اعتزلت الفنانة ليلى مراد الفن عام 1955، وكان فيلم «الحبيب المجهول» هو آخر فيلم لعبت بطولته، ولأنها الفنانة المحبوبة بصوتها الغنائى الفريد، ترقب جمهورها إمكانية العدول عن قرار اعتزالها والعودة مرة أخرى، وبين الحين والآخر وفى مرات قليلة كانت تعلن اعتزامها العودة لكن لا يحدث، ومن بين هذه المرات ما جاء فى حوارها النادر مع الكاتبة الصحفية عائشة صالح، والمنشور بمجلة الكواكب، عدد 922، الصادر فى 1 أبريل، مثل هذا اليوم، 1969.
قالت ليلى مراد: «سأعود إلى السينما، وأمثل فيلما غنائيا، كما اعتاد المتفرجون أن يروا ليلى مراد، إنهم يتوقعون منى أن أظهر فى فيلم غنائى، وفى مستوى معين، وفى قصة معينة، وسأكون كما يتوقعون، إننى أعرف ماذا يريد المشاهدون منى، وهذا جعلنى أكتب القصة بنفسى، وبعد أن انتهيت من تأليف القصة سلمتها لرئيس مؤسسة السينما، عبدالحميد جودة السحار، لأنه أديب ويقدر ما فيها، والمفروض أن يرد على خلال عشرة أيام، فإذا لم تنتجها المؤسسة سأنتجها لحسابى، وليست هذه القصة تكرارا لأفلامى السابقة أبدا، إنها تطوير جديد، لكنها من لونى وإحساسى ومشاعرى وأخلاقى».
وعن سبب ابتعادها عن السينما، قالت: «السبب الحقيقى فى بعدى عن السينما هذه السنوات، هو ببساطة أننى أردت التفرغ لأولادى، إننى أدرك واجبى كأم، وأشرف بنفسى على تربيتهما، لذا كنت أرعاهما بنفسى فى هذه المدة، هذا هو السبب الحقيقى لابتعادى عن السينما، أما ما قيل عن أسباب أخرى فهو بعيد عن الحقيقة، والآن كبر أشرف أصبح 13 سنة ونصف، وأصبح زكى 12 سنة ونصف، وأستطيع العودة إلى السينما».
وعن الغناء قالت: لى فى الإذاعة ثلاث أغنيات جديدة، أحدها «العيش والملح» لحنها رؤوف ذهنى، والثانية «يا مين يقولى» لحنها سيد مكاوى، والثالثة لم تسجل بعد اسمها «ليه أفكر فيه»، كلمات عبدالعزيز سلام، لحن رؤوف ذهنى، ومطلعها يقول: «ليه أفكر فيه، ولا أحن إليه، هو خلا إيه، عينى تبكى عليه، بعد حبه فاتنى قلبه، قبل ما اعرف فاتنى ليه، واللى قلبه ناسى حبه، ليه راح أشغل روحى بيه».
كشفت ليلى مراد عن أن محمد عبدالوهاب يلحن لها أغنية جديدة، لكنها لم تذكر اسم الأغنية، واكتفت فقط بالقول: «لم ينته من تلحينها بعد»، وكشفت عن أنها ستغنى باللغة الفرنسية، قائلة: سأسجل الأغنية هنا على أسطوانة وأرسلها إلى باريس، وجه من الأسطوانة عليه الأغنية باللغة العربية كتبها مأمون الشناوى، وعلى الوجه الآخر نفس الأغنية باللغة الفرنسية مترجمة عن العربية، وروعى فى النص العربى أن يكون بسيطا وقويا حتى يسهل ترجمته وحفظه، وترجمت المعانى بنفسى، واستعنت بمن يصيغها، الكلمات العربية تقول: «قالوا ظالم، قلت أنا مسامحاه، وقالوا لى بايع قلت أنا شارياه، يا ناس بحبه، أعمل إيه وياه»، وأضافت «ليلى»: أعد أغنية فرانكو آراب، سمعت لحنا أعده محمد ضياء الدين فأعجبنى، قلت لنفسى لماذا لا أغنيه، وفعلا أخذت اللحن، تقول الكلمات: «مشتاق لك، مشتاقة لك، يا حبيبى ألف مرة، قلتها لك، من زمان وانت واحشنى ومشتاقة لك».
وتذكر «ليلى» أنها تعد ثلاث أغنيات أخرى جديدة لتغنيها قريبا، وتسجلها مع باقى الأغنيات على أسطوانات، وتقول: «المشكلة فى الأغانى عندى هى الكلمات، من ناحية الكثرة، عندى مائة أغنية قدمها أصحابها لى، لكن الاختيار بحيث يتوفر الإحساس فى الكلمات عملية صعبة، كل ما أطلبه فى الأغنية أن يكون فيها إحساس وذوق، ومع ذلك فإن من المائة لن تجد عشر أغنيات يتوفر فيها هذا الشرط».
وتكشف ليلى مراد، أنها تلقت عروضا من التليفزيون لتغنى فيه، موضحة: «يعنى أقف وأغنى وورائى فرقة، وتظل الكاميرا مركزة علينا كما يحدث الآن مع جميع المطربين والمطربات، ورفضت العرض لأننى لا أقتنع بأن أقف هكذا أغنى بهذه الصورة».
وعن أمنيتها التى لم تتحقق وما زالت تحلم بها، قالت: «لا بد أن أحقق أمنيتى فى أن أعيش حياة الفلاحة، ليس على الشاشة، إنما على الواقع، أشترى قطعة أرض قريبة من الهرم أزرعها بالزهور التى أعشقها، وتبهج روحى، ووسط الزهور ابنى بيتا بسيطا من حجرتين، وكلما وجدت يوما بدون عمل أعود إلى هذا البيت ومعى أولادى أعيش كأى فلاحة مصرية فى بساطة وحتى الملابس ارتدى الجلباب الريفى، وأقيم لأشرف وزكى كشكا فى جانب يعزفان فيه الموسيقى»، تضيف «ليلى»: «منذ سنوات طويلة راودتنى الفكرة، لكن حياة المدينة شغلتنى، وبدل أن أشترى أرضا اشتريت عمارة وسرقنى الزمن».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة