قطعة قماش بياض تنهى سلسالا من الدم قد يستمر لسنوات عديدة بين عائلتين أو أكثر داخل محافظة قنا، والصلح فيما بينهما يحتاج إلى الحكمة والعدل وأيضا الشخصية القوية التى تحتاج إلى رجل يدير الجلسة أو يشارك فى الإبداء بالرأى ولكن ماذا لو كانت سيدة.
صفاء عسران ابنه محافظة قنا من مواليد 1993 خريجة كلية الآداب رغم صغر عمرها، إلا أنها استطاعت أن تتواجد وسط الرجال فى قضايا الثأر وهى أصعب القضايا فى الصعيد التى يعمل الكثير على مواجهتها عن طريق جلسات صلح القودة وجلسات التوعية التى تحث على محاربة الثأر.
قالت صفاء عسران، مؤسس مبادرة درع التسامح وأول قاضية عرفية بالصعيد، إن قصتها مع المصالحات الثارية بدأت فى عام 2014 عندما وجدت قضية الخصومات الثأرية قضية مهمة، لاسيما فى ظل انتشارها بمحافظة قنا، فالعديد من الأمهات عانت وفقدت ابنا أو أكثر بسبب الخصومات الثأرية، وهذا جعلها تفكر فى التواجد والسير فى ذلك الطريق.
وأوضحت "عسران"، أنه فى حال التساوى فى عدد الأشخاص بين عائلتين بقضية ثأرية لا يصلح تقديم القودة، فوجدت حلا بديلا وهو تقديم درع أطلقت عليه درع التسامح، يقدم إلى العائليتن، وكان لأول مرة فى خصومة ثأرية كبيرة بشمال قنا راح ضحيتها أكثر من 20 شخصا، ولاقت المبادرة رعاية من مفتى الجمهورية ووزير الشباب والرياضة.
وأكدت صفاء عسران، أنها أول قاضية عرفية فى الصعيد تتواجد وسط الخصومات الثأرية وتعمل على تقريب وجهات النظر بين العائلات أطراف الخصومة ولم تجد صعوبة فى ذلك بل العديد تقبلها رغم أنها سيدة وشاركت فى أكثر من 700 خصومة ثأرية بشكل مباشر وغير مباشر.