كشفت صحيفة ديلى ميل البريطانية، إنه يمكن للمصاصة أن تساعد في اكتشاف العلامات المبكرة لسرطان الفم، ويأمل العلماء أن يؤدي ذلك إلى تسريع عمليات التشخيص التي تؤثر على 9000 شخص سنويًا.
وقالت الصحيفة، إنه يمكن للمصاصة التي تمتص البروتينات المرتبطة بالورم من اللعاب أن تقلل الوقت الذي يستغرقه تشخيص سرطان الفم، فعندما يتم امتصاص الحلوى بنكهة الفاكهة، والتي يطورها العلماء في جامعة برمنجهام بالمملكة المتحدة، لبضع دقائق فقط، فإن البروتينات - التي تطلقها خلايا سرطان الفم أثناء نموها وانتشارها - تصبح "عالقة" في غلافها الهلام ، يتم بعد ذلك تفجير الجل بالأشعة فوق البنفسجية (التي تتحلل إلى سائل )، لتحرير حمولته، مما يسمح للأطباء بتحديد ما إذا كان هناك ورم في دقائق.
ويأمل الباحثون أن تعمل المصاصة على تسريع تشخيص سرطانات الفم، أو حتى يمكن استخدامها لفحص الأورام لدى الأشخاص الأكثر عرضة للخطر، مثل الأشخاص الذين يدخنون أو يشربون كميات كبيرة من الكحول .
وأضافت الصحيفة، إنه يتم تشخيص إصابة ما يقرب من 9000 شخص سنويًا في بريطانيا بسرطان الفم، والذي يشمل سرطانات اللسان واللثة واللوزتين والشفاه وسقف وأرضية الفم، حيث يسبب حوالي 3000 حالة وفاة سنويًا، أي أكثر من سرطان عنق الرحم وسرطان الخصية مجتمعين.
ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن أكثر من نصف الحالات يتم اكتشافها فقط بمجرد انتشار الورم إلى أجزاء أخرى من الرقبة والرأس، حيث نادرًا ما تكون هناك أي أعراض واضحة، مضيفة، إن 50% فقط من الحالات التي تم تشخيصها في مرحلة متأخرة تبقى على قيد الحياة لأكثر من 5 سنوات؛ ويصل هذا الرقم إلى 90 % إذا تم اكتشاف الأورام في وقت مبكر، كانت هناك زيادة بنسبة 46 % في وفيات سرطان الفم خلال العقد الماضي، ويرجع ذلك جزئيا إلى عدم قدرة العديد من المرضى على الوصول إلى طبيب الأسنان لإجراء فحوصات روتينية، حسبما تقول مؤسسة سرطان الفم.
إحدى الطرق الرئيسية لاكتشاف سرطان الفم...
يتم اختبار نمو الورم باستخدام خزعة، قد يستغرق الأمر ما يصل إلى 6 أسابيع للحصول على النتائج ولا يمكن تنفيذ هذا الإجراء إلا في المستشفى، حيث يمكن للمصاصة أن تجعل التشخيص أبسط وأسرع، وطوّر فريق برمنجهام مادة هلامية مصنوعة من الماء والبوليمر، وهي مادة لينة تتكون من جزيئات كيميائية كبيرة نسبيا، عندما يمتص المريض المصاصة، فإن البروتينات - بما في ذلك تلك المرتبطة بالسرطان - في لعابه تنحصر بين الجزيئات الأكبر.
وقالت الصحيفة، إن أحد البروتينات الرئيسية المستهدفة هو إنترلوكين 6، الذي ينتجه الجهاز المناعي بشكل طبيعي استجابة للعدوى أو الالتهاب، ولكن يتم إنتاجه أيضًا بشكل زائد عن طريق الخلايا السرطانية أثناء تكاثرها، وقد حددت العديد من الدراسات وجوده في اللعاب كعلامة إنذار مبكر لسرطان الفم.
سيعطي اختبار المصاصة نتيجة فورية ويمكن بعد ذلك إحالة المريض لإجراء اختبارات متخصصة أو خزعة.
ومن المقرر أن يقضي الباحثون في برمنجهام السنوات الثلاث المقبلة في إتقان اختبار المصاصة، الذي تم تصميمه ليتم استخدامه بشكل روتيني من قبل الأطباء العامين وأطباء الأسنان.
وقال الدكتور نايجل كارتر، الرئيس التنفيذي لمؤسسة صحة الفم، "إنه في الوقت الحالي، قد يكون من الصعب جدًا علاج سرطان الفم ويكون تشخيصه سيئًا - ويرجع ذلك جزئيًا إلى معدلات تشخيصه المتأخرة"، "إن إجراء اختبار سريع مثل هذا يمكن أن يكون وسيلة ممتازة للحصول على التشخيص في المراحل المبكرة."
وفي الوقت نفسه، فإن تناول الريسفيراترول بانتظام، وهو مركب موجود في الفاكهة الحمراء مثل العنب والطماطم والفراولة، يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بسرطان الفم بنحو 15 %، حسبما ذكرت مجلة BMC Oral Health