أعلام دولة التلاوة.. الشيخ محمد الليثى عملاق القراء وملك الترتيل.. حفظ القرآن كاملا فى السادسة من عمره.. اشتهر قبل الالتحاق بالإذاعة.. توفى بمرض فى الحنجرة.. وقرأ فى عزائه كبار شيوخ الوطن العربى.. صور

الإثنين، 01 أبريل 2024 10:00 م
أعلام دولة التلاوة.. الشيخ محمد الليثى عملاق القراء وملك الترتيل.. حفظ القرآن كاملا فى السادسة من عمره.. اشتهر قبل الالتحاق بالإذاعة.. توفى بمرض فى الحنجرة.. وقرأ فى عزائه كبار شيوخ الوطن العربى.. صور الراحل محمد الليثى
الشرقية - فتحية الديب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى الأول من يوليو عام 1949 كانت قرية النخاس، والتي تبعد بضع كيلومترات عن مدينة الزقازيق عاصمة محافظة الشرقية، على موعد مع التاريخ بميلاد القارئ "محمد الليثى" أحد أبرز أركان دولة التلاوة المصرية، والملقب بعملاق القراء، والذى سبقت شهرته الإذاعة قبل أن يلتحق بها عندما كان فى ريعان شبابه، حيث رزقه الله صوتا لا مثيل له وقرأ فى جميع المحافل العربية والدولية، وأسلم على يده عدد من الأمريكيين.

"اليوم السابع" التقى القارئ الشاب "محمد محمد الليثى" نجل الراحل الشيخ "محمد الليثى" الذى سرد لنا جوانب من حياة عملاق دولة التلاوة المصرية، قائلا: الاسم الكامل لوالدى هو "محمد محمد أبو العلا" وشهرته "محمد الليثى"، ولد فى الأول من يوليو عام 1949 بقرية النخاس التابعة لمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، وترعرع فى بيت القرآن فجده كان ناظر المدرسة ووالده "محمد أبو العلا" كان محفظ القرآن فى القرية.

وأضاف: والدى بدأ حفظ القرآن وهو ابن الثالثة من عمره، فمن الله عليه بحفظ القرآن كاملا وهو ابن السادسة من عمره، وتعلم من والده فن التلاوة، وأرسله جدى إلى الشيخ "محمد العربى" بقرية بنى قريش مركز منيا القمح لتعلم القراءات العشر، وبدأ يقرأ فى المناسبات المختلفة داخل القرية وهو ابن الخامسة عشر من عمره، فذاع صيته فى القرى المجاورة وبدأ يعرف الشيخ "محمد الليثى" داخل محافظة الشرقية، وبهر الناس بحلاوة صوته وطول نفسه آنذاك، وكانت الناس فى حالة دهشة واستغراب من ذلك الفتى الذى يستطيع أن يقلد كبار القراء جميعهم فى آية واحدة مثل عمالقة دولة التلاوة "عبد الباسط عبد الصمد ومصطفى إسماعيل ومحمد رفعت وكامل يوسف البهتيمى والسعيد عبد الصمد الزناتي"، وذاعت شهرته خارج المحافظة وعالميا.

وعن التحاق والده بإذاعة القرآن الكريم، قال: ووصل الشيخ الليثى للإذاعة بمجهوده وحلاوة صوته وتلاوته الصحيحة، حيث التحق بالإذاعة المصرية عام 1984 وعرف بصوته المميز القوى حتى لقب بـ"عملاق القراء" فى مصر، وأصبح القارئ الأول فى محافظة الشرقية والمحافظات المجاورة، وأحيا العديد من الحفلات على الهواء مباشرة من أكبر مساجد مصر كمسجد الحسين والسيدة زينب والنور بالعباسية والإمام الشافعى، وسافر إلى العديد من بلدان العالم مثل إيران والهند وباكستان وجنوب أفريقيا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية، وأسلم على يده 3 أمريكيين.

وعن رحيل والده، قال حتى اللحظة الأخيرة قبل وفاته كان يصلى وكان مؤمنا بقضاء الله، ورحل الشيخ الليثى عن عالمنا فى يوم 5 مارس من عام 2006 بعد معاناة مع مرض بالحنجرة، نفس المرض الذى أصيب به الشيخ محمد رفعت رحمه الله، وقرأ فى عزائه كبار عمالقة التلاوة بمصر والوطن العربى، أمثال المشايخ السيد متولى والسيد سعيد والشيخ شبيب والخشت والطاروطى ومنصور جمعة ومحمود على حسن ومحمود صابر وعبد الله عمران وفتحى المليجى، وكانوا يتسابقون للتلاوة فى عزاء الشيخ الليثى، ورحل جسده لكن مازال حيا بيننا حتى الآن بصوته.

وأكد نجل الشيخ محمد الليثى، أن والده كان دائما يعلمه ضرورة اتقاء الله فى تلاوة القرآن الكريم والمحافظة على القرآن والقرب من الله والفتوح والشهرة من عند الله، وكان دائما حريص على تعليمي حروف القرآن وأحكامه والحفظ الجيد، وأن يتقى الله فى القرآن الذى يتلوه، وفى مسابقة الأصوات الحسنة فى مسابقة وزارة الأوقاف قرأت أمام والدي وكنت طفلا، وكانت تجمعه صداقة قوية بالشيخ أبو العينين، مضيفا: "أبو العينين نصح والدي بأن يصطحبني معه للتلاوة فى الحفلات لما شاهده منى من حسن الصوت، ولكنى كنت أخشى أن أقرأ القرآن أمام والدى رحمة الله عليه، لأننى كنت أرهبه، وذات مرة طلب مني أن أقرأ فى أحد العزاءات، فستأذن وخرج من المكان لكى يرفع عنى الخوف والتوتر من التلاوة فى وجوده.

وأردف: تعلمت من والدى التواضع ومحبة الناس واحترام جميع القراء، وكان والدي يحب يستمع إلى الشيخ يوسف البهتيمى وكان يسمع جميع القراء، لقب عملاق القراء أطلقه عليه المستمعون، وملك التلاوة أطلق عليه فى إيران، الدكتور أحمد نعيم، تقابلت معه ذات مرة فى دبى، وذلك بعد عام من وفاة والدى، وقالى معى صور لوالدك من مصور إيراني صورها لوالدك من عام 2000 وقال لى أعطى لك هذه الصور، وأخبرنى بأنه توجد قاعة كبيرة فى إيران باسم والدى وبها صورة كبيرة له ومكتوب أسفل الصورة ملك التلاوة.

فيما سرد "علاء صالحة" مدير أعمال الشيخ "الليثى" على مدار 30 عاما كواليس من حياة الشيخ الراحل، قائلا إن الشيخ الليثى كان عطوفا وبارا بأهله وأهل قريته وكان يحضر جميع المناسبات من أفراح وعزاءات وعلاقته كانت طيبة بجميع القراء، وحقق شهرة واسعة قبل التحاقه بالإذاعة حيث سبقت شهرته الإذاعة، وقرية صغيرة بمحافظة الشرقية عرف اسمها فى العالم أجمع بسبب تلاوة الشيخ فيها، حيث عرفت قرية "عودة سالم" بمركز ديرب نجم بالقرية التى قرأ فيها سورة النساء، حيث قرأ الشيخ تلاوة منها فى أحد المآتم ومن جمال التلاوة انتشرت كالبرق فى كافة أنحاء العالم، وكانت كذلك القرى تعرف بأسماء سور القرآن الكريم من جمال تلاوة الشيخ الليثى بها، فيما عرفت عدد من قرى الشرقية باسم الشيخ الليثى، قرية "التلين" مركز منيا القمح عرفت بسورة "إبراهيم" التى تلاها الشيخ.

وسرد "صالحة" موقفا آخر من كثرة محبة الأهالى للشيخ الليثى، كان الشيخ كلف من قبل الإذاعة بقراءة قرآن صلاة الجمعة على الهواء مباشرة بالغردقة فى ذكرى العيد القومي لمدينة البحر الأحمر، وكان من المقرر أن يسافر مع طاقم الإذاعة المصرية، وفى مساء ذات اليوم توفي عمدة إحدى القرى بمركز الإبراهيمية، ومن حلاوة صوته تكفل العمدة بتكلفة ثمن تذكرة الطيران له وأصر على أن يقرأ فى عزاء والده، وبالفعل سافر الشيخ بالطائرة ولحق بطاقم الإذاعة الذى سبقه بساعات وقرأ قرآن الجمعة، وكان هناك بعض الأهالى تأخر العزاء يوم ليناسب توقيت الشيخ الليثى، محبة فى صوته.

وأضاف "مؤمن الفكهانى" من أبناء قرية النخاس والرفيق الشخصى للشيخ الليثى، إن الشيخ الليثى كان رحمه الله محب لأهل بلدته وكان رحيم عطوف القلب، وكان له عشاق من جميع أنحاء العالم، وربنا أعطاه موهبة تظل مدى الحياة وأراد ربنا أن يحفظ القرآن فى صدر الشيخ محمد ووضع فيه موهبته، حتى الأجيال التي لم تشهد حياة الشيخ تشيد بحلاوة تلاوته وسيظل صوته مخلد مدى الحياة عبر العصور، وأتذكر موقف كنت مرافقا للشيخ ذات مرة أثناء تلاوته بعزاء في إحدى القرى، وحدث موقفا أثناء دخول الشيخ الليثى، فوالد المتوفى كان يحتفظ بصورة للشيخ فى شبابه، وعندما شاهد الشيخ أثناء دخوله سرادق العزاء، ومن تواضعه الجم يسلم على الجميع وعندما شاهده نجل المتوفى قال هذا ليس الشيخ الليثى، وانهار مرددا "عزاء أبويا باظ"، وعندما اعتلى الشيخ الليثى دكة التلاوى وقرأ، فتأكد نجل المتوفى أنه الشيخ الليثى، فهرع لتقبيل يد الشيخ الليثى، وقال "فعلا ده الشيخ الليثى".

فيما أضاف "محمد الشحات" نجل الراحل الشيخ الشحات شاهين نقيب قراء الشرقية، إن الشيخ الليثى كان أعز صديق لوالده، وعملا سويا فى التدريس لمدة عشر سنوات، ومن محبة والدى له قرر تسميته على اسمه، وهو من قام بشراء ملابس السبوع لى، وكان شاهدا على عقد قرانى وكان يعتبرني مثل نجله، وكان الجميع يتأثر بموهبته، وكان يتميز عن أقرانه وذاع صيته عالميا.

الراحل محمد الليثى
الراحل محمد الليثى

 

الشيخ الليثى
الشيخ الليثى

 

القارئ الشاب محمد الليثى نجل الشيخ الليثى
القارئ الشاب محمد الليثى نجل الشيخ الليثى

 

النخاس مسقط راس الشيخ الليثى

النخاس مسقط راس الشيخ الليثى

 

علاء صالحة مدير أعمال الشيخ الليثى على مدار 30 عاما
علاء صالحة مدير أعمال الشيخ الليثى على مدار 30 عاما

 

عملاق  القراء
عملاق القراء

 

محمد الليثى نجل الشيخ

محمد الليثى نجل الشيخ

 

محمد شاهين نجل الشيخ الشحات شاهين نقيب قراء الشرقية
محمد شاهين نجل الشيخ الشحات شاهين نقيب قراء الشرقية

 

مدخل قرية الشيخ الليثى

مدخل قرية الشيخ الليثى

 

مقبرة الشيخ الليثى

مقبرة الشيخ الليثى

 

من امام مقبرة الشيخ الليثى

من امام مقبرة الشيخ الليثى

 

نجل الشيخ
نجل الشيخ









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة