صدر حديثا للكاتب الصحفي والناقد إيهاب الملاح، كتاب جديد تحت عنوان "رواة السيرة المحفوظية" عن دار ريشة للنشر والتوزيع، ويحاول الكتاب أن يقدم قراءة جديدة لسيرة محفوظ التى أملاها على جمال الغيطانى، ورجاء النقاش، واستكمل تفاصيلها وفراغات كثيرة منها فى حواراته الدورية مع محمد سلماوى فى الشطر الأخير من حياته.
كما يبحث الكتاب أيضا عن إجابة السؤال: لماذا لم يكتب نجيب محفوظ سيرته الذاتية بنفسه؟ ولماذا قرر أن يملى ما أملاه منها على رواة ثقات وفق استراتيجية غير معلنة لكنه خطط لها بصرامة كما يخطط لأعماله الروائية والقصصية.
رواة السيرة المحفوظية
وكتب إيهاب الملاح فى مقال سابق نشر تحت عنوان: أنه عندما سأل العالم الكبير أستاذ علم نفس الإبداع الدكتور مصطفى سويف الأديب العالمي نجيب محفوظ عن إمكانية كتابة سيرته الذاتية فى رسالة خاصة قال صاحب الثلاثية: "ألم تفكر فى كتابة ترجمة ذاتية، صادقة وشاملة على الرغم مما قد تمس من موضوعات حساسة؟".
رد عليه محفوظ، قائلا: "فكرة السيرة الذاتية تراودنى من حين لآخر، أحيانا تراودنى كسيرة ذاتية بحتة، وأخرى تراودنى كسيرة ذاتية روائية، لكن الالتزام بالحقيقة مطلب خطير ومغامرة جنونية، وبخاصة أننى عايشت فترة انتقال طويلة تخلخلت فيها القيم وغلب الزيف وانقسم فيها كل فرد إلى اثنين؛ أحدهما اجتماعى تليفزيونى والآخر ينفث حياة أخرى فى الظلام".
ويوضح "الملاح" ولا أشك فى أن نجيب محفوظ قد اتخذ قراره الحاسم بعدم الالتزام بكتابة سيرته الذاتية الصريحة إلا بعد أن تزوج وأنجب، هنا بات الالتزام تجاه أسرته الصغيرة أعنف وأشد، وقد كان حريصا أشد الحرص على النأى بهذه الأسرة بعيدا عن عالمه ونشاطه الإبداعى وحضوره الثقافى.
إيهاب الملاح، كاتب وناقد وصحفي مصري، وهو باحث متخصص في التراث والتاريخ الثقافي، يعمل نائبا لرئيس التحرير في مجلة أكتوبر، ومسئول ومشرف على القسم الثقافي بها، صدر له العديد من المؤلفات من بينها كتاب "سيرة الضمير المصري.. معالم في تاريخ الفكر المصري الحديث"، وكتاب "طه حسين.. تجديد ذكرى عميد الأدب العربي" الذي حصل به على جائزة معرض القاهرة الدولي للكتاب عام 2022.