يستقبل العالم بعد أيام قليلة شهر رمضان الكريم ففي الوقت الذي تستعد دول العالم لهذا الشهر المعظم، إلا أن الأوضاع الإنسانية في غزة تهدد بتفاقم أزمة الجوع وفقدان الكثير من الأطفال بسبب سوء التغذية والمجاعة مع النقص الشديد في المساعدات الغذائية والإنسانية التي تمنع قوات الاحتلال الإسرائيلي وصولها.
من جانبه قال عدنان أبو حسنة، المستشار الإعلامي لوكالة الأونروا، إنه يتوقع أن تزداد المأساة المستمرة في غزة خلال شهر رمضان المبارك، مجددا طلب الأمم المتحدة بوقف إطلاق نار فوري لأسباب إنسانية والسماح لوكالات الإغاثة بالوصول إلى شمال القطاع، الذي يشهد "انهيارات إنسانية غير مسبوقة."
أطفال غزة
وأكد مسؤول الأونروا أن عمليات إسقاط المساعدات من الجو لا يمكن أن تكون بديلا عن إدخال الشاحنات إلى غزة عبر البر، مع ضرورة تنسيق المساعدات مع الوكالة، مما يمكن الأونروا من مواجهة "الكارثة الإنسانية الكبرى التي تحيق بكل سكان قطاع غزة".
ولفت المسؤول الأممي إلي الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة يعتمدون بشكل كبير ورئيسي على المساعدات التي تقدمها الأونروا.
وأضاف المسؤول الأممي المأساة مستمرة، وفي رمضان ستزداد سوءا لان شهر رمضان له طقوسا معينة والناس ليس لديهم ولا يملكون شيئا لكي يطبقوا هذه الطقوس، لافتا إلي أنه ستستمر المجاعة وستزداد الأوضاع سوءا إذا لم يتم إدخال مئات الشاحنات مشددا علي ضرورة فتح ممرات إنسانية، والسماح للأونروا ولبقية المنظمات الإنسانية الأخرى بالدخول إلى منطقة شمال قطاع غزة لأن هناك انهيارات إنسانية غير مسبوقة.
ومن جانبه قال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني إن 5% من سكان غزة إما قُتلوا أو جرحوا أو فقد أثرهم، مؤكدا أن معاناة السكان يستحيل وصفها بالشكل الملائم إذ يضطر الأطباء إلى بتر أطراف الأطفال المصابين بدون تخدير، وينتشر الجوع في كل مكان وتلوح في الأفق المجاعة التي هي من صنع البشر.
غزة
وأشار لازاريني إلى مقتل أكثر من 100 شخص قبل أيام أثناء سعيهم اليائس للحصول على الطعام، فيما يموت أطفال لا يتعدى عمرهم بضعة أشهر بسبب سوء التغذية والجفاف.
وقال مفوض عام الأونروا: "يقشعر بدني عندما أفكر فيما سيتم الكشف عنه من أهوال وقعت في هذا الشريط الضيق من الأرض قائلا ما مصير نحو 300 ألف شخص معزولين في الشمال، انقطعت عنهم الإمدادات الإنسانية متسائلا كم من الأشخاص ما زالوا تحت الأنقاض بأنحاء قطاع غزة مضيفا ما الذي سيحدث لنحو 17 ألف طفل أصبحوا يتامى، تم التخلي عنهم في مكان تزداد خطورته وانعدام القانون فيه".
وقال لازاريني إن الهجوم على رفح حيث يتركز وجود نحو 1.4 مليون نازح وشيك، مؤكدا عدم وجود مكان آمن أمامهم يمكن أن يتوجهوا إليه، وأضاف: "على الرغم من كل الأهوال التي عاشها أهل غزة- والتي شهدناها- إلا أن الأسوأ ربما لم يأتِ بعد".