توالت ردود الأفعال الدولية على ورود تقارير عن ضربة إسرائيلية على مدينة أصفهان الإيرانية فجر اليوم الجمعة، التي جاءت ردا على هجمات مماثلة بمئات الصواريخ والمسيرات الإيرانية على إسرائيل، السبت الماضي.
على الفور، أعربت جمهورية مصر العربية فى بيان صادر عن وزارة الخارجية اليوم الجمعة، عن قلقها البالغ تجاه استمرار التصعيد المتبادل بين إسرائيل وإيران، وذلك علي اثر ما تردد عن توجيه ضربات صاروخية ومسيرات ضد مواقع في ايران وسوريا.
وطالبت مصر الطرفين بممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والامتثال الكامل لقواعد القانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة، محذرةً من عواقب اتساع رقعة الصراع وعدم الاستقرار فى المنطقة، وآثارها الخطيرة علي أمن وسلامة شعوبها.
وأكدت مصر على أنها سوف تستمر فى تكثيف اتصالاتها مع جميع الأطراف المعنية والمؤثرة من أجل احتواء التوتر والتصعيد الجارى.
من جانبه قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن الوقت قد حان لوقف ما وصفها بدوامة الانتقام الخطيرة في الشرق الأوسط.
وذكر المتحدث باسم الأمين العام، في بيان، أن جوتيريش يدين أي عمل انتقامي، ويناشد المجتمع الدولي العمل على منع أي تطور يفضي إلى عواقب مدمرة في المنطقة وخارجها.
وعن رد فعل الولايات المتحدة الأمريكية، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن الولايات المتحدة لم تشارك في أي عملية هجومية ضد إيران.
جاء ذلك رداً على سؤال خلال مؤتمر صحفي، عقب اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في إيطاليا، بشأن ما إذا كانت إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بالهجوم على إيران.
أما في بريطانيا، قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إن أي تصعيد كبير ليس في مصلحة أحد، مضيفاً أن "ما نريد رؤيته هو أن يسود الهدوء كل أنحاء المنطقة"، وذلك عقب تقارير الهجوم الإسرائيلي على إيران.
وأضاف سوناك، عقب خطاب ألقاه في وسط لندن: "إنه وضع متطور، لن يكون من المناسب لي التكهن حتى تصبح الحقائق أكثر وضوحاً، ونعكف على التحقق من التفاصيل مع الحلفاء".
بدوره دعا المستشار الألماني أولاف شولتز إلى وقف التصعيد في أعقاب غارة على مدينة أصفهان الإيرانية، وقال إن برلين ستعمل مع شركائها في هذا الصدد.
وذكر شولتز للصحفيين: "يظل وقف التصعيد الأولوية في المستقبل القريب. وسنتحدث أيضاً عن هذا الأمر مع جميع أصدقائنا وحلفائنا، وسنعمل معهم في هذا الاتجاه".
أما في بروكسل، أكد الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اليوم، أهمية العمل على وقف الحرب في غزة وتجنب امتدادها في المنطقة.. وقال بوريل - فى تدوينة عبر حسابه الرسمي على منصة "أكس" - "لقد اختتمنا اجتماع مجموعة السبع وسط تقارير عن ضربات في الشرق الأوسط".
وأضاف أن مجموعة السبع تدعو - مرة أخرى - جميع الأطراف الفاعلة إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، "وعلينا أن نوقف الحرب في غزة وأن نتجنب امتدادها إلى بقية المنطقة".
فيما أكدت وزيرة خارجية بلجيكا حاجة لحبيب أن بلادها تتابع عن كثب الوضع في إيران.. ووصفت لحبيب - في تدوينة على "أكس" اليوم - التطورات الأخيرة بأنها "مثيرة للقلق للغاية".
وأضافت وزيرة خارجية بلجيكا - التي تتولى بلادها الرئاسة الدورية الحالية للاتحاد الأوروبي - "نحن على اتصال مع الشركاء للعمل على وقف التصعيد".
ومن روما، دعا وزراء خارجية مجموعة السبع اليوم، إسرائيل وإيران إلى وقف تصعيد الأعمال العدائية في الشرق الأوسط بعد "الضربات الانتقامية" الإسرائيلية في وسط إيران، حسبما قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني.
وقال تاجاني - في بيان باسم المجموعة - "الهدف السياسي لمجموعة السبع هو وقف التصعيد"، مضيفا إن إسرائيل قدمت إشعارا مسبقا لواشنطن بشأن الضربة، "في اللحظة الأخيرة"، "لكن لم يكن هناك أي تورط من جانب الولايات المتحدة، لقد كانت مجرد معلومات تم تقديمها".
وتابع: "أعتقد أن ما حدث.. على نطاق صغير للحدث، هو أيضًا نتيجة لجهود مجموعة السبع".. وقال الوزير إن مجموعة الدول - التي تضم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وكندا واليابان - كررت التزامها "بوقف فوري ومستدام لإطلاق النار من أجل ضمان إطلاق سراح الرهائن وكذلك ضمان إطلاق النار. وتوفير السلع والغذاء للسكان المدنيين الفلسطينيين".
وفي مدريد، أكد رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز اليوم ضرورة انتهاء الحرب، وتجنب أي عمل من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد الصراع في الشرق الأوسط.
وقال سانشيز - تعليقا على استمرار التصعيد المتبادل بين إسرائيل وإيران - إن "خطورة اللحظة تتطلب المسؤولية وضبط النفس من جميع الأطراف.. والهدف يجب أن يكون دائما السلام وتجنب أي مسار يؤدي إلى مزيد من المواجهة".
وأضاف رئيس الحكومة الاسبانية - في تدوينة عبر حسابه على منصة "أكس" اليوم الجمعة "يجب أن تنتهي الحرب.. ومن الضروري أن يتم تنفيذ وقف دائم لإطلاق النار على الفور وتنفيذ حل الدولتين".
في حين، أكدت وزيرة خارجية هولندا هانكه بروينس سلوت - في تصريح صحفي - أن بلاده تراقب الوضع في إيران عن كثب والتطورات الأخيرة بالشرق الأوسط، مضيفة أن التطورات الأخيرة بالشرق الأوسط تثير قلقًا كبيرًا.
وفي السياق، أبدت الخارجية الصينية - في بيان اليوم - معارضتها لأي سلوك من شأنه أن يزيد من تصعيد التوترات في الشرق الأوسط، وقالت إنها ستواصل بذل مزيد من الجهد لتعزيز تهدئة الأوضاع في الشرق الأوسط.
فيما كشف وزير الخارجية والروسي، سيرجي لافروف، أن بلاده نقلت لإسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية أن إيران لا تسعى للتصعيد.. وقال لافروف - في مقابلة مع عدد من الإذاعات الروسية اليوم - "لقد نقلنا لإسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية أن إيران لا تسعى للتصعيد".
وأضاف وزير الخارجية الروسي:" أن مشكلات الشرق الأوسط وانتشار الإرهاب والتطرف يغذيها بالدرجة الأولى عدم حل القضية الفلسطينية لمدة 75 عاما، حيث تأسست الدولة الإسرائيلية عام 1948، ولم يتم إنشاء الدولة الفلسطينية حينها".
وتابع: "كانت هناك أخطاء من قبل القيادة الفلسطينية حتى خلال وجود ياسر عرفات بالتوقيع على أوسلو"، مشيرا إلى أنه عندما عملت "الرباعية الدولية" للتسوية الفلسطينية؛ فإن مجلس الأمن الدولي اتخذ قرارا برسم خارطة طريق لإقامة الدولة الفلسطينية وجرى الاتفاق على الأراضي مع الوضع في الاعتبار تغيرات الواقع.
وأكد لافروف أن نتنياهو (رئيس الحكومة الإسرائيلية) يقول إنه لن يعمل على إنشاء الدولة الفلسطينية وسيعمل على ضمان أمن إسرائيل، لافتا إلى أن الولايات المتحدة تتحفظ على وقف إطلاق النار وتركز على القضايا الإنسانية.
عربيا، أدان ناطق باسم وزارة الخارجية في سلطنة عُمان الهجوم الإسرائيلي على مدينة أصفهان الإيرانية.
وذكر الناطق، بحسب وكالة الأنباء العمانية على موقع "إكس"، أن "سلطنة عُمان تتابع استمرار التوتر في الإقليم، وتدين الهجوم الإسرائيلي هذا الصباح على أصفهان، كما تدين وتستنكر اعتداءات إسرائيل العسكرية المتكررة في المنطقة".
وأضاف أن "سلطنة عمان تناشد مجدداً المجتمع الدولي بضرورة معالجة أسباب وجذور التوتر والنزاع عبر الحوار والدبلوماسية والحلول السياسية، والتركيز على جهود وقف إطلاق النار في غزة والاحتكام للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة للتوصل إلى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية من أجل استعادة الأمن والاستقرار والسلام الشامل للمنطقة بأسرها".
وكانت السلطات الإيرانية قد أفادت فجر اليوم، بوقوع انفجارات في سماء مدينة أصفهان، وأكدت عدم وقوع هجوم صاروخي أو تضرر المنشآت "الحساسة".. بينما نقلت وسائل إعلام أمريكية عن مسؤولين قولهم إن إسرائيل نفذت "ضربات انتقامية" ردا على الهجوم الإيراني الذي استهدفها السبت الماضي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة