تثير الجرائم الاسرائيلية المستمرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة الغضب الأممي والدولي فيما تتجاهل قوات الاحتلال التحذيرات وتواصل ارتكاب المجازر ضد المدنيين الذين اجبرتهم قوات الاحتلال علي ترك منازلهم وتهجيرهم لعدة مرات دون مأوي فيما اسفرت العمليات الاسرائيلية عن دمار شامل وفقدان الالاف من الاطفال وموتهم تحت الركام.
من جانبهم أدان خبراء أمميون مستقلون في مجال حقوق الإنسان إطلاق القوات الإسرائيلية النار على حشود لفلسطينيين تجمعوا للحصول على الدقيق، في جنوب غرب مدينة غزة منذ أيام، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 112 شخصا وإصابة حوالي 760 آخرين.
ووصف الخبراء الأمميون في بيانهم هذه الحادثة بأنها "مجزرة" في خضم ظروف مجاعة لا مفر منها وتدمير نظام الإنتاج الغذائي المحلي في القطاع الفلسطيني المحاصر.
وقال الخبراء إن "إسرائيل تقوم عمدا بتجويع الشعب الفلسطيني في غزة من أكتوبر وهي تستهدف الآن المدنيين الباحثين عن المساعدات الإنسانية والقوافل الإنسانية"وشدد الخبراء على ضرورة أن تضع إسرائيل حدا لما وصفوها بحملة التجويع واستهداف المدنيين.
وقال الخبراء إن المذبحة التي وقعت في 29 فبراير اتبعت نمطا من الهجمات الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين الذين يطلبون المساعدة"، حيث تم تسجيل أكثر من 14 حادث إطلاق نار وقصف واستهداف لمجموعات كانت متجمعة لتلقي مساعدات تمس الحاجة إليها من الشاحنات أو عمليات الإنزال الجوي، في الفترة ما بين منتصف يناير ونهاية فبراير.
وقال الخبراء إن إسرائيل "لا تحترم التزاماتها القانونية الدولية، ولا تمتثل للتدابير المؤقتة لمحكمة العدل الدولية، وترتكب جرائم وحشية". وأضافوا أن "إسرائيل تمنع وتقيد بشكل منهجي دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة من خلال اعتراض عمليات إيصال المساعدات عند نقاط التفتيش، وقصف قوافل المساعدات الإنسانية، وإطلاق النار على المدنيين الذين يطلبون المساعدة الإنسانية".
ووفقا للخبراء، توفي بالفعل خمسة عشر طفلا بسبب سوء التغذية في مستشفى كمال عدوان في مدينة غزة، وهناك مخاوف من أن تكون الأرقام أعلى في المستشفيات الأخرى. ومع استمرار تزايد خطر المجاعة، فإن جميع الأطفال دون سن الخامسة 355000 طفل معرضون بشدة لخطر سوء التغذية الحاد، مع تأثير سلبي خطير على نموهم وحقهم في الصحة.
ويصاب ما لا يقل عن 90 % من الأطفال، دون سن الخامسة، بواحد أو أكثر من الأمراض المعدية.
وقال الخبراء: "قلنا من قبل إننا نشعر بالقلق لرؤية سكان مدنيين بأكملهم يعانون من مثل هذه المجاعة غير المسبوقة، بهذه السرعة وبصورة كاملة. وقالوا: "عندما يبدأ الأطفال يموتون بهذه الطريقة، فأنتم تعلمون أن المجاعة ربما تكون قد حدثت بالفعل أو أنها على وشك الحدوث مضيفين""يجب ألا تستخدم المساعدات الإنسانية كورقة مساومة في المفاوضات".
وأكد الخبراء: "نكرر دعوتنا السابقة الصادرة عن الإجراءات الخاصة للأمم المتحدة (المقررين الخاصين) لفرض حظر على الأسلحة وفرض عقوبات على إسرائيل، كجزء من واجب جميع الدول لضمان احترام حقوق الإنسان ووقف انتهاكات إسرائيل للقانون الدولي الإنساني".
ومن جانبه قال مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالحق في السكن اللائق، بالاكريشنان راجاجوبال، إن حجم وشدة الدمار في غزة "أسوأ بكثير مما حدث في حلب وماريوبول أو حتى دريسدن وروتردام خلال الحرب العالمية الثانية".
وأوضح الخبير الأممي في تقريره لمجلس حقوق الإنسان إن الأزمة الحالية في غزة "تصدم ضمير الإنسانية". وأشار إلى أنه منذ 7 أكتوبر، تعرض أكثر من 70 في المائة من إجمالي المساكن في غزة، وأكثر من80 في المائة في أجزاء من شمال غزة، للأضرار أو للتدمير، وتم تهجير أكثر من 1.5 مليون شخص من منازلهم في القطاع.
وأضاف الخبير الأممي أن أكثر من مليون شخص مكتظون في رفح، ويفتقرون بشدة إلى المأوى الملائم خلال فصل الشتاء، ويواجهون المجاعة والمرض. وأضاف: "كل ما يجعل السكن "ملائما والوصول إلى الخدمات أو الوظائف أو الثقافة المدارس والأماكن الدينية، الجامعات والمستشفيات كلها سويت بالأرض".
وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة ، إنه في محاولة لاستئناف الجهود لإيصال الإمدادات الغذائية التي تمس الحاجة إليها إلى شمال غزة، أرسل قافلة غذائية مكونة من14 شاحنة، لكن القوات الإسرائيلية أعادتها بعد انتظار دام ثلاث ساعات عند نقطة تفتيش وادي غزة.
وأوضح البرنامج الأممي في بيان له، أن هذه القافلة كانت الأولى التي يرسلها البرنامج منذ أن أوقف عمليات إيصال المساعدات إلى شمال غزة في منتصف فبراير
ووفق البرنامج الأممي وصل الجوع إلى مستويات كارثية في شمال غزة حيث يموت الأطفال بسبب الأمراض المرتبطة بالجوع ويعانون من مستويات حادة من سوء التغذية .