<< علاقته بسعد زغلول كانت علاقة تلميذ بأستاذ
<< لقاء النقراشي الأول بالنحاس باشا كان خلال داع الأخير عن جدي حلال المحاكمة
<< مشروع تعلية سد أسوان كان سبب انفجار الخلاف بينهما
<< النقراشي كان يرى اتجاه النحاس نحو الديكتاتورية من خلال فرض الزعامة
<< النقراشي كان معتدلا للغاية في خصومته ورفض سخرية ابنته على النحاس
<< جدي كان يرفض اشتراك مصر في حرب فلسطين.. وقدم استقالة للملك قبل أيام قليلة من اغتياله
"ماءُ العيونِ على الشهيدِ ذَارفِ لو أنّ فيضًا من مَعينك كافِي.. إنْ لم يَفِ الدمعُ الهتونُ بسيبهِ فلمن يَفي بعدَ الخليل الوافي؟.. شيئان مَا عِيبَ البكاءُ عليهما فقدُ الشباب، وفُرقَةُ الأُلّافِ.. أغْرَقْتُ همي بالدموعِ فخانني وطفَا، فويلي من غريقٍ طَافِي!".. كانت هذه إحدى أبيات الشاعر على الجارم يرثي فيها اغتيال محمود فهمى النقراشي باشا، وكانا زملاء في بعثة بإنجلترا عام ١٩٠٨، وكان استشهاده بمثابة انكشاف حقيقة الإخوان واتجاهها للعنف، بدأ حياته مناضلا ضد الاستعمار الإنجليزي، وانتهت حياته في سبيل كشف إرهاب تنظيم الإخوان بعدما أقدم على حل الجماعة.
السياسي البارز الذي بدأ حياته في التنظيم السرى لثورة 1919، وكان أحد أبرز قيادات الثورة، تعلم من أستاذه "سعد زغلول" كما أطلق عليه طرق النضال ضد الاستعمار والسبيل نحو التحرر ضد الإنجليز، دفع ثمن ذلك غاليا سواء من اضطهاد الإنجليز له ثم الحكم عليه بالإعدام، ثم السجن، اختلف كثيرا مع مصطفى النحاس ومكرم عبيد، ثم تولى رئاسة الحكومة في وقت صعب للغاية بعد اغتيال أحمد ماهر باشا، ليلحق بسابقه بعدما كشف عنف الإخوان.
كان لنا حوار مع حفيدته الدكتورة هدى أباظة، أستاذة الأدب الفرنسي بجامعة عين شمس، والتي كشفت لنا الكثير من جوانب حياة النقراشي باشا السياسية، منذ شبابه وحتى اغتياله، وكيف تأثر بسعد زغلول؟ وكيف تعرف على مصطفى باشا النحاس؟ وأسباب انضمامه للتنظيمات السرية منذ صغره، بجانب أسباب خلافاته المتكررة مع مصطفى النحاس، ثم موقفه الرافض لدخول مصر في حرب فلسطين وتغير موقفه عبدها والكثير من القضايا والموضوعات في الحوار التالي..
كيف كانت حياة النقراشي باشا منذ صغره وشبابه؟
هناك نقاط كثيرة في حياة النقراشي لا نعلمها شبابه ونشأته، ولكن رسالة دكتوراة للدكتور السيد عبد الرازق يوسف عبد الله أكدت أن النقراشي حصل على الشهادة الابتدائية عام 1903 في مدرسة جمعية العروة الوثقى بقسم الجمرك، وكان الأول على أرقانه في لجنة الإسكندرية، وفي عام 1906 حصل على الشهادة الثانوية في مدرسة رأس التين الثانوية وكان أول الناجحين في مدرسته بلجنة الإسكندرية، هذه هي السنة التي شغل فيها سعد زغلول وزارة المعارف عام 1906 بعد واقعة دنشواي الشهيرة، سعد زغلول حمل حقيبة وزارة المعارف حتى 1910 كان فيها النقراشي في المدرسة .
الدكتورة هدى أباظة
هل هذه الفترة كانت بداية تعرف النقراشي على سعد زغلول؟
خلال تلك الفترة تولى سعد زغلول وزارة المعارف، وكان يحرص على تنظيم المرور على المدارس لاختيار التلاميذ النجيبة وكان يذهب بنفسه أو يرسل بمندوب من وزارة المعارف للقاء التلاميذ، أعتقد أنه خلال هذه الفترة اختار النقراشي وكان في وقتها النقراشي في مدرسة المعلمين العليا، ورشحه ربما لبعثة في نوتنجهام لدراسة العلوم في جامعة نوتنجهام بإنجلترا، حيث يقول النقراشي في مذكراته إنه تعرف على سعد زغلول من خلال زيارة للمدرسة.
وماذا قال النقراشي عن سعد زغلول خلال فترة شبابه؟
أكد إعجابه الشديد بشخصيته ، حيث جاءت له الفرصة أن يرى سعد زغلول عن قرب، وكان طالبا نجيبا واستفاد من رعاية الدولة متمثلة في سعد زغلول وهو ما فتح عينيه على الحركة الوطنية التي تجسدت في هذه الفترة اللاحقة في سعد زغلول .
هل كان تعارف النقراشي وهو طالب على سعد زغلول بداية اتجاه للعمل الوطني؟
نعم.. هذا هو الطريق الذي ولج به عالم السياسة، بل إن النقراشي تحدث عن علاقته بسعد زغلول قائلا إنها علاقة الابن بالأب والتلميذ بالأستاذ وهذا يدل على مشاعر المحبة والإعجاب وأن سعد زغلول كان قدوته.
هل كانت الصداقة تغلب على العلاقة بين النقراشي وسعد زغلول؟
لم تكن علاقة صداقة، لأن هناك فارق سن كبير وفارق في المركز الاجتماعي لكل منهما، كان أحدهما مستشار ووزير المعارف ورمزا من رموز العمل الوطنى، والأخر ما زال شابا صغيرا، فعلاقة الصداقة ليست واردة بل هي علاقة بنوة وتلميذ بأستاذه.
النقراشي
كيف جاء انضمامه لجمعية التضامن الأخوى والتي نفذ مؤسسها إبراهيم الورداني عملية اغتيال بطرس غالى؟
جمعية التضامن الأخوى ليس لدى أي فكرة عنها ولا اعتقد أن النقراشي كان ضالعا في مقتل بطرس غالى، وليس لدى فكرة عن علاقة النقراشي بهذا الحادث.
هل كان يشعر النقراشي دائما أنه مضطهد في بلده بسبب الإنجليز؟
أنا لست موافقة على مصطلح الاضطهاد، ولكن هو بالطبع كان شخصا غير مرغوب به في المناصب الرسمية.
هل تعد فترة الحكم عليه بالإعدام ثم اعتقاله هي أصعب الفترات على النقراشي باشا؟
من وجهة نظرى اعتقد أن هذه الفترة فترة ترابط كبير بين شباب منخرط في الحركات السرية، وفوران كبير للوطنية والتآلف بين الصفوف التى انخرطت في الحركة الوطنية ضد الاحتلال، وبالتالي اعتقد أن هذه الفترة ليست الأصعب في حياة النقراشي بل أعتقد أن الفترة الأصعب في حياة النقراشي العامين أو الأعوام الثلاثة التى مرت بعد اغتيال أحمد ماهر.
لماذا؟
لأن الأعوام الأخيرة كانت شديدة الوطأة على النقراشي لعدة أسباب، حيث إن سنة 1947 كان وباء الكوليرا الذي تفشى في مصر ومقاومته تستلزم جهود كبيرة جدا ، ووالدتى تتذكر الفترة التى كان يعود فيها النقراشي للمنزل بعد أن يكون قد تفقد الأماكن لضمان سلامة الإجراءات المتخذة لمحاربة وباء الكوليرا وكان يدخل في حجرة خاصة يغير فيها ملابسه ويغسل يديه بشكل دقيق جدا حتى يطمئن أنه لن ينقل هذا الوباء للأسرة، وكذلك كان في عام 1947 و1948 سلسلة من الاضطرابات فجرتها قطاعات عريضة من الشعب منهم المدرسين والمهندسين والعمال النسيج والممرضين وعمال السكة الحديد، حينها رأى ضباط البوليس أن الفرصة أصبحت سانحة لرفع مطالبهم للحكومة .
ماذا كانت أبرز تلك المطالب؟
تمثلت المطالب في زيادة المرتبات وتعديل كادر البوليس ومساواة العسكريين برجال الجيش والإداريين برجال القضاء، ووقتها بادر النقراشي بتشكيل لجنة من كبار القيادات المسئولة بوزارة الداخلية وكان في الفترة وزيرا للداخلية بجانب رئاسته لمجلس الوزراء لدراسة هذه المطالبة وبحث تطبيق ما هو قابل للتنفيذ.
هل نفذ مطالبهم؟
رجال البوليس لم يتريثوا ورفعوا مطالبهم للملك مذيلة بتهديد بالقيام بعمل جماعى ولم يحددوا ما هيته، وذلك في 15 أكتوبر 1947 وكانوا حريصين على الإعلان بالولاء للملك حتى لا يتهموا بالعصيان، وكان رد النقراشي حينها رادعا وحاسما كعادته وأعاد حركة التنقلات لرجال البوليس كما فعل في أول عهده بوزارته الثانية، كنتيجة للصدام الذي وقع بين الطلاب ورجال البوليس في واقعة كوبرى عباس، وأحال النقراشي عدد من ضباط البوليس إلى الاستيداع.
هل عالجت تلك الإجراءات الأزمة حينها؟
هذه الإجراءات كانت علاجا مؤقتا لم يشف غليل رجال البوليس، لذلك قاموا بعد 6 أشهر وبالتحديد في 5 أبريل، بإضراب شامل عن العمل في القاهرة والإسكندرية والأقاليم فاضطر للنقراشي بإعطاء أوامر لرجال الجيش بالنزول للشارع لحفظ الأمن، لأنه من غير المعقول أن تظل الشوارع غير مؤمنة، كان هناك قطاعات عريضة تموج بالاضطرابات والشارع يموج باضطرابات عديدة واعتراضات من فئات عريضة من الشعب المصري لذلك كانت هذه هي الفترة الأصعب في حياة النقراشي.
هل هناك أسباب أخرى صعبت من مهمة النقراشي باشا خلال رئاسته الأخيرة لمجلس الوزراء؟
نعم.. كانت هذه الفترة تشهد نشاطا للإخوان المسلمين، وظهر للنقراشي نشاطهم المريب، قبل وأثناء حرب فلسطين، حيث تم وضع نقابل في بعض دور السينما زي سينما مترو وتم الاعتداء على متاجر يملكها يهود مصريين، إلى جانب اغتيال الخازندار ثم أحمد ماهر، رغم أن الشاب عيسوى الذي اغتال أحمد ماهر كان عضوا بالحزب الوطني، وتم الكشف بعد ذلك أنه أحد خلايا الإخوان المسلمين التى كانت تدسها في أحزاب أخرى كشكل من أشكال التمويه حتى تخترق هذه الأحزاب، فهذه كانت أصعب فترة في حياة النقراشي .
هل كان النقراشي باشا مع أم ضد عمليات الاغتيال ضد السياسيين في تلك الفترة؟
سؤال له شقين، في أول حياته هناك واقعة أعرفها، ولكن لا أملك الرد بشكل حاسم على هذا السؤال، ولكن ما أعرفه أن صداقته لجدي لأبي إبراهيم الدسوقى باشا أباظة، جاءت نتيجة انضمامهما للحركة السرية لثورة 1919 وكان وفقا لرواية جدى لأبى الذي لم أراه لأنه توفى قبل والدي ولكن نقل والدى قوله، بإن الصداقة استمرت بين جدي إبراهيم الدسوقى باشا وبين جدي النقراشي ولم يفترقا سوى في وجبة الإفطار، حيث كانا متلازمان والسبب في الفرقة بينهما هو اتجاه النقراشي وتشيعه لسعد زغلول كاملا بينما جدي إبراهيم الدسوقى انخرط في حزب الأحرار الدستوريين والخلاف بين الحزبين حزب الوفد الذي كان يترأسه سعد زغلول وحزب الأحرار الدستوريين معروف ، بل إن كتاب سعديون أم عدليون الذي كتبه الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات يدرس فيه هذه الخصومة بين الحزبين الكبيرين، فكل منهما اتجه لحزب، وجدي لأبى وفقا لراويته التى نقلها لى أبي كان رافضا لفكرة اغتيال المصريين المؤيدين أو أصدقاء الإنجليز، بينما على ما يبدو جدي النقراشي قد استمر فترة ثورة 1919 لم يعترض على ما يبدو للحركة السرية اغتيال الساسة المصريين المتهمين بالممالئة الإنجليز.
النقراشي باشا
ماذا كان موقفه من اغتيال أمين عثمان؟
وقت اغتيال أمين عثمان كان النقراشي رجل دولة وكان مدركا لخطورة هذا الاغتيال رغم ما أشيع عن أمين عثمان لجملته الشهيرة إن العلاقة بين بريطانيا ومصر أشبه بالزواج الكاثوليكى ولكن لا اعتقد أنه كان مؤيدا لاغتيال أمين عثمان.
كيف كان ينظر النقراشي باشا لمظاهرات الشباب التي كانت ترج في عهده رغم أنه كان أحد أبرز من يدعون للمظاهرات في عشرينيات القرن الماضي؟
ليس هناك ما يدل على موقفه بشكل محدد غير أنه بعد حادثة كوبرى عباس كان تم إنذار الطلبة بعدم الخروج من الجامعة لأن المظاهرات كانت ممنوعة لأن مصر كانت تحت الأحكام العرفية في هذا الوقت، ولم يستجيب الطلبة، ووقف البوليس على الجانب الأخر من الكوبري، والواقعة معروفة الطلاب استفزوا رجال البوليس وانهالوا عليهم بالطوب فانهال عليهم رجال البوليس بقسوة شديدة بالهراوات التى كانت في أيديهم.
وماذا قال عن الطلاب الذين تظاهروا في كوبرى عباس؟
موقفه من الطلاب ظهر في مجلس النواب حينها بعد الاستجواب في مجلس النواب عقب حادثة كوبرى عباس التى كان فيها عدد من جرحى ولم يقتل أحد من الطلاب، إلا طالب واحد سقط تحت عجلات سيارة في الحرم الجامعي، كانت حادثة لا علاقة لها بالمظاهرات ولكن تصادق أنها كانت في نفس يوم المظاهرات، النقراشي كان رده للهجوم الذي وجه له لماذا نعتبر الطلاب ابنائنا ولا نعتبر الكمسارية والمارة والسابلة ابنائنا أيضا، ورجال البوليس، كان موقفه حاسم من الطلبة الذين خرجوا في مظاهرات رغم أن القانون كان يمنع المظاهرات كان موقف واحد ورد على أن الطلاب ابنائنا بأن السابلة والمارة والكمسرية مسئول عن امنهم مثلهم مثل الطلبة بضبط.
كيف كانت علاقة النقراشي باشا بمصطفى النحاس خاصة أن النقراشي باشا أحد أهم أعضاء حزب الوفد منذ تأسيسه؟
علاقة النقراشي بالنحاس، لا أعرف البدايات ولا أعرف كيف كانت البدايات، لكن يبدو أن النحاس يكبر النقراشي بحوالي 11 سنة، ولكن انضويا تحت لواء حزب الوفد، خاصة مصطفى النحاس لأن النقراشي منذ شبابه كان في الحركة السرية لثورة 1919، وكان الرأي يتجه إلى عدم الانضمام رسميا في الوفد حتى يظل دوره محصورا في تنظيم حركة الطلاب في إطار مقاومة الإنجليز.
كيف جاء اللقاء الأول بين مصطفى النحاس والنقراشي؟
أول حلقة تظهر في العلاقة بين مصطفى النحاس والنقراشي، عندما ألقى القبض على النقراشي وأحمد ماهر إثر اغتيال السيردار لي ستاك، وكان مصطفى النحاس محاميه ودافع عنه ومن ضمن الأوراق الموجودة لدى النقراشي خطاب من النحاس موجه لعائلته يطمئنهم على حالة النقراشي ويدعوهم للقاء به يوم المحاكمة ولكن على الرغم من ذلك العلاقة بين النقراشي والنحاس تدهورت كثيرا ودخلت في طور جديد.
لماذا تدهورت تلك العلاقة؟
عندما انضم مكرم عبيد للوفد، وأصبح النحاس يرد إليه بكل القرارات المهمة واستبعد النقراشي وأحمد ماهر من اتخاذ القرار وهما كان يران أنهما كانا سابقين على مكرم عبيد في الوفد وكانا معترضان على أن يختص مكرم عبيد دون الآخرين بقرارات زعيم الوفد على اعتبار أن هذه القرارات ليست شخصية ولكن قرارات تخص السياسة والأمة بصفة عامة.
ما الذي فجر الخلاف بين مصطفى النحاس ومكرم عبيد من جهة والنقراشي من جهة أخرى؟
ما فجر هذا الصراع عندما أصبح أولا النقراشي وزيرا في وزارة النحاس، ثم استبعده النحاس في التشكيل الثاني لوزارته لكن أهم محطة من محطات هذا الصدام كانت مشروع تعلية سد أسوان، وكان الاعتراض الأساسي والخلاف الأساسي بين النقراشي ومعه وزير الحقانية أمام النحاس ومكرم عبيد اللذان كانا يريدان إعطاء مشروع تعلمية سد أسوان لشركة بريطانية دون مناقصة، بينما كان يرى النقراشي أن هذا الموضوع يمس نزاهة الحكم وقد يثير ارتياب خصوم الحزب عندما يرون أن هذا المشروع لن يتم عرضه للمناقصة ولكن تم إسناده لشركة بريطانية حدث سجال كبير بين وزير الحقانية من ناحية ومكرم عبيد من ناحية أخرى حول هذا الموضوع.
مصطفى النحاس باشا
هل هناك مواقف أخرى صعدت من الخلافات؟
نعم.. هناك سبب أخر للصدام وهي فكرة الزعامة المقدسة، حيث رأى النقراشي من وجهة نظره أن النحاس بدأ يتجه اتجاها ديكتاتوريا من خلال فرض الزعامة وهناك سبب أخر لهذا الخلاف وهي محاولة اتفاقية 1936 التي كان خلالها النقراشي في وفد المفاوضة التي انتهت إلى اتفاقية 1936 ولكن الخلاف كانت النظرة بشأن هذه الاتفاقية حيث كان يرى النحاس أنها اتفاقية الشرف والاستقلال بينما كان يرى النقراشي أنها محطة يجب أن يعقبها محطات أخرى ولم تحقق لمصر الاستقلال المنشود وكان هذا سببا خلافا بين الطرفين.
كيف كان يدير النقراشي خلافاته مع النحاس باشا؟
النقراشي كان معتدلا للغاية في خصومته ولم يتطرف أبدا ولذلك أن والدتى قصت علي هذه القصة أنها عندما كانت صغيرة وهمت واستشعرت الخصومة بين ابيها والنحاس، همت بالسخرية بشكل أو بأخر من النحاس، وكان ما كان من نقاش مع النقراشي الذي طلب منها ألا تخوض في هذا الموضوع وأن هذا مما لا يليق، وهناك حادثة أخرى أنه في بعض المحادثات للنحاس التليفونية وكان تليفون النحاس تحت المراقبة ويبدو أن الملك حينها كان يريد التشهير بالنحاس والنقراشي رفض تماما هذا الموضوع وأن يتم الخوض في حياة الساسة الخاصة والشخصية بهذا الشكل، واعترض قرار الملك في النشر أو التعريض بأحد رجال السياسة المصريين وهذا يدل على موقف النقراشي من النحاس.
مصطفى النحاس
هل اعترض النقراشي باشا على التقارب بين قيادات بالوفد والإنجليز؟
الطامة الكبرى عندما قبل الوفد تشكيل حكومة بعد حادثة فبراير 1942 عندما حاصرت قوات بريطانية القصر الملكى وخير السفير البريطاني في مصر الملك بين أن يوافق على الفور على تشكيل حكومة وفدية أو الرفض الذي يعقبه عزله من العرش، وفي هذا الوقت جمع الملك كبار الشخصيات العامة والساسة واستشارهم في الأمر وأكد لهم أن النقطة الجوهرية في هذا القرار المصيرى ليست العرش أو شخصه ولكن المصلحة الوطنية وطالب سائر السياسة حينها مصطفى النحاس بتشكيل حكومة وطنية تتشكل من أطياف مختلفة من الساسة حتى لا يقال أنه تم الانصياع لمطالب الإنجليز وتدخلهم في الشأن المصرى بهذا الشكل السافر إلا أن النحاس رفضا رفض باتا، وقال إنه خاض تجربة الحكومة الائتلافية والقومية وكانت تجربة كتب عليها الفشل ولذلك رفض وتم اتهماه بعد ذلك أن حكومته جاءت بأسنة رماح الإنجليز وهذه النقطة الجوهرية .
هل ترين أن مصطفى النحاس كان حليفا للإنجليز؟
لا نستطيع أن نقول أن النحاس كان حليفا للإنجليز فهو أحد الساسة المصريين الوطنيين وقد يكون هناك خلافات بين الساسة واختلاف في التوجهات، وقد تتبع السياسة في علاقتها بالإنجليز والقوى الغاشمة البريطانية تأخذ انحناءات مختلفة في أوقات مختلفة ولكن لا يمكن اتهام مصطفى النحاس بالعامة لأن هذا شطط كبير، أحد الباحثين الهامين الدكتور عبد الوهاب بكر أعدت رسالة عن الجيش المصرى وأن النقراشي كان يهتم اهتماما كبيرا بالجيش المصرى بسبب سياسى وليس فقط عسكرى وخلال المفاوضات كان يؤكد الإنجليز أن الجيش المصرى أصبح قادرا على حماية أراضيه وحماية الممر الدولي لقناة السويس ، وكان ساعيا بقوة لرفع كفاءة الجيش المصرى وإنهاء البعثة العسكرية البريطانية ، كما بدأ يجرى اتصالات لعمل مصنع للذخائر للجيش المصرى بينما لم تشهد حكومة النحاس هذا السعي الدؤوب لرفع كفاءة الجيش المصري.
هل النقراشي باشا لم يكن يريد إشراك الجيش في حرب 48 والملك فاروق هو من ضغط عليه؟
القضية الفلسطينية وحرب فلسطين كان لها تداعياتها المباشرة على الإخوان من حيث تدريبهم وتسليحهم، ففي كتاب "وقدساه" للصحفيان فرنسي وانجليزي سجلاه فيه حرب فلسطين ومواقف الدول العربية المختلفة، أكدا أن النقراشي كان الوحيد من بين زعماء الدول السبعة التي كانت تتشكل منها آنذاك جامعة الدول العربية ظل موقفه واحدا لا يتزعزع، حيث ظل رافضا للحرب في الوقت الذي بلغت فيها الحماسة مداها وتصاعدت طبول الحرب في جو مشحون بالعاطفة والمزايدة .
لماذا كان يرفض النقراشي مشاركة مصر في حرب فلسطين؟
لأن النقراشي كان يرى أن مصر ما زالت تعاني من تجربة وجود قوات بريطانية على أراضيها، ولم يكن يريد أن يخوض تجربة الحرب مع العصابات الصهيونية مع وجود قوات بريطانية على الأرض المصرية لأن الأولوية عنده كانت القضية المصرية واستقلال مصر، وكان لا يريد أن يكشف حال الجيش المصري أمام الرأي العام خاصة أمام المفاوض البريطاني العتيت الذي كان مصرا على عدم منح مصر استقلالها، وموقف النقراشي كان موقفا قوميا مقابل الموقف العروبي المتمثل في شخصية قيادية مثل عبد الرحمن عزام الذي كان متحمسا للغاية للدخول في حرب فلسطين، وكان أمين عام جامعة الدول العربية في ذلك الوقت وكان مثل الاتجاه العروبي لمصر، لكن يحسب للنقراشي على التيار القومى لمصري الذي كان يؤثر المصلحة المصرية أولا
هل اتخذت الحكومة المصرية برئاسته حينها موقفا إزاء تطورات الأوضاع في فلسطين؟
بالفعل.. موقفه من رفض مشاركة مصر في حرب فلسطين لم يمنع أن الحكومة المصرية تتخذ التدابير الضرورية اللازمة إزاء الأزمة التي كانت تتفاقم يوميا بعد يوم فقبل اتخاذ قرار التقسيم الذي كان يبدو أنه وشيكا تم إنشاء قيادة عسكرية في العريش ألحقت بها كتيبة من المشاه معززة بمدافع الهاون وذلك منعا لوصول اضطرابات من فلسطين إلى حدود القطر المصري، كما شهدت الفترة ما قبل قرار التقسيم وقبل دخول الجيوش العربية فلسطين، نشاطا دبلوماسيا رفيع المستوى وكان هناك تحركات وجهود تبذل والحكومة المصرية لم تكن بمعزل عن هذه الأحداث الجسيمة، وعندما أبحت الحرب وشيكة قررت الحكومة المصرية حينها إنشاء معسكر للتدريب في الهايكستب وسمحت لبعض الضباط أن يستقيلوا ويتطوعوا كما ورد في بيان رئيس الوزراء لمجلس النواب في 12 مايو 1948، وإعادة المطوعين إلى وظائفهم بعد انتهاء مهامهم القتالية، كان هناك تهريبا للأسلحة في فلسطين عبر الصحراء وهذا كان لا يمكن أن يتم دون أن تغض الحكومة المصرية البصر عن هذا النشاط، وكن هناك تواطئ من جانب الحكومة المصرية حينها مع تهريب الأسلحة لفلسطين، لكن المهم الموقف الرسمي لمصر هو عدم دخول الحرب.
وما هو موقف النقراشي بشأن تهجير الفلسطينيين خلال تلك الفترة؟
قبل قرار التقسيم في أبريل 1947 تلقى النقراشي عرضا من الحكومة الأمريكية والدبلوماسيين الأمريكيين وشخصيات أمريكية رفيعة المستوى في ابريل من ذات السنة بإمكانية قيام الولايات المتحدة الأمريكية بالمساعدة في تهجير عرب فلسطين بعد إقامة نظام على دجلة والفرات يحول أراضي أراضي كثيرة لأراضي صالحة للاستغلال ويمكن تسكين الفلسطينيين فيها، والعرض رفضه النقراشي رفضا باتا والتي رأها مخلة بالمواثيق الدولية والأعراف والأخلاقيات ولكن ظل قرارا حاسما وثابتا بالنسبة لحرب فلسطين ورفضه مشاركة مصر فيها.
لماذا تغير موقف النقراشي باشا بعد قرار الملك فاروق بمشاركة مصر في حرب فلسطين؟
تغير موقف النقراشي بين عشية وضحاها وذلك لعدة أسباب، على رأسها قرار سحب القوات البريطانية من فلسطين في 5 مايو 1948 ، نه إذا ظلت القوات البريطانية في فلسطين ودخلت مصر الحرب يعني أن مصر ستدخل في مواجهة مع دولة تربطها معها اتفاقية 1936 وفيها اتفاقية دفع مشترك والتي لا تسمح بخوض حرب مع الإنجليز، فدافع الإنجليز بسحب قواتهم من فلسطين كان قرار خبيث لأنهم أرادوا أن يطلقوا العنان للعصابات الصهيونية التي تم تدريبها خلال الحرب العالمية الثانية لأنهم شاركوا في تلك الحرب مع الإنجليز وتم تدريبهم وتسليحهم، وكان النقراشي لا يجهل كل المعلومات التي ليست في صالح مصر ، حينها الملك فاروق قرر بشكل مفاجئ ودون استشارة رئيس وزرائه بإرسال القوات المصرية إلى فلسطين ، وهذا أوجد مواجهة بين النقراشي والملك فاروق وذهب النقراشي للملك وكانت استقالته في جيبه وكان رد الملك فاروق أنك تطعن الجيش من الخلف وقد تحرك الجيش فما كان من النقراشي إلا أنه طوى الاستقالة في جيبه وفضل الصمت، واضطر أن يواجه مجلس النواب م مجلس الشيوخ لتبرير تغير موقفه وللتأكيد على أن الجيش المصرى جاهز للتحرك .
كيف أثر تغير موقف النقراشي بشأن حرب فلسطين على مستقبله السياسي؟
كان هذا انتحارا سياسيا للنقراشي ، هذا المناضل الذي خاض النضال ضد المحتل منذ نعومة أظافره، حيث لا يمكن أن نتهم هذا الرجل بالجبن أو التراجع لكن كانت دائما المصلحة الوطنية صوب عينيه وهذه المصلحة الوطنية تشمل أيضا أن يتحمل الطعنة التي تلقاها بقرار تحرك الجيش المصرى دون علمه ودون إخطاره ، وهذه الطعنة فضل الصمت عليها مقدما المصلحة الوطنية حتى لا يظهر الحكومة المصرية بمظهر الشقاق والاختلاف، بينما الجيوش المصرية تتحرك بالفعل، وعثرنا على استقالة النقراشي التي تقدم بها بالفعل في ديسمبر 1948 قبل أيام قليلة من اغتياله حيث كان قد رفع خطاب الاستقالة إلى الملك، حيث لم يصمت على قرار الملك المنفرد بدخول الحرب من أجل مصلحته الشخصية إطلاقا بل من أجل المصلحة الوطنية، والدليل على ذلك أنه بعدها بحوالي 6 أشهر كان تقدم باستقالته للديوان الملكى ولكن لم يتم تفعيل هذه الاستقالة نتيجة ظروف اغتيال النقراشي على يد الإخوان المسلمين.
حدثينا عن علاقة الإخوان بالنقراشي؟
لم يكن بين النقراشي وجماعة الإخوان أي ود، فهو ينتمى لثورة 1919 والتي كانت ثورة ليبرالية تعمل على التقريب بين عنصري الأمة، فطبيعي ألا يكون ميالا لمثل هذه الحركات الدينية خاصة أنها حركات دينية تستخدم الدين ستارا لأغراض سياسي، ويقدر عدد الإخوان عام 1948 عندما تم حل الجماعة كان حوالى 500 ألف ويصلون إلى مليون لو أضفنا عليهم المتعاطفين وهذا تقدير تقريبي.
لكن البعض يرى أن علاقة النقراشي بالإخوان كانت متأرجحة .. كيف ذلك؟
علاقة النقراشي بجماعة الإخوان ظهرت بشكل متأرجح بمعنى أنهم ساهموا في إسقاط وزارة النقراشي الأولى لأنهم ساهموا مع أحزاب أخرى منها الوفد ومصر الفتاة في تأجيج المظاهرات التي خرجت من جامعة فؤاد الأول في ذلك الوقت وكان لهم دور كبير ومن ناحية أخرى كان لهم موقف مؤيد للغاية للنقراشي عندما قام بتدويل المسألة المصرية في الأمم المتحدة إلى حد أنهم أرسلوا أحد الشبان من الإخوان المسلمين يدعى مصطفى مؤمن سافر إلى نيويورك فور انعقاد الجلسة الأولى لمجلس الأمن للنظر في القضية المصرية وأصر على دخول القاعة التي يلقي فيها النقراشي بيانه وعلى الرغم من صدور الأوامر بخروجه من القاعة فقد شرع في إلقاء بيان واضطر لاستكماله خارج القاعة عندما تم إخراجه بالقوة ، ومصطفى مؤمن هو نفس الشباب الذي شارك في أحداث كوبرى عباس متظاهرا، ثم توجه للسفارة المصرية لأنه لم يكن معه ما يسمح له بالعودة لمصر وقامت السفارة المصرية بتمويل عودته لمصر وهو ما عرض السفارة للتأنيب من جانب النقراشي لأنه لم يكن مشجعا لمثل هذه الحركات المسرحية
ماذا حدث بعد ذلك؟
بعد ذلك نصل لمحطة حرب فلسطين، حيث كان كما ذكرنا النقراشي معارضا لدخول الجيش المصرى حرب فلسطين إلا أن الحكومة شجعت قيام معسكرات تدريب تطوعية، حيث كان يسمح للضباط بالالتحاق بهذه المعسكرات مع وعد من الحكومة بالعودة إلى الجيش بعد هذه الحرب ولكن أولا يستقيلوا من الجيش قبل انضمامهم للمعسكرات التطوعية.
هل استغلت الإخوان معسكرات التدريب؟
الإخوان كانوا يريدون أن يكون لهم معسكر خاص بهم للتدريب وهو ما رفضه النقراشي ولكن اضطر على مضض أن يلتحقوا بمعسكرات التدريب التطوعية، ولا شك أن ذهابهم إلى فلسطين وجمعهم الأسلحة من الصحراء الغربية أكسبتهم قوة على قوة إلى جانب تنظيمهم بجانب قوة تدريبية واصبحوا قوة تنظيمية، كما حسن البنا كان له علاقة بعدد من الأحزاب السياسية فكان له علاقة بفترة من الفترات بالأحرار الدستوريين وكلك كان مؤيدا في فترة من الفترات من النحاس باشا قبل أن يتحول الأمر إلى عكسه كما تحالفوا مع حكومة على ماهر كان لهم تحالفات كثيرا وفقا لمصالحهم.
ما الذي شجع النقراشي على تحجيم نشاط الإخوان؟
الذي شجع النقراشي على اتخاذ خطوة نحو تحجيم نشاط الإخوان هو أعمال العنف التي بدأت بالتزامن مع انسحاب الإنجليز من المدن الكبرى حيث قاموا بإلقاء قنابل على سيارات الإنجليز وعلى معسكراتهم كما ألقيت عبوة ناسفة على فندق الملك جورج بالإسماعيلية يوم الاحتفال بعيد الميلاد ، وحمل الإنجليز حكومة النقراشي مسئولية الإخلال بالأمن، ومسئولية القبض على الجناة وعقب دخول الجيش حرب فلسطين في عام 1948 نسفت بعض في حارة اليهود بالقاهرة وهذا وفقا لكلام الإخوان كان ردا على مذبحة دير ياسين
هل كان اغتيال الإخوان للمستشار الخازندار هي القشة التي قسمت ظهر البعير ودفعت النقراشي لحل الجماعة؟
الأمر وصل إلى ذروته بعد مقتل أحمد ماهر ، وفي الحقيقة أحمد ماهر قتل على يد أحد الشباب المنتسبين للحزب الوطني ولكن كشفت التحقيقات بعد ذلك أنه أحد الخلايا النائمة لجماعة الإخوان التي كانت تتغلغل في الأحزاب الأخرى حتى تراقب هذ الأحزاب وتنتشر بشكل كبير، وبعد مقتل أحمد ماهر تم اعتقال حسن البنا وعدد من قيادات الإخوان منهم أحمد سكرى وعبد الحكيم عابدين زوج اخت حسن البنا، وبسبب عدم اكتمال الأدلة تم الإفراج عنهم مرة أخرى، أعقب ذلك اغتيال الخازندار القاضي الذي أصدر حكما لا يروق لهم، على أحد أعضاء الإخوان الذين اعتدوا على ضباط إنجليز في أحد النوادي الخاصة بهم ثم قتل سليم زكي حكمدار القاهرة.
كيف ساهمت قضية "سيارة الجيب" على اتخاذ قرار حل الجماعة؟
الأحداث وصلت لذروتها بعد القبض على السيارة الجيب وكانت أوراق محملة بأوراق ومستندات هامة تخص الإخوان وعندما استشعروا الخطر واستشعروا أن حكومة النقراشي وضعتهم تحت المراقبة الشديدة فكانوا يريدون الانتفال من مقر لمقر أخر عبر سيارة جيب محملة بالأقفاص بدون ألواح معدنية ويتضمن مستندات وأوراق تخصهم إلا أن البوليس الذي كان يراقب مقرات الإخوان أوقف هذه السيارة وهو ما مثل ضربة كبرى للإخوان لأنها كشفت الكثير من الأسرار عنهم وتم اعتقال حسن البنا لأن أحد الأوراق التي كانت موجودة بالسيارة كانت تدينه ثم الإفراج عنه بسبب قلة الأدلة، لكن حسن البنا بدأ يستشعر الخطر وفي 5 ديسمبر رفع خطابا للملك يستعديه على النقراشي مادحا نزاهة النقراشي ولكنه أضاف بأن النقراشي ليس الرجل المناسب في هذه الأوقاف العصيبة، وملقيا ببعض الظلال على بعض قرارات النقراشي.
كيف كانت تفاصيل اغتيال النقراشي؟
بعدها 3 أيام وكان قد حول الملك هذا الخطاب لوزارة الداخلية التي كان يترأسها النقراشي، وفي 8 ديسمبر عندما ضافت الحلقة على حسن البنا فذهب بنفسه لديوان وزارة الداخلية وقابل وكيل الوزارة عبد الرحمن عمار وحاول استعطاف النقراشي ومدح أخلاق النقراشي ووعد بأن ينسحب من الساحة السياسة تماما ولن هذا لم يمنع النقراشي بأن يصدر قرارا بحل جماعة الإخوان في نفس اليوم وحينها حاصر البوليس المركز العام للإخوان وتم القبض على كل من كان موجودا به فيما عدا المرشد العام ثم بعدها بـ20 يوما تم اغتيال النقراشي بوزارة الداخلية، وقام بهذه العملية الشباب كان طالبا بكلية الطب البيطرى وارتدى زي الضباط وأصاب النقراشي برصاصتين بالظهر، هذا الشباب كان والده موظفا بوزارة الداخلية وتم إلقاء القبض على هذا الشباب من قبل إلا أن النقراشي حينها أفرج عن عدد كبير من الطلبة وقال إنه لا يحب التوسع في القبض على عدد كبير من الطلبة أبنائي.