أساتذة الطب البيطري: أكثر من 100 نوع من الحيوانات ينقرض يوميا بسبب الصيد الجائر أو تدمير البيئة الطبيعية.. الحدائق تحمى الأنواع المُهددة بالحياة البرية والنادرة وتوفر أجواء خصبة لتكاثرها وزيادة أعدادها

الإثنين، 01 أبريل 2024 09:00 م
أساتذة الطب البيطري: أكثر من 100 نوع من الحيوانات ينقرض يوميا بسبب الصيد الجائر أو تدمير البيئة الطبيعية.. الحدائق تحمى الأنواع المُهددة بالحياة البرية والنادرة وتوفر أجواء خصبة لتكاثرها وزيادة أعدادها حديقة الحيوان - أرشيفية
كتبت آية دعبس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لا يقتصر دور حدائق الحيوان حول العالم فقط عند كونها مقصدا للترفيه خلال الإجازات أو الرحلات المدرسية لتعريف الأطفال على الحيوانات، بل أن لها دور أهم كثيرا من ذلك، وهو الحفاظ على الأنواع المُهددة بالانقراض فى الحياة البرية من الاختفاء من حياتنا دون رجعة، فهى توفر لهم الملجئ الآمن والتغذية الملائمة لكل نوع، فضلا عن قدر كاف من الأجواء المشابهة لبيئتها الطبيعية، والتى تُعد أرض خصبة لتكاثر الحيوانات.

يقول الدكتور عاطف محمد كامل، مؤسس كلية الطب البيطرى جامعة عين شمس، والمشرف على تأسيس قسم الحياة البرية وحدائق الحيوان، والمستشار العلمى لحديقة الحيوان بالجيزة وخبير الحياة البرية والمحميات الطبيعية باليونسكو، إن حدائق الحيوان هى موطن للعديد من الأنواع المهددة بالانقراض، حيث تتعرض الكثير من أنواع الحيوانات في العالم لخطورة الانقراض، وهى لم تظهر حتى القرن الثامن أو التاسع عشر، إلا أنه فى زمن قدماء المصريين كان يفضل الكثير من الملوك أو أصحاب الطبقات العليا على مر العصور الاحتفاظ بحيوانات غريبة في بيوتهم أو قصورهم من باب المتعة والفضول في امتلاك حيوانات غريبة، وأقام كذلك الكثير من الملوك الأوربيين، الصينيين والعرب حدائق حيوانات خاصة، لكنها كانت قليلة أو غير متاحة نهائيا للزيارة من قبل العامة ولم تكن بالضرورة أماكن مناسبة للحيوانات، حيث يحتاج الحيوان إلى بيئة جيدة ومياه نظيفة ومعقمة باستمرار، مع تطوير نظام غذائي متوازن لضمان احتياجات الحيوانات فيما يتعلق بالحجم، الجنس والنشاط اليومي.

وأوضح كامل، أن لحدائق الحيوان دور هام فى الحفظ على الأنواع البرية، حيث ينقرض كل يوم نحو 150 نوعًا من الحيوانات بشكل لا رجعة فيه، ومع فقدان الأنواع بنسبة 40%، تتعرض البرمائيات لأضرار بالغة في جميع أنحاء العالم، فقد بلغت نسبة الوفيات في الأسماك الغضروفية مثل أسماك القرش والشفنينيات 30%، ذلك بخلاف تصنيف 39 نوعًا من الحيوانات من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة على أنها منقرضة في البرية، وكانت ستختفي تمامًا لولا وجود مجموعات تعيش فى حدائق الحيوان فى أنحاء العالم، وهذا هو الدور الأكثر أهمية الذي يمكن أن تلعبه حدائق الحيوان.

ولفت إلى أن الـ"نمر آمور" أو نمر الشمال، أحد أنوع النمور، وأكثرها تهددًا بالانقراض بدرجة قصوى منذ عام 2007 حيث كانت أعداده تقدر في ذلك الوقت بين 19-27 نمرًا، إلا أن وجود عددا منه فى حدائق الحيوان وتطبيق برامج رعاية خاصة عليهم أدى إلى وصول عدداهم الآن إلى أكثر من 200 على قيد الحياة، وقد شاركت جمعية علم الحيوان في لندن، برعاية أكثر من 160 نمر، هذا إلى جانب " قرد الأسد الذهبي" وهو الأكثر شهرة من بين الأنواع التى كانت معرضه للانقراض بشدة، إلا أنه بعد ثلاثين عاما من جهود الحفاظ الدؤوبة تم الحفاظ على نوعه، مشيرا إلى أن حديقة حيوان سميثسونيان الوطنية، يقدر أكثر من ثلث الحيوانات البرية بها من نسل برامج الحماية من الإنقراص، التى ساهمت بشكل كبير ليس فقط في زيادة أعداد الكائنات الحية في البرية، ولكن أيضًا في حماية 3100 هكتار من الغابات الواقعة ضمن نطاقها.

وأضاف: حيوانات كانت ستنقرض لولا حدائق الحيوان، حيث اختفت بالفعل العديد من الأنواع الفرعية من الزواحف، بما في ذلك السلاحف والسحالي والثعابين، من كوكبنا، كما أن تنوع عالم الطيور يتقلص بشكل شبه يومي، وخنازير البحر أو الخفافيش، وخسائر كبيرة في أنواع الحشرات يوميا تقريبا، لذا أصبحت حدائق الحيوان أكثر أهمية اليوم من أي وقت مضى، لأنها تضمن استمرار وجود الحيانات وتساعد على حماية التنوع البيولوجي.

مشيرا إلى أن لحدائق الحيوان فوائد متعددة أخرى، منها: إتاحة فرصة معرفة المزيد عن الطبيعة والحيوانات، تدعم تطوير وتنفيذ البحث العلمي، حيث يمكن الحصول على رؤى قيمة من دراسة الحيوانات في بيئة خاضعة للرقابة والتي قد تكون أكثر صعوبة في البرية، وتوفر أيضا الدعم المباشر والمال لبرامج الحفاظ على البيئة، وتعد هذه البرامج مهمة لأن العديد من أنواع الحيوانات تواجه خطرًا متزايدًا بسبب تطورات مثل: التهديدات الناجمة عن تغير المناخ، ارتفاع معدلات الصيد الجائر للحياة البرية وتدمير الموائل الطبيعية، فقدان التنوع الجيني.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة