نستعرض خلال سلسلة حلقات حكاوى المحاكم، أشهر المحاكم داخل جمهورية مصر العربية، والتي لها تاريخ عتيق، وشهدت العديد من الأحداث السياسية والقضائية في تاريخ مصر الحديث، ومن أبرزها محكمة سراى الحقانية بالإسكندرية.
على الطراز الإيطالى، وتحت إشراف المهندس لازروف، شيدت محكمة استئناف الإسكندرية والمعروفة "بسراى الحقانية" أقدم وأعرق محكمة بمصر، فقد تم بناؤها عام 1869 وتم الانتهاء من بنائها وافتتاحها عام 1875، وعقدت أول محاكمة بها عام 1876.
مقامة على مساحة 3 آلاف متر مربع، وتتكون من أربعة طوابق، الأول يوجد به نيابة الأحوال الشخصية والولاية على النفس والمجلس الحسبى، والدور الأرضى به قاعات لجلسات الاستئناف العالى وتجارى وعمال ومدنى، ومكان مخصص لحفظ القضايا.
أهدى الخديوي إسماعيل فى افتتاح المحكمة لوحة مميزة بإطار ذهبى تقدر بملايين الدولارات فى الوقت الحالى وهى للفنان النمساوى تروجييه بول.
شهدت محكمة سراى الحقانية أشهر المحاكمات في القرن الماضى، حيث صدر فيها الحكم بالإعدام على أول امرأتان تنفذ فيهن حكم الإعدام في تاريخ مصر، ريا وسكينة السفاحتان اللتان قتلتا عدد كبير من النساء بمشاركة أزواجهن.
كما شهدت المحكمة صدور عدة أحكام قضائية ضد سفاح كرموز الذى لم تكن تظهر على ملامح وجهه علامات الإجرام، فقد كان وسيماً، استغل جماله في جذب السيدات إليه قبل قتلهن، حيث نجح "سفاح كرموز" في ارتكاب 19 جريمة، حيث أصدرت المحكمة أول حكم لها بالأشغال المؤبدة مرتين بعد ذلك صدر حكمان بالإعدام، وتم إعدام السفاح الساعة 8 صباح يوم 25 فبراير سنة 1953.
كما شهدت المحكمة وقوف قامات فى مهنة المحاماة، مثل إسماعيل سرى باشا أول نائب عام مصرى، وقاسم أمين وعبد العزيز فهمى أول رئيس لمحكمة النقض، والشيخ محمد عبده.
كما كانت شاهدا على حادث إطلاق النار على الرئيس الراحل جمال عبدالناصر فى ميدان المنشية المقابل لمحكمة الحقانية، وهو المكان الذى اختاره الرئيس الراحل لكى يلقى فيه كلمته ويخاطب جماهير الشعب المصرى نظرا لأهميته التاريخية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة