إيران وإسرائيل تاريخ من الاغتيالات وعمليات للموساد دون رد.. عقود من حروب الظل وسط صمت إيرانى.. طهران استخدمت لسنوات وكلاءها وردت بهجمات سيبرانية.. واستهداف قنصليتها غيّر قواعد الاشتباك وأدى لضرب تل أبيب مباشرة

الأحد، 14 أبريل 2024 10:00 م
إيران وإسرائيل تاريخ من الاغتيالات وعمليات للموساد دون رد.. عقود من حروب الظل وسط صمت إيرانى.. طهران استخدمت لسنوات وكلاءها وردت بهجمات سيبرانية.. واستهداف قنصليتها غيّر قواعد الاشتباك وأدى لضرب تل أبيب مباشرة الهجوم الإيرانى
كتبت: إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قبل نحو 45 عاما، أى فى 1979، ندد الخمينى قائد الثورة الإسلامية فى إيران آنذاك بإسرائيل معتبرا إياها الشيطان الأصغر، ومنذ ذلك الحين كان لدى ثوار طهران ثأر ضد كيان ساند الشاه الهارب، لم يعترف به نظام الجمهورية الاسلامية الوليد، وبدأت عقود العداء بين الطرفين، تخللها مناوشات وتراشق انخرطت إسرائيل ضد إيران سلسلة هجمات على منشآت نووية رأت فيها تهديد لوجودها، نفذت اغتيالات مباشرة لعلماء إيرانيين، جندت جواسيس لها داخل طهران، اغتالت مستشارين عسكريين فى سوريا ولبنان والعراق.

 

استخدمت إسرائيل كل الأساليب والوسائل لعرقلة برامج التسليح الإيرانية وإعاقة تطور طهران لبرامجها الدفاعية، وسط صمت إيرانى -اللهم إلا اطلاق تهديدات وحرب كلامية، ورد إيرانى غير مباشر عبر وكلائها فى المنطقة، واستهداف المصالح الإسرائيلية وحليفتها الولايات المتحدة الأمريكية التى تمنحها كل الدعم فى المواجهة مع طهران تارة، وتارة أخرى بتنفيذ هجمات سيبرانية، أو حتى تفجير منشآت إسرائيلية بعيدة عن تل أبيب.

 

هكذا بقي العداء بين إيران وإسرائيل السنوات الأربعون الماضية يحكمه قواعد اشتباك لم يستطيع احد الطرفين تجاوز خطوطها الحمراء المتجسدة فى الاستهداف المباشر لأراضى الطرف الآخر، وذلك حتى تاريخ مارس 2024، إذ استهدفت إسرائيل قنصلية طهران لدى سوريا، وقتلت ضباط عسكريين إيرانيين بينهم القيادى البارز اللواء محمد رضا زاهدي، فى توقيت بالغ الحساسية بالنسبة لإسرائيل حيث هناك جبهة أخرى فى قطاع غزة، وحرب ضروس يشنها الاحتلال منذ نحو 7 أشهر.

 

عدم ادانة الواقعة الأخيرة -المخالفة للقواعد والمواثيق الدولية-، دوليا من قبل مجلس الأمن والدول الغربية المساندة لإسرائيل أثار حفيظة إيران، ودفع طهران لتغيير قواعد الاشتباك، اذ قامت بأول هجوم فى تاريخها على عمق الأراضى الإسرائيلية ومستهدفة أماكن دقيقة - بحسب بيانات الحرس الثورى الإيرانى- بصواريخ من نوع كروز وطائرات بالستية تحمل رؤوس حربية ووابل من المسيرات، وبعد ساعات أعلنت انتهاء عملية عسكرية محدودة فى تل أبيب وسط رعب إسرائيلى واحتماء مسئوليها فى ملاجئ مضادة للصواريخ.

 

العملية الإيرانية بحسب مراقبين جاءت أيضا ارضاءً لحالة الغضب الإيرانية فى الداخل من إسرائيل وجرائمها فى غزة، وسنوات استهداف الموساد الإسرائيلى لعلماء وعسكريين إيرانيين، وحفاظا لماء وجه طهران، ولعل استهداف القنصلية كانت القشة التى قسمت ظهر البعير، والسنوات الماضية انخرطت إسرائيل فى سلسلة من الهجمات التخريبية، إذ سعت إلى إلحاق الضرر بالمنشآت النووية الإيرانية. كما تم استهداف العلماء النوويين.

 

وكانت آخر العمليات فى يناير الماضى اذ اتهمت إيران إسرائيل بشن غارة جوية على دمشق. سقط على إثرها عدد من كبار الشخصيات العسكرية الإيرانية، بما فى ذلك رئيس المخابرات التابع للحرس الثورى فى سوريا ونائبه، وفقًا لوسائل الإعلام الإيرانية ومسؤول دفاعى إسرائيلى.

 

وكانت أشهر هذه العمليات هى اغتيال محسن فخرى زاده، أكبر عالم نووى إيراني، فى عام 2020، الذى وصف بقلب برنامج إيران النووى كان أيضاً عنصراً رئيسياً فى تصدير إيران للتكنولوجيا النووية، وفى نوفمبر 2010، اغتيل البروفيسور ماجد شهرياري، عضو كلية الهندسة النووية بجامعة بهشتى فى طهران، داخل سيارته وهو فى طريقه إلى العمل.

 

23  يوليو 2011، تم اغتيال داريوش رضائى نجاد، أستاذ الفيزياء يعمل فى منشأة أبحاث للأمن القومي، على يد مسلحين يستقلان دراجة نارية فى طهران، وفى 11 يناير 2012، تم اغتيال مصطفى أحمدى روشان، خريج الهندسة الكيميائية، بعد أن قام شخصان على دراجة نارية بوضع قنبلة على سيارته فى شمال طهران. توفى روشان والسائق، وأصيب شخصان آخران على الأقل فى مكان الحادث.

 

وحددت إيران أحمدى روشان كمشرف فى منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم. وحملت إسرائيل والولايات المتحدة المسؤولية عن الحادث. وزعم نائب محافظ طهران سفر على باراتلو أن "القنبلة كانت مغناطيسية وهى نفسها التى استخدمت سابقاً لاغتيال العلماء".

 

واتهمت إيران نهاية العام الماضى (2 ديسمبر 2023، بقتل شخصية عسكرية رفيعة المستوى هى العميد رضا موسوى فى ضربة صاروخية خارج دمشق، ووُصِف الجنرال موسوي، وهو مستشار كبير للحرس الثوري، بأنه كان مساعداً مقرباً للجنرال سليماني، وقيل إنه ساعد فى الإشراف على شحن الأسلحة إلى حزب الله.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة