منذ غرق سفينة تيتانيك فى 14 أبريل 1912، ومرور 112 عاما على الحادث المأساوى للرحلة المنكوبة، إلا أن السؤال الأكثر تكرارًا الذي يتم طرحته هو لماذا استمرت الفرقة الموسيقية المكونة من ثمانية أفراد في العزف على سطح السفينة أثناء غرقها في المحيط؟ فهل طلب منهم قائدهم ذلك؟ أسئلة كثيرة مازالت تتردد حتى هذه اللحظة، وهناك بعض الإجابات جاءت في تقرير نشرته "فوكس نيوز" .
أكد التقرير أن الفرقة الموسيقية لم يكونوا موظفين في شركة وايت ستار لاين، المالكة للسفينة، لقد تم توظيفهم من قبل وكالة موسيقى في ليفربول مقابل أجر،
وأوضح التقرير، بما أنهم لم يكونوا من موظفي السفينة، كان لديهم نفس الحقوق التي يتمتع بها أي راكب في مغادرة السفينة بواسطة قوارب النجاة المتوفرة.
وأشار التقرير إلى أن الفرقة اتخذت القرار الشجاع بالعزف بسبب الشخصية الأخلاقية لقائدها عازف الكمان والاس هارتلي، كان هذا الموسيقي، الذي سبق له العزف على كل من سفينة موريتانيا ولوسيتانيا، من بلدة كولن الصغيرة في لانكشاير، إنجلترا، ونشأ في الكنيسة الميثودية، كان والده قائد الجوقة هناك وكان مسؤولاً عن تقديم ترنيمة "أقرب يا إلهي إليك" للمصلين.
وأكد التقرير، أن هارتلي شخصًا صاحب مبادئ عالية ومسيحيًا متدينًا. كان قد خطب مؤخرًا فتاة مسيحية شابة تدعى ماريا روبنسون، وكانا يخططان للزواج بعد أن أكمل بضع رحلات على متن سفينة تيتانيك.
ووفقا للتقرير، فهناك تعليقان مثيران للاهتمام أدلى بهما لزملائه، وألقوا بعض الضوء على سبب تصرفه بهذه الطريقة الأول ذكره موسيقي من سلتيك يُدعى جون كار والذي عمل مع هارتلي.
قال كار: "أعلم أنه كثيرًا ما قال إن الموسيقى سلاح أكبر لوقف الفوضى من أي شيء آخر على وجه الأرض، لقد كان يعرف قيمة السلاح الذي كان بحوزته، وأعتقد أنه أثبت وجهة نظره".
والثاني قيل لإلواند مودي، وهو موسيقي فى موريتانيا، الذي خدم تحت قيادة هارتلي وقال لصحيفة بريطانية: "أتذكر أنني سألته ذات يوم عما سيفعله إذا كان على متن سفينة تغرق، فأجاب: "لا أعتقد أنني سأفعل أفضل من عزف أغنية "يا الله عوننا في العصور الماضية" أو "أقرب يا إلهي إليك"، كان يعتقد أن الموسيقى يمكن أن تمنع الذعر وتخلق الهدوء، لقد اختار أيضًا مقطوعته الموسيقية الأخيرة.