مسلسل الحشاشين.. "رسائل إخوان الصفا" حكاية فرضها حسن الصباح على أتباعه

الإثنين، 01 أبريل 2024 10:00 م
مسلسل الحشاشين.. "رسائل إخوان الصفا" حكاية فرضها حسن الصباح على أتباعه مسلسل الحشاشين
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

خلال أحداث مسلسل الحشاشين، الذى يعرض على قناة  dmc  بالتزامن مع عرضه على منصة watch it، ضمن دراما رمضان 2024، فرض حسن الصباح "كريم عبد العزيز" على أتباعه من جماعة الحشاشين قراءة رسائل إخوان الصفا وذلك في ظل حربه الكبيرة مع الدولة السلجوقية، فمن هم إخوان الصفا وما هى رسائلهم الموجودة حتى اليوم؟

وإخوان الصفا هم جماعة سرية باطنية مزجت الفلسفة اليونانية والعقيدة الباطنية بالعقيدة الإسلامية، وبالتالي فهي أولى ثمار الحركة الباطنية التي استغلت التشيع والتصوف الفلسفي ستاراً لنشر رسائلها وأفكارها، وكان أول ظهورها في البصرة في النصف الثاني من القرن الرابع الهجري.

وكانت لجماعة إخوان الصفا العديد من الأعمال، منها "تحف إخوان الصفا" وهنالك كتاب آخر ألفه الحكيم المجريطي القرطبي المتوفى سنة 395هـ وضعه على نمط تحفة إخوان الصفا وسماه "رسائل إخوان الصفا".

وفي مقدمته لكتاب "رسائل إخوان الصفا" وصف عميد الأدب العربي تلك الجماعة بالفاسدة، «رسائل إخوان الصفاء»، مشيرا إلى إنها تمثل التناقض، لأنها تمثل من جهة فساد الحياة السياسية الإسلامية في ذلك الوقت؛ لأنها جماعة لا نكاد نعرف منهم أحدًا؛ ولأنهم كانوا يعملون من وراء ستار، وكانوا يعملون لغرض سياسي قبل كل شيء، فهم كانوا خصومًا للنظام السياسي القائم في بغداد كما لم يكونوا أنصارًا مخلصين للنظام السياسي القائم في القاهرة، ولم يكونوا يرتاحون إلى خلافة العباسيين، ولم يكونوا يحبون خلافة الفاطميين، وإنما كانت لهم أغراض سياسية متطرفة مسرفة في التطرف، فهم من غلاة الشيعة ولعلهم من الإسماعيليين، والقول كثير في أغراض الإسماعيليين ووسائلهم السياسية ونفورهم من الفاطميين وبغضهم لدولة بني العباس.

ويدلل عميد الأدب العربي على فساد الحياة السياسية بشكل عام فى العصر التي ظهرت فيه، بوجود مثل هذه الجماعات السرية التي تعمل لهدمها وتقويضها جادة ملحة، فكما كانت فلسفة الفيثاغوريين والأفلاطونيين دليلًا على فساد الحياة السياسية اليونانية، ففلسفة إخوان الصفا دليل على فساد الحياة السياسية الإسلامية في ذلك العصر، وقد احتاط هؤلاء الناس في التستر والاستخفاء فلم نكد نعرف منهم أحدًا — كما قلنا — وإنما سُميت أسماء لا تتجاوز الخمسة، ولا تخلو أن يحيط بها الشك، وكل ما نستطيع أن نعرفه من أمر هذه الجماعة أنها نشأت في البصرة في منتصف القرن الرابع، وعُرف لها فرع في بغداد.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة