يستمر الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه علي المدنيين بالأراضي الفلسطينية، مع منع وصول المساعدات لمئات الالاف من النازحين الفارين من الهجمات الإسرائيلية عدة مرات، وحذرت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية من بشاعة ما يحدث ضد المدنيين وخاصة الأطفال والنساء .
جيمي ماكجولدريك منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، بدأ زيارة إلى غزة تستغرق يومين، حسبما أعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك في المؤتمر الصحفي اليومي.
اطفال غزة
وقال دوجاريك إن جيمي ماكجولدريك التقى في رفح، في وقت سابق، بقادة المجتمع المحلي وغيرهم، والذين أعربوا عن مخاوفهم بشأن تأثير الأزمة على صحة النساء، فضلا عن احتمال ضياع جيل من الأطفال، الذين ظلوا خارج المدرسة لعدة أشهر.
وأوضح دوجاريك أن ماكجولدريك سيقدم إحاطة إلى الصحفيين في نيويورك يوم الأربعاء من القدس.
من ناحية أخرى، زار فريق من منظمة الصحة العالمية ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية واليونيسيف وصندوق الأمم المتحدة للسكان مستشفى العودة وكمال عدوان في شمال غزة ، بهدف إيصال الوقود والإمدادات الطبية الأساسية.
وكانت هذه الزيارة هي الأولى للمستشفيين منذ أوائل شهر أكتوبر، على الرغم من الجهود الأممية المستمرة للوصول بشكل أكثر انتظاما إلى شمال غزة. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة إن الفريق سلم 9,500 لتر من الوقود إلى المستشفيين لافتا الي إن كمية الوقود ليست سوى جزء بسيط مما هو مطلوب بالفعل.
ومن جانبه حذر مدير عام منظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدانوم جيبرييسوس من "استنتاجات قاتمة" خلال زيارة الفريق شملت مستويات حادة من سوء التغذية، وموت الأطفال جوعا، وتدمير مباني المستشفيات، ونقصا كبيرا في الوقود والغذاء والإمدادات الطبية.
وقال مدير الصحة العالمية إن مستشفى كمال عدوان هو مستشفى الأطفال الوحيد في شمال غزة وهو مكتظ بالمرضى، قائلا إن نقص الكهرباء يشكل تهديدا خطيرا لرعاية المرضى وتسبب نقص الغذاء في وفاة 10 أطفال.
غزة
ومن جانبه حذر فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان من تداعيات مايحدث في غزة وتأثيره في أنحاء منطقة الشرق الأوسط قائلا "أشعر بالقلق البالغ من أن أي شرارة في برميل البارود هذا يمكن أن تؤدي إلى حريق أوسع نطاقا مما قد يؤثر على كل دولة في الشرق الأوسط والكثير من البلدان خارج المنطقة".
وكانت منظمة اليونيسف حذرت من أن "وفيات الأطفال التي كنا نخشى وقوعها" أصبحت حقيقة واقعة، بينما يجتاح سوء التغذية قطاع غزة، مشيرة إلى وفاة عشرة أطفال على الأقل بسبب الجفاف وسوء التغذية في مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة في الأيام الأخيرة.
وقالت أديل خُضُر، المديرة الإقليمية لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إن الشعور بالعجز واليأس لدى الآباء والأطباء عندما يدركون أن المساعدات المنقذة للحياة- والتي هي على بعد بضعة كيلومترات فقط- بعيدة المنال، لا بد أن يكون أمرا لا يطاق.
وأضافت " لكن الأسوأ من ذلك، هو صرخات الألم لهؤلاء الأطفال الذين "يموتون ببطء تحت أنظار العالم"، مؤكدة أن حياة الآلاف من الأطفال والرضع تعتمد على الإجراءات العاجلة التي يتم اتخاذها الآن.