مخاوف دولية من نشوب حرب إقليمية بالمنطقة.. تهديدات إيرانية يقابلها ارتباك إسرائيلي.. نتنياهو يعجز عن توفير الحماية للإسرائيليين للمرة الثانية في غضون شهور.. ومصر قرأت المشهد مبكرا وحذرت من اتساع نطاق الصراع

الأحد، 14 أبريل 2024 01:07 م
مخاوف دولية من نشوب حرب إقليمية بالمنطقة.. تهديدات إيرانية يقابلها ارتباك إسرائيلي.. نتنياهو يعجز عن توفير الحماية للإسرائيليين للمرة الثانية في غضون شهور.. ومصر قرأت المشهد مبكرا وحذرت من اتساع نطاق الصراع الهجوم الإيرانى على إسرائيل
بيشوى رمزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يبدو الهجوم الإيراني على إسرائيل بمثابة نقطة فارقة، في تاريخ الصراع في منطقة الشرق الأوسط، سواء فيما يتعلق بالحالة اللحظية التي يشهدها الإقليم، في ضوء العدوان الإسرائيلي على غزة منذ أكتوبر الماضي، وما نجم عنه من تداعيات، ساهمت في توسيع الدائرة الجغرافية للصراع تدريجيا، والتي انطلقت من القطاع إلى مناطق الجوار في كلا من سوريا ولبنان، ثم دخول الفصائل اليمنية، لتصبح إيران هي الحلقة الأحدث في هذا الإطار، من خلال انغماسها المباشر، لتتحول المعركة من مجرد محاولة لدحر فصائل، هنا أو هناك، إلى مواجهة مباشرة بين قوتين إقليميتين في المنطقة، وهو ما يمثل خطورة كبيرة في ظل احتمالات انزلاقها إلى حرب إقليمية شاملة، وهو الأمر الذي سبق وأن حذرت منه مصر منذ بداية العدوان على غزة.

فعلى الرغم من إعلان إيران، عبر بعثتها في الأمم المتحدة، انتهاء الرد على الهجوم الإسرائيلي على قنصليتها بدمشق، إلا أن المسؤولين الإيرانيين تباروا في إطلاق العديد من التهديدات التي دارت في معظمها حول استعداد طهران القيام بضربات أقوى، حال استهدافها من قبل إسرائيل، وهو ما يعكس خطورة الأوضاع، حال العجز الدولي عن احتوائها.

فمن جانبه، وقال رئيس هيئة الأركان الإيرانية اللواء محمد باقري، إن "هجومنا انتهى ولا نرغب في مواصلته، لكن سنرد بقوة إذا ما استهدفت إسرائيل مصالحنا"، وذلك بعد الهجوم الواسع على إسرائيل، موضحًا أنّه "إذا ردت إسرائيل فإن عمليتنا المقبلة ستكون بالتأكيد أكبر بكثير."

وأضاف: "إذا شاركت واشنطن في أي هجوم ضدنا فإننا سنستهدف قواعدها بالمنطقة ولن تكون بمأمن"، معلنًا أنّ "هجومنا أدى إلى تدمير موقعين عسكريين إسرائيليين مهمين."

ولفت باقري، إلى أنّ "إسرائيل تجاوزت الخطوط الحمراء باستهداف قنصليتنا في سوريا وكان لا بد من الرد عليها."

وعلى الجانب الآخر، تبدو الدولة العبرية في مأزق حقيقي، جراء حلقات متواترة من الفشل، وضعت حكومة بنيامين نتنياهو في حرج كبير، سواء أمام الشعب الإسرائيلي أو المعارضة في الداخل، أو المجتمع الدولي، حيث كان الهجوم الإيراني دليلا آخر على عجز الإدارة الحاكمة في إسرائيل عن توفير الحد الأدنى من الأمان للإسرائيليين، للمرة الثانية فى غضون شهور قليلة، بعدما حدث ذلك من قبل إبان عملية طوفان الأقصى، في السابع من أكتوبر الماضي.

التصريحات الإسرائيلية بدت مرتبكة في أعقاب الهجوم، وهو ما بدا واضحا في تصريحات أطلقها وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، حول قيادة هجوم سياسي على طهران، مع الدعوة إلى تصنيف الحرس الثورى كمنظمة إرهابية، وفرض عقوبات صارمة عليها، بينما أبدى وزيرا الدفاع يوآف جالانت استعداد الجيش لأي سيناريو، في حين تبنى وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير لهجة أكثر عنفا، من خلال الحديث عما أسماه "ردا ساحقا".

بينما يبقى الموقف الأمريكي مهما في استشراف ما سوف تؤول له الأمور في المرحلة المقبلة، حيث نقلت وسائل إعلام عبرية عن مصادر قولهم إن الرئيس جو بايدن حث إسرائيل على عدم الرد على الهجوم، في ضوء مخاوف كبيرة لدى واشنطن جراء رغبة إسرائيل جرها في الصراع الحالى.

ولعل الحديث عما آلت إليه الأمور على المستوى الإقليمي، من خطورة بالغة، يعيد النظر إلى الخطاب الذي تبنته الدولة المصرية، منذ اليوم الأول للعدوان على قطاع غزة، في ضوء العديد من المشاهد، ربما أبرزها محاولات إسرائيل المستميتة لتصفية القضية الفلسطينية، عبر الدعوة إلى تهجير سكان غزة، وفصل القطاع عن الضفة، ناهيك عن رغبتها الملحة إلى إعادة استنساخ الفوضى في المنطقة، عبر توسيع دائرة الصراع إلى مناطق أخرى في الإقليم، وهو ما يعكس قراء مصرية متأنية للمشهد الإقليمي منذ البداية.

الواقع الإقليمي الراهن يبدو محل اهتمام دولي، خاصة وأن الأزمات باتت تحاصر العالم من كافة الاتجاهات، وبالتالي فإن مزيدا من التدهور سيسفر عن تداعيات كبيرة، وهو الأمر الذي دفع مجموعة السبع إلى عقد اجتماع طارئ عبر تقنية الفيديو، لمناقشة المستجدات، بينما عقد مجلس الأمن الدولي جلسة استثنائية بناء على طلب من إسرائيل لنفس الهدف.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة