قطعت الدولة المصرية، أشواطًا طويلة فى حركة التنمية والتعمير بكافة ربوع الجمهورية، من خلال مشروعات قومية بدأت تجنى الحصاد، لتعزيز رواد الاقتصاد الوطنى ورفع نسب النمو لمستويات قياسية مقارنة بالسنوات السابقة، وفق مخطط استراتيجى بتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي.
يظل مشروع أنفاق قناة السويس واحدًا من أبرز وأنجح المشروعات التنموية فى مصر خلال السنوات الماضية، لدورها في إحياء حركة التنقل بين ضفتي القناة فى دقائق معدودة، بعدما كان الضغط على نفق الشهيد أحمد حمدى فقط بمحافظة السويس.
وفى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى، جرى تدشين 5 أنفاق جديدة أسفل قناة السويس، وهى نفقا الإسماعيلية "تحيا مصر"، واللذين يصلان إلى سيناء ذهابا وإيايًا فى مدة زمنية تتراوح من 15-20 دقيقة، بالإضافة إلى نفقى بورسعيد "3 يوليو"، واللذين يربطان غرب مدن القناة بشرقها لتسهيل حركة التجارة فى منطقة إقليم قناة السويس.
خامس الأنفاق، يتمثل فى نفق الشهيد أحمد حمدى 2 بالسويس، بالإضافة إلى النفق الأول لأحمد حمدى، لتكون الإجمالى 6 أنفاق، عملت على إحياء حركة التنقل بين مدن القناة وسيناء، وهو ما يؤدى إلى تسهيل نقل البضائع والأفراد، والمساعدة فى حركة الإعمار بالمنطقة.
يذكر أن أنفاق الإسماعيلية وبورسعيد تمر من أسفل قناة السويس الرئيسية وقناة السويس الجديدة، بينما نفق الشهيد أحمد حمدى 2، يمر من القناة الرئيسية فقط، بالنظر إلى عدم وجود ازدواج فى القناة بتلك المنطقة.
وتمثل الأنفاق الجديدة واحدة من المعجزات الهندسية التى جرى إنشائها فى وقت قياسى، لتنقل مخططات التنمية إلى مستوى آخر من التطوير، لزيادة حركة التجارة والتعمير، وإحياء شرق القناة، باعتبارها المرة الأولى التى يصبح فيها الوصول إلى سيناء سهلًا وميسرًا ويحتاج إلى دقائق معدودة، ما يوفر الزمن والهدر فى تكدس الشاحنات والسيارات، وهو ما يساعد بطريقة غير مباشرة فى تقليل تكلفة النقل ومن ثم تقليل أسعار السلع.
وحرصت القيادة السياسة فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى على تسهيل ربط شرق القناة بغربها، للتخفيف عن كاهل المواطنين وخدمة المشروعات التنموية بالمنطقة، بالإضافة إلى محاور العبور المختلفة التى تربط سيناء بالوطن، والتى حرصت الدولة المصرية على الانتهاء منها فى وقت قياسى، للمساعدة فى دفع جهود التنمية بمنطقة القناة وسيناء إلى الأمام.
كما تمثل سلسلة الأنفاق والكبارى العائمة وشبكة طرق مطورة، عاملًا إضافيًا لجذب الاستثمارات إلى منطقة سيناء ومدن القناة، حيث تعد منظومة الأنفاق الجديدة إنجازًا فى سبيل تحقيق منظومة متكاملة تراعى أعلى معايير الأمان والسلامة وتوفير مناطق خدمية بأعلى المعايير العالمية.
وتمتد الأنفاق أسفل قناة السويس، وتمثل حلقة وصل جيدة إلى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، حيث جرى ربط جميع أنفاق قناة السويس الجديدة فى محافظات القناة الثلاثة بمجموعة من الممرات العرضية التى تستخدم لحالات الطوارئ، وهى ممرات آمنة للخروج منها فى حالة الطوارئ، حيث يستوعب النفق الواحد 2000 سيارة فى الساعة، بمعدل عبور 40 ألف سيارة فى اليوم للنفق الواحد، وهو ما يعمل على تلاشى أى تكدس للشاحنات وسيارات الأفراد.
وجرى إنشاء أنفاق قناة السويس وفقًا للمعايير الدولية وبأسلوب علمى متقدم، حيث يحتوى كل نفق على ممرات للطوارئ، وأنظمة لمكافحة الحرائق، وكاميرات مراقبة، فضلًا عن نظام إضاءة "ليد" حديث، وكذلك وجود مكبرات الصوت لكل 100 متر لتوجيه قائد السيارة فى حالة حدوث أى طارئ أو عطل، بالإضافة إلى تخصيص 4 نقاط فى كل اتجاه لتفتيش السيارات الملاكى و6 نقاط لتفتيش النقل الثقيل والأتوبيسات.
وبعد انتهاء تفتيش السيارات تذهب إلى بوابة دفع الرسوم "الكارتة"، والتى تبعد نحو 2 كيلو ونصف عن جسم النفق، حتى لا يحدث زحام أو تكدس أمام مدخل النفق، وتحتوى منطقة دفع الرسوم والتفتيش على ساحات للانتظار ومسجد ومنطقة خدمات للسيارات، وهى الخدمات التى جرى التخطيط لها وفق أعلى المعايير العالمية.
وبلغت تكلفة نفقى "تحيا مصر" بالإسماعيلية 12 مليار جنيه، وهما نفقان للسيارات يمران أسفل قناتى السويس القديمة والجديدةز كما عمل أكثر من 3 آلاف مهندس وفنى وعامل فى مشروع أنفاق الإسماعيلية، من أجل الانتهاء من ملحمة العبور؛ لتحقيق التنمية المستدامة وتخفيف العبء عن المواطنين فى التنقل من وإلى سيناء، أما نفقا بورسعيد الجديدة فجرى إنشائهما بأطوال تبلغ 4 كيلومترات، وتستهدف هذه الأنفاق تسهيل حركة وعبور الأفراد والتجارة من وسط العاصمة ومدن القناة إلى سيناء مباشرة.
قام بتنفيذ الأنفاق 6000 عامل ومهندس مصرى من كبرى شركات المقاولات المحلية، تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة والخبير العالمى المصرى المهندس هانى عازر، وتمر أنفاق بورسعيد أسفل قناة السويس القديمة عند العلامة الكيلو 19.150 وعلى عمق 64 مترًا من سطح القناة، لتصل بين جنوب بورسعيد لشرق التفريعة لربط مدن القناة بسيناء مباشرة فى أقل وقت ممكن.
وجرى تخطيط نفقى بورسعيد، حتى لا يستغرق المرور عبرهما سوى دقائق معدودة "من 5 إلى 10 دقائق" للوصول إلى أى مكان فى مدن القناة، فعلى سبيل المثال إذا كنت متجها من جنوب بورسعيد إلى شرق التفريعة، فأنت لا تحتاج سوى 15 دقيقة فقط لذلك بسرعة 40 كيلومترًا فى الساعة بسيارتك.
أما النقطة الأكثر أهمية، تتمثل فى قرب نفقى بورسعيد من المنطقة الصناعية الروسية، ولا يفرق بينها وبين الأنفاق سوى دقائق معدودة، وهو الحال نفسه بين نفقى بورسعيد وميناء شرق بورسعيد، والذى كانت الهيئة الاقتصادية قد أدخلت الخدمة أرصفة جديدة به بأطوال 5 كيلومترات، إذ يعد هذا الميناء، هو الميناء المحورى بالمنطقة الاقتصادية ومن أهم موانئ البحر المتوسط.
يذكر أن نفق الشهيد أحمد حمدى القديم بالسويس، يعتبر أول وأقدم نفق أسفل قناة السويس، وتتولى هيئة قناة السويس مسئولية تشغيله وصيانته منذ عام 1985، وتعكف باستمرار على تطويره من خلال الأنظمة الخاصة بتشغيل النفق كأنظمة الكهرباء وأنظمة الاتصالات ونظام مكافحة الحرائق وتأمين العابرين، وأنظمة التهوية ومكافحة الحريق وغرفة التحكم وملحقاتها علاوة على ميكنة كل من منظومة تحصيل الرسوم ومراقبة الصلاحية الفنية للمركبات.
وتقوم هيئة قناة السويس بتطوير العلامات الإرشادية والتحذيرية داخل النفق، والذى يبلغ طوله 1640 متر، وتستغرق مدة عبوره ثلاث دقائق فقط، ويقدم النفق خدمة العبور على مدار 24 ساعة، ويبلغ متوسط العبور اليومى من خلاله 6000 مركبة خلال فصل الصيف و5000 مركبة يوميًا خلال فصل الشتاء.
أنفاق قناة السويس (1)
أنفاق قناة السويس (2)
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة