تعد رسائل جبران خليل جبران إلى مي زيادة من أبرز الأعمال التي حققت شهرة كبيرة على مستوى العالم الأدبي، والتي كتبها الأديب الراحل جبران إلى الأديبة مي زيادة التي تعرف عليها عندما كتبت له مي مقالة تعبر عن رأيها بقصيدة "المواكب" بعدما كانت معجبة بأفكاره وآراءه، فكتبت له رسالة أخرى مُعبرة على رأيها في قصة "الأجنة المتكسرة" التي نشرت عام 1912، وتحل اليوم ذكرى وفاة جبران خليل جبران الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 10 أبريل 1931.
بدأت العلاقة التراسلية بين جبران خليل جبران ومي زيادة بعدما قرأت كلماته في الحمل الذي أقيم للشاعر خليل مطران، وفي عام 1914 بدأت العلاقة التراسية بينهما وتحول من التحفظ إلى التودد إلى الإعجاب والصداقة، ثم وصلت إلى درجة الحب في عام 1919، ورغم أن كلاهما كان يخشى التصريح بحبه للآخر، فكانوا يلجأون إلى التلميح، فلم يكن يسمي جبران الأشياء والمشاعر بأسمائها بل كان يرمز إليها فعبر عن ذلك الحب بقوله:
"أنت تحيين فيّ، وأنا أحيا فيكِ"، ووصف علاقتهما أيضاً بقوله: " الدّقيقة، والقويّة، والغَريبة" وأنّها "أصلَبُ وأبقى، بِما لا يُقاس مِن الرّوابِط الدّموية والجَنينيّة حتى والأخلاقية"
ورغم ارتباط جُبران بالعديدِ مِن النّساء، إلا أن مي كانت لها مكانة خاصة، فكانت حبيبته وصديقته وطالما عبر عن إعجابه بكتاباتها وثقافتها عبر رسائلة، كما أحب فيها حبها له، خاصة أنه الحب الوحيد في حياتها، وعلى الرغم من قوة تلك العلاقة وتمييزها إلا أنهم لم يلتقيا ولو لمرة ويقال أنهم تجنبا لقاء بعضهما، واستمرت المراسلة بينهما ما يقرب العشرين عامًا وانتهت بوفاة جبران في نيويورك عام 1931، وهو ما تسبب في صدمة لمي مما جعلها تعيش باقي حياتها وحيدة، وتُعد رَسائلهما أحد أهم الأعمال في فن المراسلة، حَيثُ قامَ جبران خليل جبران بِتأليف كِتاب يَضم جَميع رَسائِلُه لَها وعَددُها 37 رسالة بعنوان "الشعلة الزرقاء".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة