أصبحت مباراة العودة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب شبه رسمية، حيث حقق كل منهما فوز هائل في الثلاثاء الكبير ومن المتوقع أن تنسحب نيكي هايلي من السباق الرئاسي للحزب الجمهوري ما يضع بايدن وترامب في مواجهة حتمية.
عقدت 16 ولاية انتخابات تمهيدية أو مؤتمرات حزبية أمس في الثلاثاء الكبير، وهو أكبر يوم للتصويت في سباقات الترشيح حتى الآن، ورغم نقاط الضعف المحتملة التي ظهرت إلا أن كل من بايدن وترامب كان لديهما ما يستحق الاحتفال مع اقترابهم من الفوز رسميا بترشيح حزبيهما
ومن أنباء انسحاب نيكي هايلي من السباق الرئاسي، تكثفت جهود الجمهوريين للحشد لترامب، حيث قال السيناتور ليدنسي جراهام أحد أبرز حلفاء الرئيس السابق: "أتوقع أن تكون هايلي لاعبة جماعية وتدعم الرئيس السابق ضد بايدن"
وتابع: "أعتقد أنه من الواضح جدًا أن الناس تحدثوا. لقد صوتت لصالح ترامب، وليس ضد نيكي. وفي نهاية المطاف، كلما تمكنا من الاجتماع معا مبكرا، كان ذلك أفضل"
وقالت مصادر لشبكة CNN إنه من غير المتوقع أن تؤيد السفيرة الامريكية السابقة لدى الأمم المتحدة، ترامب يوم الأربعاء، وستدعوه بدلاً من ذلك لكسب دعم أولئك الذين دعموها.
ترامب يكتسح في 11 ولاية
وواصل الرئيس السابق هيمنته في سباق ترشيح الحزب الجمهوري، على الرغم من خسارته ولاية واحدة، وهي فيرمونت، و برغم أن الولايات الـ 15 التي صوتت في الثلاثاء الكبير لم يكن لديها عدد كافى من مندوبين ترامب لتأمين ترشيح الحزب الجمهوري رسميا لانتخابات الرئاسة الثالثة إلا أنه علي بعد خطوات قليلة.
وقبل منتصف الليل بقليل، ومع استمرار فرز العديد من الأصوات، أظهر أحدث تقدير لشبكة سي إن إن للمندوبين أن ترامب قد حصل على 617 مندوباً يوم الثلاثاء مقابل 23 لهايلي. بشكل عام، حصل ترامب على 893 مندوباً
وقال ترامب خلال حفل مراقبة ليلة الانتخابات من منزله في فلوريدا : "يسمونه الثلاثاء الكبير لسبب ما .. ما يحدث الآن مثال على ذلك .. إنه ثلاثاء كبير .. أخبرني النقاد وغيرهم أن النتائج التي تحدث لم يكن لها مثيل من قبل"
ألا أن هناك بعض العلامات التحذيرية لترامب ففى ولاية نورث كارولينا، وهى ولاية متأرجحة يتزايد فيها عدد الناخبين من خريجي الجامعات ، قال 81% ممن دعموا هايلي إنهم لن يصوتوا لصالح ترامب في نوفمبر
ومع ذلك، فإن قائمة الإيجابيات بالنسبة لترامب كانت أطول بكثير بعد يوم من هيمنته. وأظهرت استطلاعات الرأي التي أجرتها شبكة سي إن إن أنه فاز بالمستقلين في ولاية كارولينا الشمالية وهزم هايلي في المناطق الحضرية والضواحي بالولاية، كما سحقها في المناطق الريفية وبين خريجي الجامعات هناك أيضًا.
وأظهرت استطلاعات الرأي أنه فاز أيضًا بالمناطق الحضرية والضواحي في فرجينيا، على الرغم من أن هايلي تفوقت عليه بفارق ضئيل بين خريجي الجامعات هناك.
بايدن في صدارة الديمقراطيين ولكن..
وواجه بايدن انتقادات كثيرة خلال الأشهر القليلة الماضية ولا تزال معدلات تأييده منخفضة كما ان استطلاعات الرأي في الانتخابات العامة تثير قلق الديمقراطيين، ولكن في الثلاثاء الكبير سيطر على منافسيه حيث فاز بنحو 80% من الأصوات.
وبالنسبة لبعض الناخبين، لن يكون هناك تسامح مع دعم بايدن للهجوم الإسرائيلي على غزة ورفضه الدعوة علنا إلى وقف إطلاق النار، وقد لا يكون العدد كبير، لكن من المتوقع أن تكون هذه الانتخابات متقاربة بشكل لا يصدق ويمكن أن يتم حسمها بعشرات الآلاف من الأصوات في عدد قليل من الولايات التي تشهد منافسة، وهذا الإحباط المتصاعد الى جانب تراجع مكانته لدي العديد من الدوائر الانتخابية الحاسمة ما يمكن ان يتسبب في انخفاض اقبال الديمقراطيين على التصويت بما يكفي لقلب الانتخابات رأسا على عقب
في الأسبوع الماضي في ميشيجان، صوت أكثر من 100 ألف ديمقراطي "غير ملتزمين" في الانتخابات التمهيدية الرئاسية للحزب، مما يشير إلى ازدرائهم لسياسة إدارة بايدن تجاه إسرائيل وتعاملها مع الحرب في غزة وفي يوم الثلاثاء، عاد التصويت الاحتجاجي مرة أخرى هذه المرة في ولاية مينيسوتا المجاورة، وهي ولاية أخرى تضم عددًا كبيرًا من السكان الأمريكيين المسلمين، ومع فرز حوالي 89% من بطاقات الاقتراع، تجاوزت حملة "غير الملتزمين" 45 ألف صوت، أي ما يعادل حوالي 20%.
وقالت أسماء نظامي، المتحدثة باسم Vote Uncommit MN، في بيان: "أظهرت أرقام الليلة أن الرئيس بايدن لا يمكنه استعادة أصواتنا بمجرد الخطاب لا يكفي مجرد استخدام كلمة وقف إطلاق النار بينما يقوم بتمويل القنابل التي تقتل المدنيين كل يوم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة