أكد السفير مصطفى الشربينى سفير ميثاق المناخ الأوروبى والخبير الدولى فى الاستدامة وتقييم مخاطر المناخ أن غرق سفينة الشحن البريطانية "إم فى روبيمار" المحملة بما يقرب من 41 ألف طن من أسمدة كبريتات فوسفات الأمونيوم، ينذر بمأساة بيئية وإنسانية فى البحر الأحمر، مشيرا إلى ضرورة العمل على احتواء هذه الأزمة سواء على المستوى الحالى أو المستقبلى للتأثيرات الناتجة عنها على المدى الطويل.
وقال الشربيني - في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الثلاثاء، إن أسمدة كبريتات فوسفات الأمونيوم التي كانت تحملها السفينة، هي مادة كيميائية شديدة السمية وقابلة للاشتعال، ويمكن أن تتسبب في حدوث كارثة بيئية، تطال تأثيراتها مناطق واسعة من جنوب البحر الأحمر، بالإضافة إلى تأثيرها على البيئة والمناخ؛ حيث ينتج عنها أكسيد النيتروز وهو أقوى بنحو 300 مرة من ثاني أكسيد الكربون.
وأضاف أنه من ضمن الآثار المترتبة على غرق السفينة - كذلك - التأثير على الثروة السمكية حيث يمكن أن تحمل سموم مستقبلية تؤثر على صحة الإنسان، كما إن الحمل الزائد من العناصر الغذائية؛ يمكن أن يحفز النمو المفرط للطحالب؛ مما يؤدي إلى استهلاك الكثير من الأكسجين، بحيث لا تستطيع الأحياء البحرية البقاء على قيد الحياة؛ وبالتالي فقدان الكثير من الأنواع البحرية، واختلال السلسلة الغذائية لكثير من الكائنات.
وأوضح أنه سيؤدي إلى الإضرار بـ "مصادر أرزاق" الصيادين في المناطق الساحلية، التي يمتد إليها تأثيرات الكارثة؛ لذلك لابد من تحديد أماكن التسريبات أو تفاعل كبريتات فوسفات الأمونيوم أو النفط الذي تسرب من السفينة، فالمؤشرات توضح تسرب بقعة زيت بطول 18 ميلا بحريا.
وأشار سفير ميثاق المناخ الأوروبي والخبير الدولي في الاستدامة إلى أن النظم البيئية في البحر الأحمر تتميز بأنها نظم حساسة وهشة، مما يجعلها أكثر عرضة للتدمير نتيجة المؤثرات الخارجية، رغم ثرائها بنظم الشعاب المرجانية، وأشجار المانجروف الساحلية لذلك لابد من سرعة تحرك الأجهزة والهيئات المعنية بحماية البيئة في منطقة البحر الأحمر.
يذكر أن السفينة "روبيمار" المملوكة للمملكة المتحدة وكانت ترفع علم بيليز، وتقوم شركة لبنانية بتشغيلها، أصيبت بصاروخ باليستي مضاد للسفن في 18 فبراير الماضي، بينما كانت تبحر بالقرب من ميناء "المخا" على الساحل الغربي لليمن، في جنوب البحر الأحمر، وأطلقت الحكومة اليمنية عدة نداءات لإنقاذ السفينة، لتلافي وقوع كارثة بيئية، إلى أن تم الإعلان عن غرق السفينة بسبب العوامل الجوية والرياح الشديدة في المنطقة.