حكاية أهل البرث، حكاية تعبر فى شكلها ومضمونها عن قيمة التضحية والشهادة فى الجيش المصرى، والتى تعبر عن سياق وطبع المصريين فى العموم، ففيها كل معانى الوقوف ببسالة لآخر لحظة ونفس لحماية أرض الوطن، فقد قدم فيها الشهيد المنسى ورفاقه كل معانى البطولة، والتى تكشفت كثيرا من سطورها بعد استشهادهم، فظهرت حكايات المنسى وشبراوى وفراج ومحمد عزت وخالد دبابة، وكل شهيد فيهم صورة لطبيعة مصر والمصريين، شكلهم بسيط ويحملون كل معانى الدنيا فى الفداء والتضحية.
المواجهات التى تمت فى كمين البرث فى مدينة رفح المصرية، جاءت قبل 7 أعوام من الآن، لكنها كانت معركة فاصلة ونعيش صداها حتى وقتنا هذا، حيث حافظ الأبطال على مدينة رفح المصرية بدمائهم التى ما زالت تروى معنى ومضمون الأمان الذى نعيشه الآن، فهل يعلم كل الزوار الجدد فى نطاق رفح الفلسطينية والعريش والشيخ زويد، أن تلك الأرض رواها بالدم آلاف الشهداء، ومنهم الشهيد المنسى الذى كان برفقته صامدون لعدة ساعات ضد قوى الشر وهم بالمئات، وما زالت تسجيلات الجهات المعنية تحمل خوف هؤلاء رغم كثرتهم، ضد مجموعة صغيرة مكونة من الشهيد منسى وشبراوى وعدد من الجنود الأبطال فى كمين البرث.
كمين البرث وما حدث فيه يعبر عن قيمة التضحية والفداء التى تخلد سيرة الأبطال، وهى قيمة لا يمكن أن يتعلمها أو يتحصن بها البعض، فهى عقيدة موجودة لدى مقاتلى الجيش المصرى، وتدل على ذلك مئات المواجهات التى تمت على أرض سيناء شمالها وجنوبها، وعلى كثير من المناطق فى الفترة ما بعد 2013، وحتى إعلان رئيس الدولة المصرية خلو مصر من الإرهاب، فهو مصطلح لم نكن لنصل إليه إلا بالتضحيات السليمة والواقعية والحقيقية، مثل ملحمة البرث وغيرها من المواجهات التى تطهرت بها مصر من الإرهاب.
لقد استطاع فتية البرث، أن يقفوا فى وجه الإرهاب الغاشم، وظهرت بطولاتهم أيضًا بعد استشهادهم، فظهرت حكايات المنسى وكل رفاقه، فكلها حكايات معبرة عن الشباب المصرى الأصيل فى كل مكان، فرأينا كيف كانت مصر أمام شباب البرث والوطن وأرضه من خلفهم، لذلك ضحوا بدمائهم، لتأمين رفح المصرية، والحفاظ عليها، وهو ما مثلّ سببا مهما فى جعلها نقطة انطلاق لفكرة المساعدات وغيرها الذاهبة لقطاع غزة الآن، لذلك فحكاية الأبطال هى حكاية وطن، وتأثيرها العظيم ممتد لمئات السنين، وهنا فى هذا الملف حرصت «اليوم السابع» على لقاء بعض من أهالى شهداء كمين البرث، لإحياء سيرة هؤلاء الأبطال دائما، وتزامنا مع الاحتفال بذكرى يوم الشهيد والذى يواكب ذكرى استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض فى 9 مارس من كل عام.