مع مطلع العام الحالي، تعيش محافظة أسوان، أجواء حصاد قصب السكر أو موسم العصير، وخلال موسم الخير يتم نقل أطنان القصب يومياً من الأراضي الزراعية المختلفة بأسوان إلى مصانع السكر بالمحافظة، وهي مصانع سكر كوم أمبو بمركز كوم أمبو ومصانع سكر إدفو شمال غرب المحافظة، ووهى من أقدم المصانع بصعيد مصر، حيث يتم نقل القصب من الزراعات المنتشرة بأسوان وخاصة بالأودية الزراعية الجبلية مثل وادي النقرة ووادي خريت ووادي عبادي ووادي الرديسية ووادي الصعايدة عبر قطارات الديكوفيل وقطارات السكة الحديد، وكذلك جرارات القصب التى يستأجرها المزارعون لنقل محصولهم للمصانع خلال موسم كسر القصب.
وتنقل الجرارات والقطارات محملة بالمحصول لمصانع السكر وتدخل علي الموازين ثم محطة الاستخلاص والعصارات ليدخل باقى المراحل للوصول للمنتج النهائي وهو السكر وغيره من المنتجات من مشتقات عود القصب لخدمة المجتمع بأكمله، حيث يتم توريد الناتج لوزارة التموين.
وتعمل الدولة المصرية جاهدة علي النهوض بالمحصول الاستراتيجي وزيادة الرقعة المنزرعة بقصب السكر بأسوان وبكل المحافظات ودعم المزارعين ومصانع السكر، وكذلك إنشاء محطات إنتاج شتلات القصب تتم بتكنولوجيا جديدة مصرية بالكامل؛ حتى تكون نموذجاً يُحتذى للقطاع الخاص، وكذلك لتشجيع المزارعين على زراعة القصب بنظام الشتلات لزيادة الإنتاجية ومن أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي من السكر كسلعة استراتيجية مهمة، وفي محافظة أسوان تم إنشاء محطتين لإنتاج شتلات القصب واحدة في وادي الصعايدة بإدفو ومحطة بكوم أمبو.
ومن جهتها، تقوم وزارة الزراعة والمعنيين بالوزارة ومركز البحوث الزراعية بكوم أمبو، وقطاع الإرشاد الزراعي، بالتوسع في توعية المزارعين بأهمية التحول لزراعة قصب السكر بنظام الشتلات، ورفع مستوى الوعى لدى المزارعين، وتقديم الخدمات الارشادية المتنوعة لهم، والتوصيات اللازمة، وتنفيذ المدارس الحقلية، المختلفة، وتكوين الفرق البحثية والإرشادية من المعاهد البحثية المتخصصة، لنشر ثقافة زراعة القصب بنظام الشتلات، وتعرف المزارعين أهمية والفوائد التي تعود عليهم نتيجة هذا التحول، وقامت الدولة بإنشاء محطه انتاج شتلات قصب السكر المعتمدة بكوم أمبو.
وكانت وزارة الزراعة قد انتهت، بالتعاون مع هيئة تنمية الصعيد ومحافظة أسوان، من إنشاء محطة شتلات قصب السكر بكوم أمبو، التي تعد أول محطة متخصصة فى إنتاج شتلات قصب السكر المعتمدة الخالية من الآفات والأمراض، حيث تعتبر الأولى من نوعها في أفريقيا، والتي يأتي تنفيذها في إطار توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية؛ بالنهوض بمحصول قصب السكر والتوسع في زراعته بنظام الشتلات.
والمحطة تستهدف استخدام أفضل الأساليب في الزراعة بضبط الكثافة النباتية وتوزيع النباتات في وحدة المساحة، وأيضاً تتيح استخدام الري الحديث والميكنة الزراعية، والخدمة والحصاد من أجل زيادة ومضاعفة الإنتاجية الرأسية للفدان وثباتها، وتخفيض تكاليف الإنتاج، مما يحقق مردودا اقتصاديا إيجابيا للمزارعين ورفع مستوى معيشتهم.
وإنشاء محطات لإنتاج شتلات القصب يتم بتكنولوجيا جديدة مصرية بالكامل؛ حتى تكون نموذجاً يُحتذى للقطاع الخاص، وكذلك لتشجيع المزارعين على زراعة القصب بنظام الشتلات لزيادة الإنتاجية من وحدتي الأرض، وأيضاً في تحقيق الاكتفاء الذاتي من السكر كسلعة استراتيجية مهمة، بجانب إمكانية استخدام الميكنة الزراعية في زراعة وإنتاج محصول قصب السكر باستخدام الشتلات المعتمدة، وهو ما يوفر الجهد والمال وسهولة إجراء وتنفيذ العمليات الزراعية، فضلا عن أن إنشاء محطة إنتاج شتلات قصب السكر المعتمدة بكوم أمبو ووادي الصعايدة بإدفو على أرض محافظة أسوان يفتح العديد من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة لأبناء المحافظة.
ومحطة شتلات قصب السكر بكوم أمبو، تقع على مساحة 26 فداناً، لإنتاج شتلات القصب المعتمدة، وتبلغ طاقة المحطة الإنتاجية 15 مليون شتلة في الموسم تصل إلى 30 مليون شتلة في الموسمين الربيعي والخريفي تكفي لزراعة مساحة 4 آلاف فدان بالشتل في الموسمين، بتمويل من هيئة تنمية الصعيد.
وتكلفة محطة شتلات قصب السكر بكوم أمبو بلغت حوالي 300 مليون جنيه، و يساعد المشروع الجديد فى إنتاج شتلات معتمدة خالية من الإصابات المرضية؛ حيث تسهم هذه التقنية في مضاعفة المحصول في وحدة المساحة، وتوفير في التقاوي اللازمة للزراعة؛ حيث إن فدان القصب عند زراعته يستهلك حوالي من 6 إلى 7 أطنان قصب سكر كتقاوي، في حين أن استخدام الشتلات المعتمدة يحتاج إلى طن واحد فقط والفرق يستفيد به المزارع كما تستفيد به الدولة في توجيهه إلى صناعة استخلاص السكر من القصب، فضلا عن زيادة دخل المزارع، وزيادة ناتج السكر، وسد الفجوة وتقليل الاستيراد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة