عرفت البشرية الحمام الزاجل منذ قدم الأزل، ذكرته المخطوطات ودون على جدران المعابد، قطع مسافات وعبر قارات ومحيطات، شارك فى الحروب فلقب برمز السلام ، ورمز للحنين والإخلاص والوفاء، استخدمه العرب ساعي بريد.
ذكرت قصص الأنبياء الحمام الزاجل حين أطلق سيدنا نوح عليه السلام الحمام من فلكه الذي يبحر في الطوفان على دفعتين، فعادت إليه حمامة وفي فمها غصن زيتون أخضر، فاستدل بها على انتهاء الطوفان ومن هنا أصبح الحمام الزاجل رمزاً للسلام، وللعرب مع الحمام الزاجل تاريخ طويل، فهم من أوائل الأمم التي عرفت أهميته وطرق تربيته ورعايته وتدريبه، واهتمت بأنسابه
وكان البريد الذي أسسه العرب القدامى يعتمد على الخيل والجمال، وتبادل الإشارات بالنيران والدخان والطبول والمرايا في إرسال الأخبار والمعلومات خلال الحروب، ومع التقدم واتساع رقعة الخلافة الإسلامية وزيادة وامتداد الفتوحات الإسلامية التي وصلت إلى حدود الصين، ومع ازدياد مصادر الثروة وكثرة مؤسسات الدولة ودواوينها، أصبح لابد من وسيلة أكثر سرعة لذلك أدخل الخلفاء العباسيون استخدام الحمام الزاجل في نقل البريد، لما يمتاز به من سرعة فائقة بالإضافة إلى انخفاض تكلفة تربيته مقارنة بالجياد والجمال.
ويروى أن المعتصم علم بانتصار جيشه على "بابك الحزمي" والسبب يرجع إلى نقل المعلومات عن طريق الحمام الزاجل إلى دار الخلافة في سامراء، وقد وصل وقتذاك ثمن الطائر الواحد من الحمام الزاجل إلى سبعمئة دينار وبيض حمامه منه في خليج القسطنطنية بألف دينار.
ولكن الفاطميين تجاوزوا العباسيين باهتمامهم بالحمام الزاجل، بابتكارهم الوسائل المتفردة للتغلب على إمكانية وقوعه بأيدي العدو، وذلك باستحداث شفرة خاصة معقدة لا يستطيع العدو فك رموزها.
وعن الحمام الزاجل حكايات كثيرة، ففي الحرب العالمية الثانية، وعند هجوم الألمان على بلجيكا اصطحب المظليون الحمام الزاجل المدرب خلف جيوش الحلفاء، ثم أطلقوه بعد ذلك مع رسائل عن نتائج عمليات التجسس التي نجحوا في الحصول عليها، وفي فرنسا أجريت مؤخراً مناورات اشترك فيها الحمام الزاجل في إطار تدريبي على إمكانية استخدامه في عمليات الاتصال، ولكن لم يصل العلماء حتى الآن إلى حل جذري أو نظرية مثبتة عن كيفية معرفة الحمام الزاجل موطنه الأصلي ويبقى هذا الطائر موضوعاً يحير الباحثين والعلماء.
ولأن إعجاز الخلق وراء المقدرة الخرافية لهذا الطائر، زاد ذلك من تصميم العلماء على امتداد العالم من وضعه تحت البحث وإدخاله المعامل ووضعه تحت عدسات المجهر، وإجراء أبحاث مستفيضة عليه للتوصل ولو لجزئية بسيطة قد تكشف بعضا من أسرار الزاجل المتحدي للزمان والمكان معاً بقدرة الخالق عز وجل.
وقد استطاع العلماء الألمان بجامعة فرانكفورت إجراء الأبحاث المستفيضة لفهم ظاهرة الملاحة عند الحمام الزاجل، وعمله كساعي بريد مدرب لا يضل الطريق ولا يُخطئ الهدف، إلاّ إذا تعرض لكارثة تعيق رحلته.
وقد كانت الفكرة السائدة عند الإنسان قديماً حو اهتداء الحمام الزاجل لطريقه بفضل ما يعرف بالبوصلة الكيميائية التي تعتمد على قوة الملاحظة والذاكرة الجغرافية، والارتباط الوثيق بموطنه وبيئته، الأمر الذي جعل الإنسان يروضه ويدربه ويستأنسه ويستفيد من مزاياه المتعددة المعجزة.
بالإضافة إلى أن الزاجل يعتمد على كل الحواس الطبيعية بجسمه، فحاسة الشم تستخدم في رسم خريطة لبيت وموقع الطائر، وتربط به الروائح التي تستقبلها من الهواء، وبالتالي فهي قادرة على اتباع تسلسل تلك الروائح التي تحدد من خلالها موقعها، وعند التلاعب بهذه الحاسة ـ الشم ـ بطريقة سلبية فإنها تضل طريقها.
والعلم أثبت أيضاً، بأن الزاجل يتمكن من تحديد المواقع بالاعتماد على حاسة السمع، فالدراسات أكدت على أن هذه النوعية المتفردة من الحمام الزاجل، تسمع أصواتاً ذات تردد منخفض جداً لا يشعر به الإنسان، فيمكن للحمام تحديد خريطة سمعية لموقعها تشمل الأصوات ذات التردد المنخفض الناتج عن أمواج البحر وعن الرياح، وحتى عن النشاط الزلزالي للأرض.
كما تعتمد حاسة النظر القوية على رسم خريطة لمختلف المعالم ذات العلاقة بالمباشرة بطريقها وبوجهتها النهائية. ولمعرفة الدقة في تحديد المسار والطريق المتبع، استعان الباحثون بأجهزة علمية تتيح (نظام التوقيع العالمي gps) المرتبط بالأقمار الصناعية، عند إلصاقها على ظهر الحمام الزاجل لمتابعة مسارها في رحلتها.
وقد أثبتت شركة تعمل بتكنولوجيا المعلومات في جنوب أفريقيا، إنه من الأسرع لها استخدام الحمام الزاجل في نقل المعلومات عن إرسالها باستخدام خدمة الانترنت المحلية.
تعتبر رياضة الحمام الزاجل من الرياضات الممتعة والتي تتطلب مهارة في تدريبه وتكنيك وأداء عالٍ يهدف لدخول الحمام الزاجل في السباقات العربية والعالمية، والتي تم حصد الجوائز المادية والعينية، وقد استطاع الحمام الزاجل إثبات موهبته وتفوقه بطريقة استثنائية ولهذا السبب يعشقه الملايين من الهواة والمحترفين في تدريبه وتربيته في كل أنحاء العالم، وينظمون له السباقات المختلفة.
ومع الاستمرار في ممارسة سباقات الحمام الزاجل، فقد تم تطوير مقدرته على الأداء العال لحمام خاص بالسباقات بعيدة المدى، وظهور أجيال من الزاجل متخصصة في السباقات الشاقة وقد سميت هذه السلالات بأسماء المربين والمدربين لها.
يذكر ان تم إنشاء اتحاد الحمام الزاجل في مصر لأول مرة عام ١٩٧٦ تحت قيادة عثمان رامز ثم توالت قيادات رئاسة الاتحاد حتى عام ٢٠٠٦ بقيادة محمد العباسى إلى أن توقف بسبب انتشار إنفلونزا الطيور إلى أن عاود نشاطه مرة أخرى تحت إدارة أحمد الخليفة.
الحمام الزاجل
طائر الحمام الزاجل
الدبلة الممغنطة
الرقم المعدنى الخاص بالطير
طيور الحمام الزاجل القوية
طيور الحمام
أقفاص الحمام الزاجل
الحمام الزاجل
طيور الحمام الزاجل
أبطال الحمام الزاجل
الحمام الزاجل
طيور الزاجل
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة