افتتحت أسعار الذهب العالمى تداولات الأسبوع على ارتفاع ليتداول بالقرب من أعلى مستوى منذ أكثر من شهرين، وذلك بعد المكاسب الكبيرة التى حققها الذهب نهاية الأسبوع الماضى بسبب البيانات الأمريكية الضعيفة التى زادت من التوقعات ببدء تخفيض الفيدرالى لأسعار الفائدة فى يونيو القادم.
سجل سعر أونصة الذهب العالمى ارتفاع اليوم بنسبة 0.2% ليسجل أعلى مستوى منذ 9 أسابيع عند 2088 دولارا للأونصة بعد أن افتتح جلسة اليوم عند 2082 دولارا للأونصة ليتداول وقت كتابة التقرير الفنى لجولد بيليون عند المستوى 2085 دولارا للأونصة.
يأتى هذا بعد ارتفاع كبير خلال الأسبوع الماضى بنسبة 2.3% استطاع خلاله أن يخترق مستوى المقاومة الهام 2050 دولارا للأونصة ليصل الذهب إلى مستهدفه عند 2080 دولارا ويتخطاه ليغلق عند 2082 دولارا للأونصة.
البيانات الضعيفة التى صدرت عن الاقتصاد الأمريكى خلال الأسبوع الماضى كانت السبب الرئيسى وراء ارتفاع أسعار الذهب بهذا الشكل الحاد، فقد صدرت بيانات أداء القطاع الصناعى التى أظهرت توسع انكماش القطاع الصناعى الأمريكى خلال شهر فبراير، بالإضافة إلى تراجع فى ثقة المستهلكين بشأن مستقبل الاقتصاد.
وقبل هذا جاءت بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصى الذى يعد مقياس التضخم المفضل للبنك الفيدرالى لتظهر استمرار تراجع التضخم على المستوى السنوى، لتعمل هذه البيانات مجتمعة على دفع التوقعات إلى التزايد أن البنك الفيدرالى سيلجأ إلى خفض الفائدة فى يونيو القادم.
الأسواق تضع تسعير حاليًا بنسبة 70% أن البنك الفيدرالى سيبدأ فى خفض الفائدة خلال اجتماعه فى شهر يونيو، لترتفع التوقعات فى الأسواق بعد البيانات الاقتصادية الأمريكية التى صدرت الأسبوع الماضي.
الجدير بالذكر أن الارتفاع الذى شاهدناه فى أسعار الذهب يوم الجمعة الماضى ربما كان أيضًا بسبب عمليات تغطية مراكز البيع المكشوفة، حيث تشير القفزة الكبيرة بهذا الحجم فى فترة قصيرة إلى أن بعض مراكز البيع قد تم تغطيتها لعطى السعر دفعة كبيرة لأعلى.
من جهة أخرى يحمل هذا الأسبوع أحداث هامة فى الأسواق المالية وفى أسواق الذهب، وعلى رأس هذه الأحداث شهادة رئيس البنك الفيدرالى جيروم باول أمام مجلس النواب، بالإضافة إلى بيانات تقرير الوظائف الحكومي.
تركز الأسواق الآن بشكل مباشر على شهادة رئيس البنك الاحتياطى الفيدرالى جيروم باول التى تستمر يومين هذا الأسبوع، بحثًا عن أى إشارات أخرى على مسار أسعار الفائدة.
ومن المتوقع أن يكرر باول موقفه بأن البنك الاحتياطى الفيدرالى سيحتاج إلى مزيد من الإقناع بأن التضخم يعود نحو الهدف السنوى للبنك البالغ 2%، مع توقع على نطاق واسع أن يحافظ رئيس البنك الفيدرالى على ميل نحو التشدد فى السياسة النقدية.
أيضًا يصدر نهاية هذا الأسبوع تقرير الوظائف الحكومى الأمريكى مع توقعات بتراجع فى أعداد الوظائف الجديدة خلال شهر فبراير ليصل إلى 190 ألف مقارنة مع القراءة السابقة 353 ألف وظيفة.
البنك الفيدرالى فى حاجة إلى تراجع فى أداء قطاع العمالة حتى يضمن استمرار التضخم فى التراجع، وفى حال تراجع بيانات الوظائف سيزيد هذا من اقتراب قرار خفض الفائدة وبالتالى سيكون تأثيره إيجابى على سعر الذهب، فى ظل العلاقة العكسية بين الذهب والفائدة.
الدولارا الأمريكى يظل داخل نطاق التذبذب الذى يسيطر على تحركاته منذ أربع أسابيع، وهو الأمر الذى يعد حيادى بالنسبة لتأثيره على أسعار الذهب.
لجنة تداول السلع الآجلة (COT)
أظهر تقرير التزامات المتداولين المفصّل الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة، والذى يُظهر وضع المضاربة على الذهب للأسبوع المنتهى فى 27 فبراير، ارتفاع عقود شراء الذهب بمقدار 7035 عقد مقارنة مع التقرير السابق، كما ارتفعت عقود بيع الذهب بمقدار 4602 عقد مقارنة مع التقرير السابق.
البيانات المتأخرة الصادرة عن تقرير لجنة تداول السلع الآجلة (COT) تظهر عودة الطلب إلى التزايد على عقود الذهب بشكل عام سواء عقود البيع أو الشراء، وهو ما يدل على تجسن الطلب الاستثمارى على الذهب بعد ضعف البيانات الأمريكية مؤخرًا الأمر الذى يزيد من فرص خفض أسعار الفائدة فى وقت قريب، وهو الأمر الإيجابى بالنسبة للذهب ليعود إلى اجتذاب الاستثمارات مجددًا.
أسعار الذهب فى مصر
عادت أسعار الذهب فى مصر إلى الارتفاع خلال جلسة اليوم وذلك بعد انخفاض واضح خلال تداولات الأمس، الأمر الذى يدل على تخبط تحركات سعر الذهب المحلى خلال الفترة الحالية بسبب تغيرات العوامل المؤثرة عليه.
افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعًا تداولات اليوم الاثنين عند المستوى 2650 جنيها للجرام ليتداول وقت كتابة التقرير عند المستوى 2750 جنيها للجرام، وكان قد ارتفع قبلها وسجل أعلى مستوى عند 2770 جنيها للجرام.
يأتى هذا الارتفاع فى سعر الذهب اليوم بعد انخفاض كبير يوم أمس حيث فقد الذهب 120 جنيها من قيمته ليغلق عند المستوى 2650 جنيها للجرام بعد أن افتتح جلسة الأمس عند المستوى 2770 جنيها للجرام، وكان قد سجل يوم أمس أدنى مستوى عند 2620 جنيها للجرام.
هناك العديد من التغيرات فى العوامل المؤثرة على سعر الذهب فالدولارا فى السوق الموازى يشهد تراجع تدريجى ولكنه يظهر تماسك بعض الوقت، خاصة أن تراجع السعر ناتج عن توقف حركة التنفيذ بشكل كبير فى السوق الموازي.
بينما نجد أن العرض والطلب يشهد بعض التوازن مؤخرًا، فقد قام عدد من ممتلكى الذهب بالبيع خوفًا من استمرار انخفاض الأسعار وتقليص المكاسب التى حققوها من قبل، بينما فى المقابل لجأ البعض الآخر إلى شراء الذهب مستغلين التراجع الحالى فى سعر الذهب.
أما عن ارتفاع سعر الذهب اليوم فيأتى بسبب رغبة سوق الذهب فى التفاعل مع الارتفاع الكبير فى سعر أونصة الذهب العالمى التى تتداول عند أعلى مستوى منذ شهرين، وذلك بعد أن شهد الذهب المحلى انخفاض متتالى منذ نهاية الأسبوع الماضى فى الوقت الذى سجل فيه الذهب العالمى طفرة فى الارتفاع.
نستنتج من هذا أن أوضاع الذهب المحلى الحالية هى عملية تقييم للعوامل المؤثرة عليه، وحقيقة الوضع المالى الحالى وهى سيستمر الاستقرار أم لا.
أيضًا هناك توقعات مستمرة بحدوث تحريك فى سعر الصرف الرسمى واستغلال ضعف سعر السوق الموازى وتقلص الفجوة بين السعرين لحدوث هذا التحريك فى سعر الصرف، وهو الأمر الذى يطلبه صندوق النقد الدولى لاستمرار فى برنامجه التمويلى لمصر.
توقعات أسعار الذهب
استمر سعر أونصة الذهب العالمى فى التداول بالقرب من أعلى مستوياتها فى شهرين، وذلك بعد الارتفاع الكبير الذى شهده سعر الذهب العالمى خلال نهاية الأسبوع الماضى، بينما تترقب الأسواق حاليًا إمكانية حدوث تصحيح سلبى بعد هذا الارتفاع الكبير بالتزامن مع شهادة رئيس الفيدرالى هذا الأسبوع وتقرير الوظائف الحكومي.
انخفض سعر الذهب المحلى يوم أمس بشكل كبير فى ظل استمرار تراجع سعر صرف الدولارا فى السوق الموازى بالإضافة إلى تزايد التوقعات بحدوث تحريك فى سعر الصرف الرسمى الأمر الذى زاد من خسائر الذهب يوم أمس بالرغم من غياب السوق العالمي.
استقر سعر الأونصة العالمية خلال جلسة اليوم الاثنين بين 2080 – 2088 دولارا للأونصة، وتترقب الأسواق خروج السعر من هذه المنطقة الضيقة، فكسر السعر لأسفل يعنى دخول الذهب فى تصحيح سلبى يستهدف مستويات 2065 دولارا ثم 2050 دولارا للأونصة.
بينما اختراق السعر لأعلى يدفع السعر إلى مزيد من المكاسب ليستهدف المستوى 2100 دولار للأونصة وبعدها المستوى 2140 دولارا للأونصة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة