اعتقلت السلطات الفنزويلية، وزير النفط السابق طارق العيسمي، الذي استقال من منصبه العام الماضي، في إطار التحقيق بقضية فساد في شركة النفط الوطنية الفنزويلية، المملوكة للدولة.
وقال النائب العام طارق وليم صعب: تمكنا من الكشف عن المشاركة المباشرة للعيسمي، وبالتالي القبض عليه، مضيفا أنه سيتم الإعلان عن لائحة الاتهام ضده خلال الساعات القليلة المقبلة، حسبما قالت صحيفة الناثيونال الفنزويلية.
وأشارت الصحيفة إلى أن العيسمي (49 عاما) كان مساعدا مقربا للرئيس نيكولاس مادورو، وشغل منصب نائبه بين عامي 2017 و2018، وأفاد المسؤول أن وزير المالية السابق سيمون زيربا معتقل أيضًا، وكلاهما متهم بقيادة هيكل فساد واسع النطاق داخل كيانات الدولة الفنزويلية، وقال المدعي العام إن كلاهما سيواجهان العدالة بتهمة ارتكاب جرائم خطيرة.
وكان العيسمي قد اختفى عن الساحة العامة منذ أكثر من عام بقليل بعد استقالته من منصبه وسط فضيحة مؤامرة فساد في شركة النفط الحكومية، PDVSA، التي نددت بها السلطات في مارس 2023، وحتى تلك اللحظة، كان يعتبر أحد الشخصيات الرئيسية في حكومة نيكولاس مادورو.
من هو طارق العيسمي؟
وعين مادورو العيسمى نائبا للرئيس الفنزويلي مسؤولا عن الإدارة الاقتصادية في 2017، عندما كانت البلاد تنزلق في أزمة خطيرة أثقلتها في السنوات الأخيرة، واعتبر المحللون تعيينه بمثابة تحول جذري من قبل الرئيس نحو سياسة أكثر صرامة في وقت كان يواجه فيه احتجاجات قوية في الشوارع ومضايقات من المعارضة، بقيادة هنريكي كابريليس.
وسرعان ما أعطى العيسمي إشارات حول الخط الذي سيتبعه، ولم يتردد في وصف كابريليس بـ القاتل ووصف معارضي مادورو بأنهم إرهابيون ومجرمون يمينيون.
ومنذ ذلك الحين، أثبت العيسمي نفسه كواحد من أبرز الشخصيات في النسيج الغامض للسلطة الفنزويلية.
وكان العيسمي وزيرا للعلاقات الداخلية في حكومة هوجو تشافيز بين عامي 2008 و2012، عندما أصبح حاكما لولاية أراجوا. وقد تم تفسير ترقيته اللاحقة لمنصب نائب الرئيس على أنها خطوة أخرى في محاولة مادورو لإحاطة نفسه بزعماء أقرب إليه من الرئيس الراحل هوجو شافيز.
واكتسب هذا الفنزويلي من أصل سوري المزيد والمزيد من القوة والنفوذ. في عام 2018، تم تعيينه وزيرًا للصناعات والإنتاج الوطني، وفي عام 2020 وزيرًا للنفط، وهو المنصب الذي سيتمكن من خلاله من السيطرة على شركة النفط الحكومية الاستراتيجية PDVSA، التي اهتزت خلال سنوات حكومتي شافيز ومادورو.
وفي عام 2019، أدرجت دائرة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE) العيسمي ضمن قائمة أكثر 10 هاربين مطلوبين، بتهمة الاتجار الدولي بالمخدرات.