عاد سلمان رشدى إلى الساحة الأدبية بإصدار مذكراته التى طال انتظارها بعنوان "السكين.. تأملات بعد محاولة قتل"، وتروى الرواية الفترة المضطربة من حياته بدءاً بالهجوم المروع الذى تعرض له بينما كان يستعد لإلقاء محاضرة عن حرية التعبير ففى 12 أغسطس 2022، كان رشدى على وشك إلقاء محاضرة فى معهد تشوتوكوا فى ولاية نيويورك عندما هرع مهاجم إلى المسرح وطعنه فى رقبته وعينه وبطنه وفخذه وصدره، وخضع للعلاج فى المستشفى لمدة ستة أسابيع، وأصيب بالعمى فى إحدى عينيه وفقد الإحساس فى بعض أطراف الأصابع.
يسترجع رشدى الأحداث المؤلمة التى وقعت فى ذلك اليوم وتداعياته، بالإضافة إلى رحلته نحو التعافى الجسدى والشفاء الذى أصبح ممكنًا بفضل حب ودعم زوجته إليزا وعائلته من الأطباء والمعالجين.
المؤلف الذى تعرض لعاصفة عالمية بعد أن اعتبرت روايته "آيات شيطانية" عام 1988 تجديفية فى أجزاء من العالم الإسلامى، كتب منذ ذلك الحين عن التجربة فى محاولة لطرد الانسداد الإبداعى الذى يمنع الأعمال الأخرى.
بدأ الروائى وكاتب القصة القصيرة، البالغ من العمر 76 عامًا، حياته فى بومباى فيما كان يعرف آنذاك بالهند البريطانية، قبل أن ينتقل إلى إنجلترا للدراسة في سن الرابعة عشرة، وتخرج فى النهاية من جامعة كامبريدج وحصل على شهادة في التاريخ.
وظلت مسيرة رشدى فى الكتابة متواضعة لفترة وفقا للإندبندنت، إذ صدر كتابه الأول، غريموس، غير أنه لم يحز إلا الحد الأدنى من الثناء ولكن تم الاعتراف بإمكانياته في عام 1975.
أثناء عمله كاتبًا للنصوص فى لندن لعلامات تجارية من بينها Aero (يُنسب إلى رشدي شعار "irresistibubble")، كتب الرواية التي ستعزز مكانته وهى رواية "أطفال منتصف الليل".
لم تفز رواية 1981 بجائزة بوكر في ذلك العام فحسب، بل فازت لاحقًا بجائزة أفضل كتاب في عام 2008 ثم، في عام 1988، صدر الكتاب الذي أجبر المؤلف في النهاية على الاختباء، وهو "آيات شيطانية".
في هذه الأثناء استمر رشدي في الكتابة متخفيًا ونشر العديد من الروايات الأخرى، بالإضافة إلى القصص القصيرة وحتى رواية للأطفال بعنوان هارون وبحر القصص عام 1990.
وفى حين أنه اعتذر عن الإساءة التى سببتها "آيات شيطانية"، إلا أنه تسبب في العديد من أعمال العنف بما في ذلك احتجاج عام 1989 في المركز الثقافي الأمريكي في إسلام أباد، باكستان، حيث فقد ستة أشخاص حياتهم وأصيب أكثر من 100 آخرين.
رواية السكين
