عادات وأفكار خاطئة اعتاد الكثير القيام بها دون إدراك بمدى خطورتها على الصحة، ولعل أبرز تلك العادات تناول الأسماك المملحة مثل الرنجة نيئة دون تعريضها للحرارة وتسخينها، خلال عيد الفطر، فضلا عن تداول وصف الفسيخ بأنه "أسماك مُعفنة"، وذلك على عكس الواقع، حيث أكد أطباء بيطريون أن تناول الرنجة نئية قد يتسبب في أخطار تصل إلى الوفاة، كما أن الفسيخ ليس أسماك مُعفنة بل مُخمرة مليئة بالبكتيريا غير الضارة للجسم.
وقال الدكتورة سماح نوح، رئيس قسم الإرشاد بإدارة الطب البيطرى بمركز الشهداء بالمنوفية، إن هناك دودة شعرية خطيرة جدا على الصحة تُسمى بـ"الانيساكس سمبلكس " تشبه الشعر، قد تتواجد فى الرنجة غير المعالجة حراريا، وهى خطيرة على الصحة لأنها قد تتسبب فى الإصابة بسرطان المريئ وربما الوفاة، وتتسبب فى اسهالات ومشاكل هضمية شديدة، لافته إلى أنها قد تخترق جدار المعدة وتصل لأحد الأوردة أو الشرايين، وفى هذه الحالة تُحدث صدمة عصبية ومضاعفات تصل للوفاة، موضحه أن تلك الدودة مكانها فى بطن السمك، وتحديدا فى منطقة البطارخ.
وأضافت سماح لـ"اليوم السابع" أن الحل الأفضل لتجنب وجود هذه الدودة فى أسماك الرنجة، هو شراء رنجة مُغلفة مضمونة ويتم تسخينها فى الفرن، خاصة منطقة البطن لضمان قتل الدودة حال وجودها، مؤكدة أن وجود تلك الدودة ليس قاعدة أو أكيدا فى الرنجة، إلا أن المعالجة الحرارية أفضل قبل تناولها للحفاظ على الصحة.
أما عن الفسيخ، فقالت: "إذا أردت أن تتناول الفسيخ فمن الأفضل أن يتم عمله فى المنزل من أسماك بورى طازجة وفى أجواء جيدة، مضيفه: أن الفسيخ ليس سمك مُعفن، بل سمك مُخمر، وهناك فرق كبير بين الأمرين، حيث أن التخمر أمر صحى يتم معاملة الكثير من الأطعمة به، مثل: الزبادى، اللبن الرائب، الجبن الفرنسى "الريكفورد"، المخللات، الشيكولاتة، القهوة، الصويا صوص، حتى الخبز، موضحه أن هناك نوعين من البكتيريا؛ نوع مفيد أو غير ضار للإنسان، وهى تمثل 99% من البكتيريا، ونوع واحد فقط ضار بالصحة، والمهم تجنب نمو النوع الضار فى الطعام".
وأوضحت أن فى الوسط اللاهوائى الذى يتم عمل الفسيخ فيه، تكسر البكتيريا المواد العضوية لحمض اللاكتيك وتقف أو تكسر بعض من حمض اللاكتيك لثانى أكسيد الكربون وكحول، وهو الوسط الذى يمكن أن ينمو فيه نوع من أخطر أنواع البكتيريا وأكثرها فتكا هى "الكوليستريديوم"، وهى التى لابد من منع نموها فى الفسيخ، لافته إلى أن تلك البكتيريا لا يمكنها النمو فى وسط حمضى، أو وسط سائل به ملح، وهو ما يحدث فى عملية تخمر الفسيخ، إلا أن البكتيريا المفيدة يُمكنها أن تتحمل الملح والحمض عند تركيزات عالية، قائلة: أن الفسيخ يكون عادة غارق فى الملح وهو ما يوقف نمو الكوليستريديوم تماما، كما أن البكتيريا المفيدة تبدأ فى تكسير المواد العضوية لإنتاج حمض اللاكتيك، الكوليستريديوم يتأثر بالأحماض العضوية أكثر مما تتأثر بالأحماض غير العضوية.
واستطردت: أن عملية التخمر يتم اللجوء إليها فى الأساس لحفظ الطعام صالح لفترات طويلة لحين استخدامه، إلا أن التخمير ليس فقط يحفظ الأكل بل يمنحه مذاق ومفيد، لأن كلما زادت أنواع البكتيريا غير الضارة فى المعدة خاصة، تُحسن عملية الهضم وتضبط معدلات الحرق وتمنع السمنة.
وفى حال شراء الفسيخ جاهز، فهناك علامات واضحة للفسيخ الفاسد وغير الصالح للاستهلاك الآدمى، هي:
1) العين شديدة العكارة.
2) الجلد متجعدا ومهترئ وبه تشققات وزنخ.
3) اللحم يكون متهتكًا غير متماسك وبه لزوجة.
4) تتبدل الرائحة المميزة للفسيخ برائحة عفونة منفرة.
5) عند قطع السمكة بشكل طولى نجد اللحم ذو اللون بنى محمر أو أحمر مزرق كما أن الرائحة زنخة والقوام طرى لزج سهل التفكك.
6) قد يوجد انتفاخ فى السمكة
7) الشوك ينزع من جسم السمكة بسهولة
8) عند الضغط على لحم السمكة يترك الإصبع مكانا غائرا جدا وينفذ لجسم السمكة بسهولة
9) وضع الأسماك المملحة فى الماء، فإذا استقر الفسيخ أو الرنجة فى القاع اذا الفسيخ صالح، اما اذا طفى الفسيخ أو الرنجة على السطح فهى فاسدة.
أما علامات فساد الرنجة، فهى:
1) أولا التأكد من البيانات الأساسية مثل اسم الشركة المنتجة وتاريخ الانتاج والانتهاء المدون على صندوق الرنجة.
2) جسم السمكة مهترئ ولحمها غير متماسك.
3) لون السمكة لا يكون ذهبى بل يميل إلى البنى ولحمها لونه يتراوح من الأصفر إلى البنى الغامق كما أن جلد السمكة يوجد به تشققات أو فتحات.
4) عند الضغط بالأصبع على جسم السمكة ينفذ الإصبع إلى جسم السمكة بسهولة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة