تمر خلال تلك الأيام ذكرى وفاة العالم الإنجليزى "إسحاق نيوتن" الذى يعد أحد أهم العلماء في التاريخ وأكثرهم تأثيرًا، وساعدت مساهماته فى مجالات الفيزياء والرياضيات وعلم الفلك والكيمياء فى بدء الثورة العلمية، إذ اختلف على يوم رحيله ما بين 20 و31 مارس، من هذا اليوم 20 مارس 1727م.
وقد ارتبط نيوتن باكتشافه للجاذبية بعد التفاحة التي سقطت عليه، وهي القصة الأرجح في تاريخ العلم، فما هي نظريته أو رويته للجاذبية؟
يقول كتاب "فلسفة التفاحة: جاذبية نيوتن" لنقولا حداد: اكتشف نيوتن ناموس الجاذبية وطبقه حتى على جميع الأجرام المتحركة، ولكنه لم يقل لنا: ما هي الجاذبية أو ما هو سرها، أو بعبارة أصح: ما هو سبب دورانها حول الشمس بسرعات متناسبة مع أبعادها عن الشمس؟
وما زال العلماء حتى اليوم حيارى في هذا السر، حتى إذا كلُّوا عن فهمه قالوا: لماذا نحسب الجاذبية سرًّا؟ لماذا لا نحسبها طبيعة في المادة؟ لماذا لا نقول إن المادة مخلوقة يجذب بعضها بعضًا؟ فلا سر هناك، وإنما نحن اختلقنا لها سرًّا وجعلناه مجهولًا أو مستحيل التفسير، في حين أن المسألة بسيطة لا تحتاج إلى إعمال فكر، الجاذبية صفة من صفات المادة كما أن الألفة الكيميائية صفة من صفات الذرات، والتبلُّر صفة من صفات الجزئيات Molecules، والذوبان صفة أخرى وهلمَّ جرًّا (والحقيقة أن لهذه جميعًا أسبابًا طبيعية ليس هنا محل بيانها).
ولكن لو كانت الجاذبية تجاذبًا فقط بين جسمين لاكتفينا بتفسيرها بأنها خاصية من خاصيات المادة، ولكنها ليست مجرد تجاذب فقط، بل هي مع ذلك دوران جسم حول مركز بسرعة مقيدة ببعد الجسم عن المركز، هذه أهم ظاهرة من ظواهر الجاذبية، وغرضنا هنا كشف هذا السر فى صميمه إن أمكن.