رأت صحيفة لوفيجارو الفرنسية، أن الهجوم الإيرانى ضد إسرائيل أسهم فى المزيد من تعقيد المعادلة للرئيس الأمريكى جو بايدن فى منطقة الشرق الأوسط، فبعد أن منح إسرائيل مساندة غير مشروطة، نجده يطالبها الآن بعدم الرد على الهجوم مبررا ذلك بعدم رغبة الولايات المتحدة فى تصعيد الموقف.
وأشار الكاتب أدريان جولم فى مقاله بالصحيفة، إلى أنه خلال الهجوم الذى شنته حماس أو الحرب الانتقامية التي شنتها اسرائيل في غزة، فإن بايدن يجد نفسه يعاني من عواقب سلوك الأخرين، فاقدا القدرة أو الرغبة على التأثير على مجريات الأمور.
وأوضح جولم أن المساعدة العسكرية التي حصلت عليها إسرائيل من الولايات المتحدة وحلفائها عشية يوم 13 أبريل كانت مهمة، حيث استطاعات الدفاعات الإسرائيلية المضادة للطائرات أن تحول دون وقوع خسائر بين صفوف المدنيين ومنع بداية صراع عام باعتراضها ما يقرب من أكثر من 300 مسيرة وصاروخ إيرانى.
وأكدت لوفيجارو أن الهجوم الإيراني ساهم في إعادة زمام المبادرة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث تراجعت الضغوط المتزايدة داخليا وخارجيا خلال الأسابيع الأخيرة عليه، بعد أن ساهمت المحصلة المروعة للضحايا المدنيين في الحرب التي شنتها إسرائيل ضد حماس إلى عزلتها عن الساحة الدولية.
وأشار كاتب المقال إلى أن الهجوم الإيراني جعل مسألة أمن إسرائيل مقدمة على الاعتبارات الإنسانية، فنتنياهو، الذى جعل منذ سنوات التهديد الإيراني محور سياسته، وجد نفسه مجددا في موضع صانع القرار، حيث صرح قائلا، أريد أن أكون واضحا، سنأخذ قراراتنا الخاصة بنا بأنفسنا، دولة اسرائيل ستفعل كل ماهو ضرورى للدفاع عن نفسها.
ومن جانبه، قال بريان فينوكين، المحلل في مجموعة الأزمات الدولية، مرة أخرى، أصبحت إسرائيل هي المسيطرة، ويعود هذا إلى حد كبير إلى أن الولايات المتحدة رفضت استخدام نفوذها لكبح جماح الإسرائيليين، أو منعهم من التحرك أو الانخراط في سلوك متهور أو مزعزع للاستقرار، لذلك اختارت الولايات المتحدة أن تضع نفسها تحت رحمة القرارات التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية.
واختتمت الصحيفة مقالها بالإشارة إلى أنه بخلاف منطقة الشرق الأوسط، التى لاتزال أصداء صدمة 7 أكتوبر 2023 تزعزع استقرار المنطقة، فإن خصوم الولايات المتحدة يختبرون عزمها في كل مكان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة