سلط مسلسل "الحشاشين" بطولة النجم كريم عبد العزيز، وتأليف عبد الرحيم كمال وإخراج بيتر ميمي، الضوء على واحدة من أكثر الفرق دموية في التاريخ الديني، تلك الفئة التي خرجت عن المجتمع والدين واتخذت من قلعة آلموت قلعة حصينة لها، وبدأوا في بث السموم منها إلى العالم.
على مدار التاريخ الإنسانى، شهد العالم العديد من الجماعات السرية، التى أثارت الفتن، وسار الجدل حول نشأتها وتسببها فى خراب ودمار العديد من الأنظمة حول العالم، ووجهت إليها أصابع الاتهام فى اندلاع الحروب، وسقوط الإمبراطوريات وسفك دماء الأبرياء، والحقيقة أن التاريخ البشري كان مليئا بجماعات الدم والفرق الضالة التي أخذت من الدين ذريعة لعملياتهم الإجرامية، ويبدو أنهم ليسوا مرتبطين بدين معين، لان التطرف والإرهاب ظهر في العديد من الجماعات التي اتخذت الدين لواء لحروبها وجرائمهما، وكانت عملياتهم أشد جرأة واندفاعا وتهور، وعرف عنهم أيضا التشديد في العبادة.
القرامطة
فرقة سميت بهذا الاسم نسبة إلى الدولة القرمطية التى انشقت عن الدولة الفاطمية، وقامت إثر ثورة اجتماعية وأخذت طابعا دينيا، وكان مقر دولتهم بمحافظة الأحساء الحالية فى شرق السعودية.
وبحسب كتاب "تاريخ الدولة الفاطمية" للدكتورة إيناس محمد البهيجى، فإن القرامطة طائفة سياسية دينية عرفت بذلك الاسم نسبة إلى أحد دعاتها: حمدان الأشعث الملقب بـ"قرمط"، وكانوا جزءا من الدولة الفاطمية فى البداية، وأرتبطوا معهم بعلاقات وثيقة بادئ الأمر، لكنها انقلبت إلى دموية لاحقا، ويذكر الكتاب أن القرمطة هم فى الأصل منشقين عن الحركة الإسماعيلية، واعتقدوا بعودة الإمام محمد بن إسماعيل فى صورة المهدى المنتظر، وظنوا بأن الإمام عبيد الله المهدى خدعهم، فأوقفوا الدعوة له، وعارضوا مسألة العصمة، وكان القرامطة يبيحون سفك دماء خصومهم، فأثاروا الرعب والإرهاب فى البصرة والأحواز خلال ثورة الزنج.
الحشاشون
طائفة سرية أسسها الحسن بن الصباح الذي اتخذ من قلعة آلموت في فارس مركزاً لنشر دعوته؛ وترسيخ أركان دولته، انفصلت عن الفاطميين في أواخر القرن الخامس الهجرى لتدعو إلى إمامة نزار المصطفى لدين الله ومن جاء مِن نسله، وهم واحدة من أخطر الحركات السرية فى التاريخ الإسلامى.
وفقًا لكتاب "حركة الحشاشين.. تاريخ وعقائد أخطر فرقة سرية في العالم الإسلامي: أسرار الباطنية والفرق الخفية"، كان على الصباح أن يختار المكان الذي سيلتقي فيه هو وأتباعه والذي ستظهر منه مُعتقدات الحشاشين ونشاطهم الاغتيالي، وقد أسس حسن الصبّاح فرقة مُكونة من أكثر المخلصين للعقيدة الإسماعيلية وسماها "الفدائيون"، ويتم تدريب هذه الفرقة على الأسلحة المعروفة، ولا سيما الخناجر، ويتم تعليمهم الاختفاء والسرية، وأن يقتل الفدائي نفسه في حالة الخطر قبل أن يبوح بكلمة واحدة من أسرارهم.
فرسان المعبد
كان فرسان الهيكل مجموعة كبيرة من المقاتلين المسيحيين المخلصين الذين اشتهروا بمهاراتهم القتالية خلال عصر القرون الوسطى، وكان يطلق عليهم الجنود الفقراء للمسيح ومعبد سليمان، كانوا أحد أقوى التنظيمات العسكرية التي تعتنق الفكر المسيحي الغربي، وأكثرها ثراءً ونفوذًا وأحد أبرز ممثلى الاقتصاد المسيحى، ودام نشاطهم قرابة قرنين من الزمان فى العصور الوسطى، قاتلوا في الحروب الصليبية التي بدأت خلال القرن الحادى عشر وتم تكليفهم لاحقًا بحماية المسافرين الأوروبيين الذين يزورون المواقع فى الأرض المقدسة.
وصفوا بأنهم أقوى جماعة سرية في العصور الوسطى، وهم مجموعة من المحاربين المكرسين لحماية الحجاج المسيحيين في رحلتهم إلى الأراضي المقدسة خلال الحروب الصليبية، وارتبط مصير فرسان الهيكل بشدة بالحملات الصليبية وعندما لحقت الهزيمة بالحملات الصليبية في القدس، خسر التنظيم كثيرا من الدعم وشاعت الأقاويل حول الاجتماعات والاحتفالات السرية التي يعقدونها، الأمر الذي أثار الريبة تجاههم، وتأسّست هذه الجماعة العسكرية في العام 1118 تقريباً، عندما أنشأ هيوغز دي بانز، وهو فارس فرنسي، جماعة الجنود الفقراء من أتباع المسيح وهيكل سليمان، أو ما يُعرف اختصاراً بجماعة فرسان الهيكل.
الصهيونية
منظمة عالمية، بدأت فى أول الأمر من أعضاء سريين أو معروفين أحياناً حسب طبيعة مكان وزمان ومهام العضو، البدايات الحقيقية للفكر الصهيوني كانت في إنجلترا في القرن السابع عشر في بعض الأوساط المسيحية البروتستانتية المتطرفة التي نادت بالعقيدة الاسترجاعية التي تعني ضرورة عودة اليهود إلى فلسطين شرطاً لتحقيق عودة "المسيح".
تأسيست المنظمة كحركة سياسية من قبل الصحفي النمساوي اليهودي ثيودور هرتزل في بازل السويسرية سنة 1897 م, بهدف اقامة دولة يهودية في فلسطين على حساب الشعب العربي الفلسطينى، ونجحت فى الوصول لمخططها عام 1948، بإعلان دولة الكيان الصهيونى "إسرائيل".