شنت إسرائيل، فجر الجمعة، هجوما جويا على الأراضي الإيرانية، حيث استهداف صواريخ إسرائيلية وطائرات مسيرة، موقعا في أصفهان وسط إيران، بالتزامن مع سماع دوى انفجارات فى كل من سوريا والعراق.
تأتي التوترات العسكرية بين البلدين، على خلفية استهداف الاحتلال الإسرائيلي القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق، في اليوم الأول من شهر أبريل الجاري، وردت طهران بقصف مواقع عسكرية في الأراضي المحتلة بالصواريخ والمسيرات الحربية، فلا شك أن الرد الإسرائيلي على إيران، كان متوقعا لأن كافة التصريحات الإسرائيلية والأمريكية أكدت أن الرد قادم لا محالة، والتقديرات الأمريكية قبل 48 ساعة من الرد الإسرائيلي كانت تتحدث عن "رد محدود" يحفظ لإسرائيل أيضا "ماء الوجه" ويعيد لها توازن الردع مع إيران وفي المنطقة، وفي نفس الوقت عدم الدخول في تصعيد غير محسوب.
الواضح من الرد الإسرائيلي على إيران هو التشابه في الضربات التي نفذتها طهران على تل أبيب، حيث أنه شمل أراضي الداخل الإيراني وأهم المدن هناك وهي "أصفهان" بالإضافة إلي ضرب بعض الأهداف والأصول العسكرية في سوريا أو ما يعرف بضرب أحد الوكلاء، الأمر الذي يعطي رسالة مباشرة من تل أبيب إلى طهران بالقدر على الرد على أكثر من جبهة وامتلاكها بنك أهداف واسع مؤثر على إيران ووكلائها في المنطقة.
التقارير الإعلامية الإيرانية والإسرائيلية، تشير إلى أن الضربات الإسرائيلية قريبة من القواعد الجوية الإيرانية وهي قاعدة هشتم شكاري مثلما فعلت إيران عندما استهدفت مواقع بالقرب من قاعدة نفاتيم العسكرية الإسرائيلية في النقب، فلا شك أن هناك ضوء أخضر أمريكي لمثل هذه العملية العسكرية الإسرائيلية، ومن المتوقع عدم ادانتها كما فعلت وأدانت إيران، ويؤكد ذلك التقارير الإعلامية الأمريكية التي نقلت عن مسئولين عسكريين أمريكيين بعلم واشنطن بالضربة، وأن تل أبيب نسقت وتشاورت مع الإدارة الأمريكية مع التأكيد أن "واشنطن" لم تشارك فيها.
ولا شك أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعد أكثر الأطراف الذى يجني ثمار هذا التوتر، حيث بدأ يستعيد وضعيته الداخلية نسبيا كما أن التوتر مع إيران يمنحه الفرصة من أجل الإعداد لعملية رفح البرية التي هي أيضا مسألة وقت بالنسبة له، والتي ساهم التصعيد الإيراني الإسرائيلي في تخفيض حدة الرفض الأمريكي والغربي لها.
على الجانب الأخر ومن المتوقع أن يحرص المرشد العام للثورة الإيرانية "علي خامنئي"، على استمرار تعبئة الشارع الإيراني والتأكيد على أن إيران لن تقف موقف المتفرج وسوف تقوم بالرد في الوقت الذى تراه مناسبا، أو يقلل من الضربة الإسرائيلية ويتبنى نفس النهج الإسرائيلي بعد ضربات 13 أبريل ويصف الضربات الإسرائيلية بـ "الفاشلة"، الأمر الذي يجعل المنطقة تستمر فى المرور بهذه المرحلة من التوتر لفترة قادمة قد تستمر عدة أشهر بكل تداعياتها وعلينا أن نبنى حساباتنا علي هذا الأساس.
وسائل إعلام إسرائيلية، تحدثت عن وقوع انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية العسكرية، مع العلم أن العديد من المواقع النووية الإيرانية تقع في محافظة أصفهان، بما في ذلك مفاعل نطنز.
وقالت مصادر أمنية وحكومية إسرائيلية لصحيفة "جيروزاليم بوست" إن إسرائيل شنت الهجوم على إيران، الجمعة، لكنها لن تعلن مسؤوليتها عنه "لأسباب استراتيجية".
ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن المسؤولين الذين لم تكشف عن هوياتهم القول "إسرائيل ردت على من هاجمها".
على الجانب الإيراني، صرح مصدر مطلع لوكالة "مهر" بإن صوت الانفجار الذي سمع في أصفهان سببه تدمير ثلاثة مسيرات صغيرة بواسطة تفعيل منظومة الدفاع الجوي.
وقال المصدر: "شوهدت ثلاثة مسيرات صغيرة في سماء أصفهان وحول منطقة زردانجان حوالي الساعة الرابعة صباحاً، وأضاف: "بعد مشاهدة هذه الطائرات الصغيرة أسقط الدفاع الجوي هذه المسيرات في السماء".
وتابع المصدر: "لا توجد معلومات عن هذه المسيرات حتى الآن ونبحث عن حطامها"، مؤكدا أنه لم تقع أي حادثة في القاعدة العسكرية الثامنة في أصفهان.
من جانبه قال محلل إيراني للتلفزيون الرسمي الجمعة، إن الطائرات المسيرة الصغيرة التي أسقطتها الدفاعات الجوية في أصفهان أطلقها "متسللون من داخل إيران"، وذلك بعد أن قالت مصادر إن إسرائيل شنت هجوما على الأراضي الإيرانية.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية إن وزارة الخارجية طلبت من سفاراتها حول العالم الامتناع عن الإدلاء بتصريحات بشأن الهجوم في إيران.
بدورها قالت وكالة "إرنا"، إن التحقيقات الميدانية أظهرت فى مدينة أصفهان أن المنشآت المهمة فى هذه المحافظة، وخاصة المنشآت النووية، تتمتع بأمن تام ولم يتم الإبلاغ عن أي حوادث فيها.