أثبتت القرارات الأخيرة لإدارة "الشرقية - إيسترن كومبانى" أن الشركة تمثل نموذجا ناجحا لبرنامج الطروحات الحكومية، الذى أطلقته الدولة فى فبراير من العام الماضى، وذلك بعدما حقق انضمام المساهم الجديد للشركة الشرقية وهو غلوبال للاستثمار القابضة المحدودة مكاسب عديدة للاقتصاد المصرى بوجه عام، ولقطاع التبغ بصفة خاصة، وكذلك ينتظر أن تمتد هذه المكاسب للمستهلكين خلال الفترة المقبلة سواء من خلال توفير السجائر أو استقرار الأسعار وإضافة منتجات جديدة.
وأطلقت الدولة برنامج الطروحات الحكومية متضمنًا 32 شركة وأضافت إليها شركات المصرية للاتصالات، وعز الدخيلة للصلب-الإسكندرية، والشرقية-إيسترن كومباني، وباعت في الأخيرة جزءا من حصة الشركة القابضة للصناعات الكيماوية حصلت عليها شركة غلوبال للاستثمار القابضة المحدودة، وهي إحدى كبرى الشركات العاملة بصناعة التبغ في العالم.
أول مكاسب الدولة من المساهم الجديد، تحويله مبلغ 625 مليون دولار خلال شهر سبتمبر الماضي مقابل الاستحواذ على حصة 30% بالشركة الشرقية-إيسترن كومباني، وهذا التدفق الدولاري جاء في وقت تواجه فيه البلاد أزمة نقص في تدفقات النقد الأجنبي، مما ساهم في تحقيق استقرار جزئي بسوق الصرف، وتلبية جزء من احتياجات الدولة لاستيراد السلع الأساسية والمواد الخام اللازمة للإنتاج الصناعي.
واستمرت مكاسب الدولة من دخول المساهم الجديد عبر ارتفاع سعر سهم الشرقية-إيسترن كومباني، نتيجة تفاؤل المستثمرين بقدرة المساهم الجديد على زيادة إيرادات الشركة ما ينعكس على حجم التوزيعات النقدية للمساهمين، وبالفعل سجل السهم مستويات قياسية وصعد إلى مستوى 34.6 جنيه بنهاية تعاملات جلسة يوم الأحد.
أما بالنسبة للأداء التشغيلي للشركة الشرقية استطاع المساهم الجديد إقناع بنوك إماراتية كبرى للموافقة على تسهيلات ائتمانية بإجمالي مبلغ قدره 400 مليون دولار لاستخدامها لفتح اعتمادات مستندية لصالح موردي الشركة لاستيراد المواد الخام التبغية وغير التبغية، مما يسهم في الحفاظ على استمرارية نشاط الشركة، ورفع معدلات الإنتاج الحالية والمستقبلية للوفاء باحتياجات السوق المحلية.
كما تساهم اتفاقيات التسهيلات الائتمانية في معالجة الآثار السلبية لعدم توافر تسهيلات ائتمانية بنكية كافية لفتح اعتمادات مستندية تفي بالتشغيل الاقتصادي للطاقة الإنتاجية للشركة الشرقية-إيسترن كومباني، مما أدى إلى تنامي السوق الموازية، وانخفاض الحصيلة المالية للشركة، وكذلك انخفاض الإيرادات السيادية المترتبة على نشاط الشركة.
وستمتد المكاسب إلى المستهلكين سواء من حيث المساهمة في توفير المواد الخام اللازمة لزيادة الإنتاج وتحقيق وفرة في المعروض تنعكس على استقرار أسعار السجائر أو من حيث إدخال منتجات جديدة بفضل ما يمتلكه الشريك الإماراتي "شركة غلوبال" من خبرات ضخمة في قطاع صناعة التبغ ستقدمها للشركة الشرقية لمساندتها في إنتاج منتجات تبغ جديدة، وكذلك فتح أسواق تصديرية للخارج مما ينعكس على نمو إيرادات الشركة الشرقية.