عيدية العيد فى العصر المملوكى والفاطمى .. مظاهر الاحتفال

الأربعاء، 10 أبريل 2024 09:00 ص
عيدية العيد فى العصر المملوكى والفاطمى .. مظاهر الاحتفال العيدية فى العصور القديمة
أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قال خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، إن العيدية بالعملة المصرية لا تتوقف على قيمتها المادية بل يجب أن يلفت الآباء نظر الأبناء لقيمتها المعنوية الحضارية، فهى تحمل صورًا لأعظم آثار العالم.

وأضاف الدكتور عبد الرحيم ريحان:" ونرى أن الجنيه المصرى يحمل صورة معبد أبو سمبل الذى بناه الملك رمسيس الثاني في الأسرة التاسعة عشر لزوجته نفرتاري وليكون تذكارًا لذكرى انتصاره علي الحيثيين وتتعامد الشمس مرتين فى العام فى قدس الأقداس على وجه رمسيس الثانى بهذا المعبد يوم 22 فبراير ويوم 22 أكتوبر، والخمسة جنيهات تحمل صورة معبود النيل حابى رمز الخير والنماء وكان تلويث النيل من الذنوب العظمى فى مصر القديمة، وتحمل العشرة جنيهات صورة تمثال الملك خفرع الفريد الرائع من حجر الديوريت شديد الصلابة بالمتحف المصرى ويحمى رأس الملك الصقر حورس والملك خفرع هو أحد ملوك الأسرة الرابعة وصاحب الهرم الأوسط وتمثال أبو الهول بالجيزة، وتحمل العشرون جنيهًا صورة العجلة الحربية السلاح الحربي الفتاك الذي انتصر به الملك أحمس الأول وطرد به الهكسوس من مصر في الأسرة الثامنة عشر".

وتابع الدكتور عبد الرحيم ريحان:" بينما تحمل الخمسين جنيه صورة معبد حورس بن أوزير وإيزيس بأسوان والذي بناه الملك بطليموس الثالث عام 145 قبل الميلاد في العصر البطلمي وقد خصص هذا المعبد لعبادة حورس، أما الصورة على المائة جنيه فهى صورة تمثال أبو الهول والصورة على المائتى جنيه صورة تمثال الكاتب المصري حيث كانت وظيفته لها قدر عال فى مصر القديمة وكان من المقربين للملك مما يدل على أهمية التعليم والعلم فى مصر القديمة".

وينوه الدكتور ريحان إلى مظاهر الاحتفال بعيد الفطر حيث يصعد ناظر دار طراز الخاصة إلى القلعة فى موكب كبير وبصحبته عددًا عظيمًا من الحمالين يحملون خلع العيد لحملها إلى السلطان، وفى صباح يوم العيد ينزل السلطان إلى الحوش السلطانى لتأدية صلاة العيد ويسمع الخطبة بجامع الناصر محمد بن قلاوون بالقلعة ويعود إلى الإيوان الكبير المشيد عليه حاليًا جامع محمد على حيث يمد سماط حافل للطعام بلغت تكاليفه فى بعض السنوات خمسين ألف درهم، وأخيرًا يخلع السلطان على الأمراء وأرباب الوظائف كما يفرج عن بعض المساجين طبقًا لما جاء فى دراسة أثرية لعالم الآثار الإسلامية الدكتور على أحمد الطايش أستاذ الآثار والفنون الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة
فى العصر المملوكى كان يجتمع فى صباح اليوم الأول أهالى الحى أمام منزل الإمام الذى سيصلى بهم صلاة العيد فى المسجد فإذا خرج إليهم زفوه حتى المسجد وبأيديهم القناديل يكبرون طوال الطريق وبعد انتهاء الصلاة يعودون به إلى منزله على نفس الصورة نفسها التي أحضروه بها
وفى العصر العثمانى فانه يبدأ الاحتفال الرسمى بعد فجر يوم العيد حيث يصعد كبار رجال الدولة إلى القلعة ويمشون في موكب أمام الباشا من باب السرايا (قصره) إلى جامع الناصر محمد بن قلاوون فيصلون صلاة العيد ويرجعون ثم يهنئون الباشا بالعيد وينزلون إلى بيوتهم فيهنئ بعضهم بعضًا

وفي ثانى أيام العيد ينزل الباشا للاحتفال الرسمى بالعيد حيث يجلس في الكشك المعد له بقراميدان (ميدان القلعة) وقد هيئت مجالسه بالفرش الفاخر والمساند الجميلة والستائر الفخمة وتقدم القهوة والمشروبات وقماقم العطور والبخور ويأتى رجال الدولة للتهنئة.

ويشير الدكتور ريحان إلى مظاهر الاحتفال الشعبى بالعيد حيث يخرج الناس فى أول أيام العيد فى القاهرة والمدن الأخرى للنزهة فى النيل وركوب المراكب ويذهب البعض الآخر لزيارة أقاربهم وأهلهم لتقديم التهنئة والبعض يذهب إلى القرافات لتوزيع الصدقات رحمة على موتاهم، ويتناولون السمك المشقوق أي السمك المجفف البكلاه خاصة في العصر المملوكى.

وعن العيدية يوضح الدكتور ريحان أنها كلمة عربية منسوبة إلى العيد بمعنى العطاء أو العطف، وهو لفظ اصطلاحى أطلقه الناس علي كل ما كانت توزعه الدولة أو الأوقاف من نقود فى موسمي عيد الفطر وعيد الأضحى كتوسعة على أرباب الوظائف وكانت تعرف في دفاتر الدواوين بالرسوم ويطلق عليها التوسعة فى وثائق الوقف وترجع هذه العادة إلى عصر المماليك وكان اسمها "الجامكية" وتم تحريفها إلى كلمة العيدية، وكان السلطان المملوكى يصرف راتبًا بمناسبة العيد للأتباع من الأمراء وكبار رجال الجيش ومَن يعملون معه وتتفاوت قيمة العيدية تبعًا للرتبة فكانت تقدم للبعض على شكل طبق مملوء بالدنانير الذهبية وآخرون تقدم لهم دنانير من الفضة وإلى جانب الدنانير كانت تقدم المأكولات الفاخرة.


وتابع الدكتور ريحان إلى أن العيدية منذ العصر الفاطمى كانت توزع مع كسوة العيد خارجًا عما كان يوزع على الفقهاء وقراء القرآن الكريم بمناسبة ختم القرآن ليلة الفطر من الدراهم الفضية وعندما كان الرعية يذهبون إلى قصر الخليفة صباح يوم العيد للتهنئة كان الخليفة ينثر عليهم الدراهم والدنانير الذهبية من منظرته بأعلى أحد أبواب قصر الخلافة  وقد أخذت العيدية الشكل الرسمى فى العصر المملوكى وأطلقوا عليها الجامكية وحرفت بعد ذلك إلى كلمة عيدية وفى العصر العثمانى أخذت العيدية أشكالاً أخرى فكانت تقدم نقودًا وهدايا كما يحدث اليوم.


وفى عصر أسرة محمد على وحتى الآن أصبح شكل "العيديّة" ما نعرفه اليوم حيث يقوم ربّ الأسرة والأبناء الأكبر سنًا من الأشخاص العاملين أصحاب الدخل بتقديم العيدية للأطفال والزوجة والبنات الأكبر سنًا وارتبطت باعتبارها مبلغًا نقديًا مع الهدايا الأخرى.
 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة