتقوية الصف الإسلامى، وأتم ذلك فى 1186استعدادا لمواجهة الصليبيين، وتحرير الأراضى التى اغتصبوها، ثم أعلن عن استقلاله عن نورالدين محمود وتبعيته للخلافة العباسية، وأصبح حاكما على مصروبعد أن اطمأن إلى قوة وتماسك جبهته الداخلية، انصرف بكل طاقته إلى قتال الصليبيين ،وخاض سلسلة من المعارك كُلِّلت بالنصر، ثم توج انتصاراته بمعركة حطين فى 1187 وكانت معركة هائلة أُسر فيها ملك بيت المقدس وأرناط حاكم حصن الكرك، وغيرهما من قادة الصليبيين، ثم تهاوت باقى المدن والقلاع الصليبية، وتساقطت تباعا فى يده ومنها قلعة طبرية، وعكا، وقيسارية، ونابلس، وأرسوف، ويافا وبيروت وغيرها.
أصبح الطريق ممهدا لاسترداد القدس، فحاصر المدينة، حتى استسلمت وطلبت الصلح، ودخلها فى الثانى من أكتوبر 1187 وأثناء مفاوضات صلح الرملة التى جرت بين المسلمين والصليبيين مرض السلطان صلاح الدين، ولزم فراشه، إلى أن توفى فى مثل هذا اليوم فى 4 مارس 1193.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة