تمر اليوم ذكرى ميلاد الفيلسوف الأندلسي الشهير ابن رشد، إذ ولد في 14 أبريل عام 1126، وهو واحد من أشهر الفلاسفة والفقهاء العرب، وهو فيلسوف وطبيب وفقيه وقاضى وفلكى وفيزيائى عربي مسلم أندلسى، نشأ فى أسرة من أكثر الأسر وجاهة فى الأندلس والتى عرفت بالمذهب المالكى، حفظ موطأ مالك، وديوان المتنبى، ودرس الفقه على المذهب المالكى والعقيدة على المذهب الأشعرى.
نشأ ابن رشد فى عائلة مرموقة فى الأندلس، تنتمى للمذهب المالكي، تمكن من حفظ موطأ مالك، وديوان المتنبي، كما درس الفقه والعقيدة في المذهبين المالكي والأشعري عن كثب، وبذلك اعتبر من أكثر فلاسفة الإسلام شهرة، تولى ابن رشد عدة مناسب منها منصب القضاء في إشبيلية في عام 1169م، ثم انتقل إلى قرطبة، وبعد استقالة ابن طفيل تسلم منصبه خلفا له، واتخذه خليفة الموحدين أبو اليعقوب طبيباً خاصاً له في عام 578م، وبحكم قربه من الخليفة تمكن من الطواف في مختلف أصقاع المغرب فزار مراكش وإشبيلية وقرطبة، وتولى عدة مناصب خلال حياه حتى وفاته.
ويذكر الأديب الكبير عباس العقاد في كتابه عن ابن رشد، أن الفيلسوف الأندلسي لم يذكر عنه جالوسه في مجالس اللهو والطرب مما استباحه جملة أبناء عصره، ومنهم طائفة من العلماء والحكماء، بل كان يتعفف عن حضور هذه المجالس، وبلغ من تعففه عما لا يراه خليقًا بعلمه ومكانه من القضاء أنه أحرق شِعْره الذي نظمه في الغزل أيام شبابه، وعلى هذا كان يحفظ الجيد من الشعر ويرويه في مواطن الحكمة وشواهد المثل. وحكى عنه أبو القاسم بن الطيلسان أنه كان يحفظ شعرَيْ حبيب والمتنبي، ويكثِر التمثُّل بهما في مجلسه ويورد ذلك أحسن إيراد.
لكن العقاد عاد وأكد أن ظاهر هذه الأخلاق الطيبة قد تغني المعلم أو الفيلسوف أو القاضي في صناعته، ولكنها لا تغني جليس الملوك في صناعة المنادمة والملازمة، بل لعلها تحرجه عندهم وتعرضه لإعراضهم ومَقْتهم؛ لأن هذا التواضع فيه لم يكن عن ضِعَة ولا عن استكانة، بل كان عن كرم وكرامة وشعور بالمساواة بين الناس في المجاملة وحسن المعاملة، فكان يخاطب الخليفة في مجلسه فيقول له: يا أخي! وكانت أمانة التعبير العلمي أحق عنده بالرعاية من زخرفة القول في ألقاب الملوك والأمراء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة