في مثل هذا اليوم 11 أبريل عام 1814، تنازل نابليون بونابرت لأول مرة عن العرض، حيث شهدت القارة الأوروبية في الفترة من 1812 وحتى 1814 وقوع واحدة من أهم الحملات العسكرية التي سجلها التاريخ، وذلك بسبب انهيار اتفاقية "تليست" التي تم توقيهعا عام 1807، مما تبعه تزايد حدة الخلافات بين نابليون بونابرت والقيصر الروسي ألكسندر الأول، مما دفع الأول لشن حملة عسكرية ضخمة ضمن الإمرابطورية الروسية بصحبة مئات الآلاف من الجنود نحو موسكو، ليعود بعدها خاسرًا برفقة عشرات الآلاف فقط.
وقد تناولت كتب كثيرة هذه الفترة من حياة نابليون بونابرت وصراعه مع القوى الأوربية، منها كتاب تاريخ أوروبا الحديث لـ نصري ذياب.
وفي نفس الفترة كان قد ظهر التحالف السادس الموجه ضد فرنسا بمحالفة مجموعة كبيرة من القوى الأوروبية وعلى رأسهم بريطانيا وروسيا وبروسيا والنمسا، وهو ما ألحق بنابليون أسوأ هزائمة، وذلك بعدما أُجبر على خوض معركة كبيرة وقعت في الشهر العاشر من عام 1813، تعرض حينها لهزيمة تسببت في تعريض فرنسا للغزو.
وفي نهاية عام 1813 واصلت قوات التحالف السادس انتصاراتها وتقدمها نحو الأراضي الفرنسية، وفقد حينها نابليون السيطرة برغم إنجازاته العسكرية الكبيرة، وفي فبراير 1814 بدأت قادة الجيش في مخالفة أوافر بونابارت والذي عبر الأخير عنها قائلًا:"الجميع يخالفون أوامري، لم يعد أحد يهابني في فرنسا، يجب أن أكون في كل مكان في الآن نفسه".
وفي 31 مارس 1814 وضع نابليون خطة في محاولة منه لاستعادة العاصمة باريس التي كانت قد وقعت في يد الحلفاء بعد يوم واحد من المعارك، فسطدمت مشاريع الإمبراطور الفرنسي لواقع مخالف تمامًا لما كانت تؤول إليه، وبناء عليه صوّت النواب الفرنسيون على قرار عزله من الحكم بعدما وقعت الحكومة على بيان الاستسلام، وحينها رفض قادة الجيش مساندة الهجوم على باريس.
حينها تقدم نابليون بونابرت بطلب إلى القيصر الروسي ألكسندر الأول للتنازل عن العرش لصالح ابنه نابليون الثاني ذو الثلاث سنوات وتعيين زوجته الأميرة النمساوية ماري لويز كوصية على العرش، وافق الحاكم الروسي في بادئ الأمر، لكن سرعان ما تراجع عنه مطالبًا بونابرت بالتنزال غير المشروط عن العرش.
ولتجنب الحرب الأهلية وبعد ضغط من كبار قادة الجيش وافق نابليون على التنازل عن العرش في 6 أبريل 1814 ووقع على وثيقة فونتنبلو يوم 11 من نفس الشهر، والتي حصل على إثرها على لقب إمبراطور جزيرة إلبا بالبحر الأبيض المتوسط وجراية قدّرت بنحو مليوني فرنك.
لم يشعر بونابرت بالسعادة بسبب معادة فونتنبلو التي وصفها بغير العادلة وأطلق على الجزيرة "حجر من المتوسط" وبذلك اعتبر نفسه امبراطورا على حجر" مما جعله يحاول الانتحار عن طريق تجرع السم، وفي يوم 20 أبريل 1814 ودع نابليون بونابرت الحرس الإمبراطوري متجهًا إلى جزيرة إلبا التي مكث فيها لفترة وعاد بعدها ليحكم فرنسا مرة أخرى لـ 100 يوم، انتهت بنفية نهايًا إلى جزيرة سانت هيلينا عقب خسارته معركة واترلو.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة