دائما ما يستخدم لفظ الروم والرومان على الدولة التى كانت تحكم روما القديمة، وهو ما يسبب بعض الخلط بين السلالتين، ورغم أن السلالتين تنتميان إلى حدود الإمبراطورية الرومانية القديمة والتي تمثلها الجمهورية الإيطالية حاليا، لكن هناك اختلافا بين الروم والرومان، وذلك بناء على التقسيم الذى حدث للإمبراطورية وحولها لجزء شرقي وآخر غربي.
وبحسب كتاب "تاريخ التمدن الإسلامي" للكاتب جرجي زيدان، فإن رومية (روما) تأسست سنة 753 قبل الميلاد وقامت معها الدولة الرومانية، وظلت رومية كرسي تلك الدولة عشرة قرون ونصف قرن، وقد فتحت العالم المعمور يومئذ كله، وفي مايو سنة 330 أصبح انقسام الدولة الرومانية إلى قسمين شرقي وغربي، حقيقةً واقعة بعد أن كان مجرد تقسيم إداري منذ سنة 295 ميلادية، وذلك بعدما اتفق قسطنطين مع زميله ليسينيوس على اقتسام الدولة، وتولى هو القسم الشرقي واتخذ بيزانطيوم عاصمة له، وسماها القسطنطينية، هيأ لها كل مقومات العواصم الرومانية، حتى لقد نقل إليها أعدادًا من سكان روما وأعضاء مجلس الشيوخ.
وبعد وفاته سنة 337م اختلف أولاده الثلاثة، ثم انفرد بالأمر أحدهم وهو قسطنطيوس، لكنه لم يستطع الاستمرار، وصار الأمر إلى واحد منهم توفي سنة 360م، فخلفه يوليان ثم جوفيان سنة 264م، ثم توفي هذا بعد بضعة أشهر، فانتخب الرومان إمبراطورًا اسمه فالنتيان، وبعد قليل نصب فالنتيان أخاه فالنس إمبراطورًا على رومية، وتم انفصال المملكة الرومانية على أثر ذلك إلى مملكتين إحداهما شرقية عاصمتها القسطنطينية والأخرى غربية عاصمتها رومية، وكانت الأولى أسعد حظًّا وأطول عمرًا فأصبحت القسطنطينية مبعث العلم ومركز السلطنة ومرجع الدين للجزء الشرقي من الدولة الرومانية القديمة.
وعلى ذلك التقسيم أصبح الروم هم لقب أهل الدولة البيزنطية وهم من الأرثوذكس وموقعهم القسم الشرقي الإمبراطورية الرومانية القديمة بعد الانقسام وكانت القسطنطينية عاصمتها، بينما ظل الرومان لقب القسم الغربي وعاصمته روما والتي تم تسميتها بالإمبراطورية الرومانية المقدسة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة