عمل تلو الآخر يثبت الفنان كريم عبد العزيز أنه مختلف عن الجميع، يحاول طيلة الوقت الاختلاف وعدم التكرار في قالب واحد، منذ تقديمه لفيلم واحد من الناس الذى أعقبه في نفس العام بفيلم مغاير تماماً بنفس فريق العمل، وهو فيلم في محطة مصر، ليثبت أولاً حقيقة ثابتة وهى عدم حبه للثبات على قالب واحد، وإنما عشقه لمفاجأة جمهوره في كل عمل بشخصية جديدة تكون انعكاساً لموهبة كبيرة يحظى بها فنان موهوب عاصر نجوم كبار منذ الطفولة، بعدما تربى في بيت فنى لوالد هو المخرج القدير محمد عبد العزيز، وفنانين كبار عمل معهم طفلاً مثل عادل إمام وسعيد صالح، ليبدأ رحلته مع التمثيل على يد الأستاذ أحمد زكى في فيلم اضحك الصورة تطلع حلوة.
شريف عرفة سبب دخوله التمثيل
رحلة الفنان كريم عبد العزيز التي بدأت عام 1998 مع فيلم اضحك الصورة تطلع حلوة حينما أسند له المخرج شريف عرفة أهم أدواره بمسيرته الفنية لم تكن سهلة، وإنما حكى عنها بنفسه أنه كان يرتعد من الوقوف أمام الكاميرا ولم يتخيل أن يصبح ممثلاً لولا شريف عرفه الذى أسند له الدور رغم أن كريم نفسه كان دارس إخراج ويرسم لنفسه السير على خطى والده بمجال الإخراج، إلا أن عرفة استطاع إخراج الممثل داخله لينفجر فيما بعد مع مجموعة من الأفلام المميزة وسط جيل ولد نجماً من أسماء لامعة بدأ فيهم الرحلة محمد هنيدى، علاء ولى الدين، ثم أحمد السقا، هانى رمزى، أحمد رزق، أحمد عيد وغيرها من الأسماء.
الباشا تلميذ اسم على مسمى
ربما لم يكن يعلم كريم عبد العزيز أثناء لعب دور البطولة لأحد أهم أفلامه بداية الألفية مع فيلم "الباشا تلميذ" أنه سيكون اسماً على مسمى، ووصفاً لمسيرة فنية طويلة وهامة لواحد من ألمع النجوم، بعدما راهن طوال مشواره على الرهان الكسبان، وهو أن العمل الجيد يعيش طويلاً، وهو ما يظهر مع اهتماماته منذ بداية مسيرته، فللوهلة الأولى لاستعراض مسيرته السينمائية تجد أفلامه إلى الآن محل مشاهدة، لأنه منذ البداية وضع لنفسه خطاً وعهداً مع جمهوره التزم له ممثلاً في تقديم عمل يرضيهم، من خلال أعمال مثل الباشا تلميذ، أبو على، خارج عن القانون، واحد من الناس، فاصل ونواصل، وإن لم يجد ما يشبع موهبته التمثيلية يفضل الابتعاد والانزواء ثم يأتي أقوى مما كان عليه.
الفيل الأزرق يمثل عودته بشكل مغاير عما اعتاده جمهوره
دوماً ما كان كريم عبد العزيز مميزاً عند جمهوره بخفة دمه وافيهاته بالإضافة لاستطاعته اللعب في منطقة مميزة، حينما يستلزم الأمر ممثلة في أدوار خالية من الكوميديا ويغلب عليها الطابع التراجيدى مثل واحد من الناس، خارج عن القانون، ولكن أياً من تلك الأعمال لم يذهب إلى منطقة مغايرة تماماً ولم يكن هو نفسه يحلم بالذهاب لها على حد قوله، وهى ممثلة في نوعية الأدوار الذى قدمها بفيلم الفيلم الأزرق مع دكتور يحيى.
كريم عبد العزيز أكد أنه مدين بالفضل إلى المخرج مروان حامد الذى أعاد اكتشافه في دور وشخصية استمتع بقراءتها على الورق، ولكن لم يخفى خوفه من تقديمها للعيان في عمل فنى رآه مغامرة لا تقبل القسمة على اثنين فإما النجاح أو الفشل، إلا أنه نجح بصورة كبيرة مما هيأه لأدوار مختلفة تماماً ومركبة يستطيع لعبها أكد عليها بالجزء الثانى من الفيلم الأزرق حتى أتت خطوة حسن الصباح بمسلسل الحشاشين.
حسن الصباح أكبر تحدياته الذى نجح فيها
أحد أصعب الأدوار على أي ممثل هو دور حسن الصباح، فمنذ اللحظة الأولى التي تحاول استعراض حياته تاريخياً تجده أصعب شخصية في التاريخ الإسلامي فيكفى أنه جعل من قلعته بيتاً مرعباً لأقوى حكام العالم بعدما ابتكر خطط في منتهى الذكاء قائمة على الاغتيالات والإرهاب، كل ذلك بجانب كاريزما طاغية بالنسبة لمحبيه جعلتهم ينفذون خططه مقابل حياتهم بحجة أنه صاحب مفتاح الجنة.
كل ذلك استطاع كريم عبد العزيز تقديمه في دور لم يكن يسير على قالب واحد، وإنما بدأه شاباً في رحلة من أصفهان إلى مصر يبحث عن طريقه، ثم يعود بحلم ممثل في الانتقام من الجميع، وقتل أعتى القادة، وكيفية الاستيلاء على عقول تابعين ثم ضخامة الحلم إلى أن يقتل أقرب الناس إليه بدون تردد، .. كل ذلك داخل خط درامى مميز ومشاهد صعبة أداها ببراعة مثلما حصل لحظة الحكم على ابنه بالإعدام، أو انكساره في الحلقة 29 أمام برزك أميد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة