مشاهد من الجود والكرم لأهل شمال سيناء تظهر بقوة خلال شهر رمضان بكافة المدن والقرى، وعلى مسارات الطرق، تتمثل في تقديم وجبات إفطار مجانية للصائمين، وإقامة موائد الرحمن بالجهود الذاتية لإطعام عابري السبيل، فضلا عن انطلاق المتطوعين لنقل وتوفير وجبات افطار لمئات الأسر بعد أن يتم إعدادها وتجهيزها في مطابخ خير تابعة لمؤسسات المجتمع المدني.
"اليوم السابع" رصد جانبا من هذه المشاهد، فى مناطق بئر العبد وامتداد قراها غربا بشمال سيناء، وانتشار أعداد من الشباب على مسار الطريق الدولى الساحلى الرابط بين شمال سيناء وبقية المحافظات يقومون بمناولة المسافرين إفطارهم.
قال أحمد شتيوى، من شباب مدينة بئر العبد المتابعين لأنشطة المجموعات التطوعية الخيرية، إن هذه عادة رمضانية قديمة تتجدد كل عام وهى أنه فى مدينة بئر العبد وقراها على طول مسار الطريق الدولى الساحلى ينتشر الشباب والأطفال من سكان هذه المناطق على طول الطريق وهم يحملون وجبات إفطار سريعة، ويقومون بتوقيف السيارات التى تحمل المسافرين وتقديم هذه الوجبات لهم.
وأضاف أن هذا المشهد الرمضانى أصبح متكررا وتتوارثه الأجيال ومايقدم وجبات إفطار ومياه وعصائر سريعة، أو حث المسافرين على التوقف لتناول الطعام على موائد الرحمن إذا تواجدت، وفى الدواوين والمجالس القريبة من الطريق، مشيرًا إلى أنه فى السياق ذاته لاتزال دواوين ومجالس مناطقهم تحتفظ بعادة جمع من حولها على مائدة إفطار واحدة كل يوم.
ويفاجئ المسافرون وقت حلول موعد الإفطار علي طريق العريش القنطرة الدولى، حال مرورهم بنطاق قرية الخربة غرب محافظة شمال سيناء، بالمتطوعين الشباب أبناء القرية، الذين يقومون بتوقيف السيارات، وحث من فيها علي النزول وتناول الإفطار علي مائدة أعدوها علي جانب الطريق أو إعطائهم العصائر والتمر وأغذية خفيفة.
"إفطارك معانا " هو شعار الشباب المتطوع لهذه المهمة الخيرية، كما يقول وليد احمود أحد شباب قرية الخربة، مشيرا إلى أن إفطار الطريق في قرية الخربة على الطريق الدولي بمحافظة شمال سيناء يقوم به الشباب أبناء القرية بدعم من مؤسسة الرحمن الرحيم بقرية الخربة التي تتكفل بتوفير وجبات إفطار للمسافرين علي الطريق طيلة شهر رمضان المعظم بتكلفة مفتوحة.
أضاف أنهم يوميا يقومون بتجهيز من 150 إلى 300 وجبة كاملة، بالإضافة إلى العصير والمياه والتمر الذي يوزع على السيارات المارة، بالإضافة إلى وجبات اخرى تنقل إلى التجمعات الصحراوية القائمين على الإفطار شباب القرية متطوعين طيلة الشهر الكريم.
وأشار إلى أنهم من خلال هذا التقليد السنوي المتوارث يستهدفون كل المسافرين علي الطريق الدولي الذين يتصادف مرورهم مع حلول موعد الإفطار والذين قد لا يتوفر لهم افطار.
كما جدد 100 متطوع من مختلف الأعمار بقرية 30 يونيو بشمال سيناء للعام الثالث على التوالى، دورهم الإنسانى فى توفير نحو 700 وجبة إفطار طازجة للصائمين بمناطق بقرى غرب مركز بئر العبد يوميا.
وقال أحمد مقبل المشرف على المشروع الخيرى التطوعى، إنهم يعملون من خلال جمعية أهلية بقريتهم بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات مجتمع مدنى شريكة لتوفير المؤن اللازمة لطبخ وتجهيز الوجبات بمقر المطبخ الخيرى المخصص لهذا الغرض، ويتسابق على التنفيذ بجهد تطوعى أكثر من 100 متطوع بينهم فتيان وشباب وطلاب مدارس وجامعات وموظفين وكبار سن من المحالين للمعاش، واصحاب خبرات من مهنيين وطباخين وسائقين الجميع يتسابق لتقديم الخير.
وأضاف أنهم يؤدون هذه المهمة للعام الثالث على التوالى منطلقين من قريتهم، لافتا أن مطبخ الخير الذى يقومون عليه لم تنطفئ نيرانه منذ شهر نوفمبر الماضى بشكل متواصل، حيث تم تكليفه بمهمة انسانية وهى توفير 3 وجبات طعام طازجة يوميا للمئات من الاشقاء الفلسطينيين من الجرحى ومرافقيهم الذين يتلقون الخدمات الطبية بمستشفى بئر العبد التخصصى، ومع دخول شهر رمضان المبارك استكمل دوره الإنسانى السنوى فى توفير الوجبات الطازجة للأهالى بمناطق قرى بئر العبد.
وبدورهم ينفذ 100 شاب من مناطق مركز بئر العبد بشمال سيناء يوميا، مبادرة خيرية تطوعية يجددونها كل رمضان، وهي توفير وجبات إفطار جاهزة طازجة لـ 500 فرد بنطاق التجمعات الصحراوية بالمناطق النائية غرب محافظة شمال سيناء.
وقال محمد سالم، أحد الشباب القائمين علي المبادرة، إنهم يتنقلون بين التجمعات ويقيمون في كل منطقة 4 أيام في خيمة يجهزونها لإقامتهم وتجهيز وجبات الإفطار في تقليد سبق ونفذوه ويتجدد خلال شهر رمضان الفضيل هذا العام.
وأشار إلى أن المتطوعين يستهدفون من خلال هذه المبادرة، إدخال الفرح والسرور علي أطفال هذه المناطق والأسر بهذه المناطق، من خلال برامج ترفيهية منوعة ينفذونها عند كل زيارة لمنطقة، ويجعلونهم يشاركونهم الأعمال التطوعية.
وأوضح انهم يقومون بهذا الدور متطوعين وتوفر لهم الوجبات يوميا "مؤسسة مصر الخير"، وهي مكونة من لحوم ودواجن وسلطات وتمر، مشيرا إلى أنهم في كل معسكر تطوعي ينفذونه يشترك 10 متطوعين من بين الـ100 متطوع المنوط بهم هذه المهمة الانسانية.
وأشار إلى أنهم بجانب هذا الدور، يقومون في سياق موازي بإدارة مطبخ خيري يوفر وجبات الإفطار للأشقاء الفلسطينيين المتواجدين في مدينة بئر العبد، ممن يقيمون في دار الاستشفاء التي خصصت لمن أتم منهم العلاج بالمستشفي وهو في طور المتابعة والرعاية الطبية.
وتشهد مدينة العريش جهود يومية يقوم بها أهالي وجمعيات خيرية لتوفير وجبات افطار للفلسطينيين المتواجدين بالعريش من العالقين، ويتم هذا الجهد في تكية الخير التي يقوم فيها نحو 30 متطوعا بتجهيز وطبخ وتغليف الوجبات المتنوعة من لحوم ودواجن.
قالت صابرين رمضان من القائمين علي المبادرة، انه في هذا المكان يتجمع المتطوعون يوميا من الساعة السابعة صباحا في هذا المكان ويواصلون عملهم اليومى بلا انقطاع حتي ساعات ما بعد الظهر، ويقوم فريق من المتطوعين بعد انتهاء الطبخ والتجهيز بنقل الوجبات للفلسطينيين الذين وفرت لهم الدولة استراحات بمنطقة السبيل، كما ينقل عدد من الوجبات لمرافقي الجرحي بمستشفي العريش العام، إضافة إلى نقل 1000 وجبة لتوزع علي موائد الرحمن بمدينة العريش وأعداد من الأسر الأولي بالرعاية.
كما يتواجد في مدينة العريش مطبخ الخير داخله يقوم المتطوعين بتجهيز الوجبات لإطعام سكان القرى، وأوضح المتطوعون أنهم يبدأون يومهم مبكرا بتجهيز وطبخ الوجبات ثم تغليفها ونقلها للمستحقين .
وقال موسي رويشد أحد القائمين علي المطبخ الخيرى، إنهم ينقلون الوجبات للمستحقين بالقري والنجوع ويحرصون في بعض المناطق علي مشاركة من يذهبون لهم طعام الإفطار، لافتا أن المطبخ يتكرر دوره للعام الثالث علي التوالي وهم في حالة جاهزية للوصول لكل الأماكن .
وبدورهم يحرص أهالي حى المساعيد غرب العريش علي تقليد سنوي يقومون به، وهو عزومة كل من يمر عليهم على الطريق علي مائدة إفطار يقيمونها بجهودهم الذاتية، وأكد الأهالى، أنهم بمختلف أعمارهم ومناصبهم يتعاونون يوميا في تجهيز المائدة لتستضيف نحو 300 صائم وجميعهم من رواد مسجد الخير والبركة بحى المساعيد حيث تقام المائدة.
ويستهدف الأهالى من خلال هذا التقليد السنوى أن يصل الثواب للصائمين من عابري السبيل المارين علي الطريق وكل من في حيهم يقيم من طلبة الجامعات والعمال وغيرهم.
ويحرص مجموعة الأهالى القائمين بهذا التقليد الخيرى، أن يستقبلون الصائمين عقب صلاة المغرب ويقفون على خدمتهم لحين الانتهاء من تناول وجبة الإفطار التى يشارك فى أعدادها طباخين مهرة من أبناء الحى بمعاونة شباب متطوعين .
التوزيع في كل الاماكن
تجهيز وجبات لتنقل لسكان القري
تجهيز وجبات للفلسطينيين بالعريش
توزيع الافطار علي طول الطريق
جانب من اعمال تجهيز وجبات بتكية
جانب من المطبخ
صغار ينتظرون الصائمين
مائدة افطار لعابري السبيل بالعريش
مشاركة من كل الاعمار
من مراحل العمل
ينتظرون عبور المسافرين