"جبل المدورة" بوابة الصحراء الأفريقية الكبرى بمحافظة الفيوم.. عمره يزيد عن 45 مليون سنة ويمثل أهم مناطق الجذب السياحى بالمحافظة.. والمنطقة تستهوى مصورى الطبيعة والحفريات البحرية أبرز معالمها

الجمعة، 19 أبريل 2024 06:00 ص
"جبل المدورة" بوابة الصحراء الأفريقية الكبرى بمحافظة الفيوم.. عمره يزيد عن 45 مليون سنة ويمثل أهم مناطق الجذب السياحى بالمحافظة.. والمنطقة تستهوى مصورى الطبيعة والحفريات البحرية أبرز معالمها جبل المدورة
الفيوم رباب الجالي

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

" جبل المدورة " هو منطقة تقع في محمية وادي الريان، بمحافظة الفيوم، يطل بشموخ علي البحيرة السفلى بإرتفاع يصل الي 120 متر ، ويقصده آلاف الزائرين سنويا، كما تحول الي موقع لتصوير العديد من والمسلسلات والأفلام، ويعتبر من أهم المناطق السياحية وأهم مناطق الجذب السياحي بالمحافظة.

يقول الدكتور عمرو هيبة الخبير البيئي، ان الجبل  كان جزءً حيوياً من بحر التيثي القديم ويعود عمر جبل المدورة إلى قبل 45 مليون سنة تقريبا، ويتميز بوجود جبل بين النهدين الذي يعتبر من أهم أماكن الجذب السياحي في مصر، حيث أعلنت منطقة وادى الريان بمحافظة الفيوم محمية طبيعية بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 943 لسنة 1989 والمعدل بالقرار رقم 2954 لسنة 1997 بمساحه إجمالية 1759 كم2 فى الجزء الجنوبى الغربى من الفيوم وهو منخفض عميق من الحجر الجيرى الإيوسينى.

ولفت هيبة الي أن الصخور الجيرية بجبل المدورة تحتوي على حفريات متنوعة أخرى لكائنات بحرية من عصر الإيوسين المتوسط (45 مليون سنة) ، أي فترة ما قبل العصر الايوسيني، وشكل جبل المدورة والمنطقة المحيطة به نتيجة لعوامل التآكل التي ساهمت مع الكثبان الرملية في إزالة تكوين السطح وبقايا الحيوانات التي كانت مترسبة فوقه.

ولفت الدكتور عمرو هيبة الي أنه ينتشر في المنطقة المحيطة بجبل المدورة ما يعرف بـ " قروش الملاك "، والتي تشبه في شكلها العملات المتحجرة والذي اسميها ( البيتكوين المصرية) وهي مفتاحاً لإنعاش الاقتصاد السياحي المصري ، وخيال واسع المدي لسرد الحكايات المشوقة التي تستقطب عشاق الطبيعة والعلم من شتي بقاع الارض.

وأشار هيبة الي ان سطح المنطقة يتميز بصدع كاسر للأشعة كجزء من بحيرة واسعة تكونت " في نهاية العصر الجليدي، حيث بدأت البحيرة بالجفاف تدريجياً"، وعند زيارة منطقة جبل المدورة، يمكن ملاحظة الطبيعة الخلابة بألوانها الزاهية. أما خلال ساعات الليل، فتتوفر فرصة الاستمتاع بمراقبة النجوم والمجرة، حيث لا وجود للتلوث الضوئي، ويعد هذا المنظر فريدًا من نوعه بالنسبة لمصوري الطبيعة ، كما أن له قيمة إقتصادية من حيث التجربة السياحية البيئية التي يمكن تقديمها إلى السياح البيئيين.

ولفت هيبة الي ان الفيوم تعد من المحافظات ذات الطبيعة الفريدة ، فهي أكبر واحة طبيعية في مصر تقع في الصحراء علي بعد 103كم جنوب غرب القاهرة ، فهي إقليم جغرافي متميز، ففيه نجد أنماط الحياة البدوية والحضرية،  وتجمع الفيوم ما بين صحراء واسعة وبحيرة واسعة الأرجاء هي بحيرة قارون مساحتها 235 كم2 تقريباً وهي منخفض على نحو عميق في الهضبة الجيرية للصحراء الغربية، ويبلغ إجمالي مساحة المنطقة المحيطة بها نحو 4500 كم2 منها 1500 كم2 أراضي زراعية التي تشكل 30% من المساحة الكلية للمحافظة وتغطي البحيرات والقنوات 6% من تلك المساحة وأما الباقي ممثلاً في 64 % فهي مناطق صحراوية، ويرجع التكوين الجيولوجي لمنخفض الفيوم إلي عصر الأيوسين المتوسط (45 مليون سنة) حيث كان المنخفض عبارة عن هضبة مرتفعة لعصر الأيوسين المتوسط ونتيجة لعوامل التعرية وفترات النحر المتلاحقة تكون هذا المنخفض الذي يقع  في منطقة الحجر الجيري والأحجار الطبيعية الجيرية ويبلغ مساحته 12 ألف كم2.

وأكد هيبة ان جبل المدورة يعكس خطة عمل محمية وادي الريان لبرنامج السياحة البيئية وإدارة الزوار حيث الأولويات والأهداف الإستراتيجة لتنمية محمية وادي الريان بوصفها منطقة جذب للسياحة البيئية بصفة عامة، وتعد هذه الخطة آداة تمكن إدارة المحمية والُسلطات المحلية والإقليمية من مراقبة وضمان تحقيق الأولويات الإستراتيجية في مجال السياحة البيئية، الأمر الذي يتطلب العمل المشترك مع جميع الجهات المعنية مثل المنظمات الحكومية وغير الحكومية ورجال الأعمال والمجتمعات المحلية.

وجبل المدورة يقع في أنشطة السياحة البيئية لمحمية وادي الريان ، يشمل هذا النطاق حول البحيرات ومنطقة الشلال ومنطقة الرويان وهذه المناطق ذات حساسية بيئية متوسطة وهى عبارة عن مناطق كثبان رملية وأراضى منبسطة ومناظر جمالية ، و تصل منطقة الشلالات بين البحيرتين العليا والسفلي حيث يبلغ فرق المنسوب حوالى 20م وتتميز بكثافة الأسماك.

وتبلغ مساحة البحيرة العليا حوالى 55 كم2 ونسبة الملوحة بها حوالى 1,5 جم/ لتر وأقصى عمق لها حوالى 22 م ومنسوب سطح المياه - 5م.

وأكد الدكتور عمرو هيبه أنه يوجد في أسفل جبل المدورة شاطئ بطول نحو 500 متر ، يمتاز بأنه مظلل بظل الجبل وهو من المناظر الطبيعية البديعة للغاية في البحيرة ، حيث تقع هذه المنطقة بالقرب من البحيرة السفلى و التي تبلغ مساحتها حوالى 58 كم2 ونسبة الملوحة بها حوالى  2,8 جم/ لتر وأقصى عمق لها حوالى 34 م، وهي في غاية الجمال وقد أصبحت منطقة جبل بين النهدين قبلة للمخرجين والفنانيين لتصوير بعض المسلسلات التليفزيونية وأفلام السينما.

ويشبه منخفض الفيوم من نواحٍ متعددة المنخفضات الأخرى الواقعة في الجزء الشمالي للصحراء الغربية المصرية، إذ تقع جميعًا تحت مستوى سطح البحر وغالبًا ما تميل هذه المنخفضات إلى الشمال، كما أن المنخفضات غالبًا ما تحيط بها المنحدرات والهضبات، إلا أن منخفض الفيوم يتمتع بشخصية مزدوجة وذلك لأن لديها صفات صحراء لا منفذ لها إلى البحر من ناحية وصفات وادي النيل والدلتا من ناحية أخرى ، إذ تتصل الفيوم بنهر النيل من خلال بحر يوسف، الذي يدخل هذا المنخفض من الشرق عبر قناطر اللاهون.

ويعتبر جبل المدورة من التلال المنعزلة المقابلة للبحيرات ويشبه كثيرا قارة جهنم التي تعتبر دعامة بارزة في الطريق إلى وادي الحيتان داخل محمية وادي الريان ايضاً، ويضاف إلى ذلك أكمات نحتتها الرياح الرملية وتساقط الأمطار بالفيوم مثل جبل الأخوات الثلاث.

وتعتبر جميع هذه المناظر الطبيعية والمنحوتة ملامح فريدة من نوعها بالنسبة لمصوري الطبيعة، كما أنها تزيد من قيمة التجربة السياحية البيئية التي يمكن توفيرها للسياح المعنيين بالبيئة.

جبل المدورة (1)
جبل المدورة (1)

 

جبل المدورة (2)
جبل المدورة (2)

 

 

جبل المدورة (3)
جبل المدورة (3)

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة