يعتبر الأداء التمثيلي من أهم عوامل نجاح أي عمل فني، سواء كان فيلماً أو مسرحية أو مسلسلا تلفزيونيا، فالممثل هو الشخص الذي يجسد شخصية ما ويحاول إيصال رسالة معينة إلى الجمهور. لذلك، فإن أداء الممثل يلعب دوراً حاسماً في نجاح أي عمل فني، ويجب على الممثل الاهتمام بالتحضير الجيد وتطوير مهاراته التمثيلية والثقة بقدراته، وعندها يمكنه أن يكون قادراً على إيصال رسالته الفنية بشكل ناجح إلى الجمهور، ووسط هذ الكم من الممثلين في الأعمال الدرامية الرمضانية هناك المتميزون أصحاب الجماليات في الأداء التمثيلي من الممثلين القادرين على استخدام مخيلتهم وإبداعهم في تقديم الشخصيات التي قدموها بقدرتهم على إضفاء الروح على الأدوار التي يؤدونها .
في مسلسل " الحشاشين " سيكون النجم كريم عبد العزيز في مقدمة النجوم أصحاب الأداء الجمالي بما منحه لشخصية حسن الصباح من حيوية وجسد لنا أفكار ومشاعر تلك الشخصية التاريخية التي نسجت حولها القصص والأساطير، ومنح كريم الشخصية السلاسة في الأداء بما يمتلكه من كاريزما على الشاشة، فأحد عوامل نجاح مسلسل الحشاشين يعود الفضل فيه للنجم كريم عبد العزيز .
اصحاب الأداء الجمالي
في نفس المسلسل سنجد الفنان أحمد عيد في دور " زيد بن سيحون " تلك الشخصية التي نسجها عبد الرحيم كمال من خياله ليحولها أحمد عيد لشخصية من لحم ودم ، وشخصية مؤثرة في حياة حسن الصباح، وأثبت الفنان أحمد عيد في تلك الشخصية أنه ممثل يجيد تقديم كل الأدوار ولا يجب حصره في الكوميديا فقط .
في نفس هذا المسلسل سنجد شخصية " صهبان " التي قدمها الفنان محمد يوسف أوزو بأداء مميز بطعم كوميدى، وهناك قاعدة معروفة في علم التمثيل، وهى أن الممثل الموهوب لا يحتاج إلى مساحة كبيرة ليتميز ويثبت موهبته وقدراته من خلال جملة في عمل ينطقها فتشير إليه وتقول : هذا ممثل جيد، بمجرد ظهوره في أي كادر، والفنان محمد يوسف الشهير بأوزو، وجوده في المسلسل في دور "صهبان" إضافة كبيرة بما يضفيه على أى مشهد يظهر فيه من بريق بأدائه وروحه المرحة التى يتطلبها الدور نفسه والشخصية التي يلعبها وهي "صهبان"، ذلك الرجل الذي يعمل في مهنة البلان وهي مهنة كانت موجودة زمان وهو من يحمي الناس في الحمامات العامة التي كانت منتشرة فى الماضى.
أصحاب الأداء الجمالي في الموسم
محمد يوسف أوزو في مسلسل الحشاشين للنجم كريم عبد العزيز إضافة كبيرة تضفي على العمل بعدا مرحا في كل المشاهد التي يظهر فيها مع الشاعر عمر الخيام ليحد من الأحداث الدرامية الحادة والمأساوية، واختياره في هذا الدور اختيار في محله من قبل المخرج بيتر ميمي.
في الدراما الشعبية تميز وتألق النجم مصطفي شعبان في مسلسل " المعلم " وقدم لنا حدوتة مسلية وشخصية من نبض الشارع المصري، ومن قلب الحارة المصرية والشارع المصري والسوق الشعبي، فمصطفى شعبان وصل لدرجة من الوعي أصبح يدرك به أمزجة المشاهد فيقدمه له ما يعجبه دون إسفاف أو ابتذال، وهذا هو الذكاء الفني لنجم شرب من إبداع أساتذة كبار نشأ فنيا في أعمالهم مثل: نور الشريف ومحمود عبد العزيز وغيرهم من نجومنا الكبار .
محمد يوسف اوزو
أما عن أداء مصطفي شعبان في مسلسل المعلم فهو السهل الممتنع، يمثل بسلاسة ويصل للقلب دون مجهود فلا يبالغ ولا يتقعر في أداء مصطنع لأنه يمتلك سحر في أدائه، والسحر الذي أقصده هنا هو البساطة، لأنه يوظف كافة مفردات أداءه لفك طلاسم شخصية " المعلم " ذات التركيبة المعقدة والتي تمر بتحولات أدائية عبر دراما المسلسل الصاعدة والهابطة.
الفنان ريهام حجاج في مسلسل " صدفة " قدمت أفضل أداء في تلك الشخصية المحملة بالتفاصيل، ووصلت ريهام حجاج في مسلسل صدفة لمرحلة نضج فني في الأداء فهي تعي طبيعة الشخصية التي تقدمها "ميس صدفة"، وهذا جعلها متمكنة من أدواتها لتضيف لرصيدها من الشخصيات التي قدمتها من قبل شخصية جديدة في رأيي هي الأفضل، لأنها هنا تقدم لنا شخصية من لحم ودم وتشكلها الأحداث، فنحن هنا أمام "اكتشاف جديد"، نعم اكتشاف جديد لممثلة كوميدية تعرف كيف تضحك المشاهد بشخصية رسمت لها ملامحها من خلال لغة جسد، وطريقة نطق، ورسمت لنا كاركتر بتفاصيل كثيرة جدًا، ومن الواضح أنها استعدت لتلك الشخصية وقامت بعمل "فايل" كامل يحمل لها تاريخ وطريقة أداء وشكل خارجي وشكل داخلي للشخصية قبل الشروع في تمثيلها.
النجمة ريهام حجاج
في مسلسل " صيد العقارب " يوجد لدينا النجمة سيمون والنجم محمد علي رزق ، ولنبدأ بسيمون فهي من أصحاب الأداء الجمالي ، فهناك نوعان من الممثلين ممثل يحفظ دوره جيدا فيمثل الشخصية المسندة إليه، ويؤديها بتوصيل الرسائل والأفكار المرجوّة من العمل الفنى، وهناك نوع آخر من الممثلين يعيش الشخصية ويتعايش معها ويصنع لها تاريخا وتفاصيل، فيصل مع جمهوره لمرحلة صدق فنى تجعلنا كمشاهدين نقتنع بأن تلك الشخصية حقيقية وموجودة فى الواقع، والنجمة سيمون من هذه النوعية الأخيرة من الممثلين فهى لا تجسد الدور المسند إليها فقط لكنها تجسد المشاعر والأحاسيس بدرجة شديدة من المصداقية، فالنجمة سيمون هى صاحبة الأداء المقنع في هذا العمل وعشنا معها "جوه " الشخصية، وكأنها شخصية حقيقية من لحم ودم ولها وجود حقيقى فى الواقع، وتقدم لنا فى كل مشهد من مشاهد المسلسل مشاعر الحب والحزن والسعادة والغضب والكراهية والقوة والضعف دون أن تبالغ، فهى لديها مقياس داخلي تقيس به مشاعرها فتخرجها في "دوز" منضبط جدا.
مسلسل صيد العقارب (58)
أما النجم محمد علي رزق في نفس المسلسل " صيد العقارب " فهو من أفضل نجوم التمثيل في الموسم الدرامي 2024، في دور مصطفي درغام، ذلك الرجل المصاب بمرض الشلل الدماغي بمسلسل "صيد العقارب"، فقد أبدع في أداء تلك الشخصية وحافظ علي تفاصيلها ولم تفلت منه أي تفصيلة وضعها للشخصية من طريقة أداء صوتي ولغة جسد وحتي نظرة العين فمنذ الحلقة الأولي وحتي الأخيرة وهو محافظ على كل تفصيلة رسمها للشخصية بتحكم عصبي وعضلي لعضلات وجهه وكل حركة أو إيمائه كانت لديه محسوبة، وتعاطف معه المشاهدين لدرجة التصديق بأنه بالفعل لديه هذه الإصابة، وهذا قمة النجاح بالنسبة له.
ومن نجوم الأداء الجمالي الفنانة ميرنا جميل في شخصية "سامية حلويات" في مسلسل بيت الرفاعي بخفة ظل تجعلها "فاكهة" المسلسل وصانعة البسمة الصافية في كل حلقة من حلقاته بما تقدمه من أداء يتناسب مع طبيعة الشخصية التي تقدمها لفتاة من منطقة شعبية، وتعمل في مجال التجميل، ولكنها تتمتع بصفات بنت البلد الجدعة الشهمة التي تحب الدكتور ياسين "أمير كرارة" فتقف بجانبه حتى النهاية.
مسلسل صيد العقارب (32)
في مسلسل " المعلم " لدينا فنان كبير ونجم مخضرم اسمه مفيد عاشور يعطى ثقلا لأى عمل يشارك فيه، ويقدم لنا شخصية "عم" المعلم مصطفي شعبان وهي شخصية من أصعب الشخصيات لأنها تظهر فى البداية بصفات، لكننا فيما بعد نكتشف أن وراءها أسرار وخبايا كثيرة جدا، وهذا بالتحديد قدمه الفنان مفيد عاشور ببراعة وكانت عينيه خلال الحلقات الماضية تعبر عن شىء ما، لكن في الحلقة الأخيرة ظهرت حقيقته، ورأينا وجها آخر له، وهو في الحقيقة برع جدا في تقديم هذه النقلة في الأداء بعد ظهور الذهب، ومساومته لابنه دياب علي قتل "قلاش" الذي سيكشف وجهه الآخر.
مفيد عاشور
في نفس المسلسل سنجد إبداع آخر في الأداء من قبل الفنانة سهر الصايغ بأداء سلس وتلقائي، فقد نقلت لنا مشاعر الشخصية التي تقدمها بحرفية كبيرة وأتذكر لها مشهد صعب جدا علي أي ممثل تجسيده، وهو معرفتها باصابتها بمرض السرطان ، فقد تلقت هذه الصدمة بأداء أشعرنا بالحزن الكبير وتعاطفنا معها لدرجة التصديق بأنها بالفعل مريضة سرطان ، فقد نقلت لنا مشاعرها بحرفية شديدة، وكانت عينيها ودموعها خير معبر عن الصدمة التي تلقتها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة