تناولت الحلقة الثامنة من مسلسل مليحة الذي يعرض يوميًا على قنوات (on - cbc) ومنصة (Watch it)، وذلك ضمن السباق الرمضاني الذي تقدمه الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، والتي تحرص على مساندة الفلسطينيين وإبراز الدور المصري في دعم القضية الفلسطينية منذ عام 1948، كيف خلق الاحتلال الإسرائيلي الانقسام بين الفلسطينيين، واستغلال الاحتلال الإسرائيلي بنود اتفاقية أوسلو التي وضعتها الولايات المتحدة الأمريكية لضمان أمن إسرائيل، وفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية.
وكشفت مقدمة حلقة مسلسل مليحة الحلقة الثامنة، عن التضيقات التي خلقتها إسرائيل على سكان قطاع غزة، من نشر نقاط التفتيش ووضع الحواجز والأسوار، والفصل بين القطاع والضفة الغربية، التي لم يكن يسمح بالانتقال بينهم إلا بتصريح إسرائيلي وصعوبة الحصول عليها، مما أدى إلى عزل غزة عن الضفة والعالم بأكمله التي لم يكن لديها منفذ إلا معبر رفح المصري البري.
مقدمة الحلقة أشارت أيضا إلى فصل غزة والضفة الغربية عن مدينة القدس الشريف، ودمار الاقتصاد في القطاع بسبب التضيقات الإسرائيلية، وكذلك فشل قمة كامب ديفيد عام 2000، بين ياسر عرفات ويهود بارك، نتيجة الخلاف حول قضية القدس رغم تسوية بقية قضايا الحل الدائم.
الحلقة الثامنة من مسلسل مليحة، كشفت أيضا عن الشرارة التي أشعلها رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرئيل شارون، من محاولة السيطرة على القدس الشريف، وزيارته للمسجد الأقصى، وحفر نفق قرب الحرم الأقصى لمحاولة هدمه، ووضع الهيكل المزعوم، مما أدى إلى تفجير مظاهرات في كل مكان، واستخدام إسرائيل الرصاص الحي ضد المحتجين وقتل الطفل الأعزل الشهيد محمد الدرة، في حضن والده الذي كان يحاول حمايته من رصاص جنود الاحتلال الإسرائيلي، في مشهد لا ينسى.
الشرارة التي أشعلها شارون، أدى إلى رد الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس، من تنفيذ عمليات انتحارية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلية التي تطلق الرصاص على الفلسطينيين، الأمر الذي زاد من العنف واستخدام الطيران الإسرائيلي للصواريخ التي قتلت 6600 شخصا إثر الاشتباكات المسلحة، فضلا عن الخلافات بين حركتي فتح وحماس، حيث كانت ترى الأخيرة أن المقاومة المسلحة هي الطريقة الوحيدة لتحرير الأراضي من الاحتلال، ورفضت أن تسير في التحركات الدبلوماسية مع منظمة التحرير الفلسطينية، مما أدى إلى نجاحها في القبول الشعبي.
وقد استغلت إسرائيل تلك الانقسامات وسمحت لحركة حماس بالعمل، الأمر الذي جعل "تل أبيب" باحتلال المناطق التي منعتها اتفاقية أسلوا الانسحاب منها، كما فرضت حصارها على ياسر عرفات، حتى سقط في المرض ووفاته في باريس، وكذلك قتل الشيخ أحمد ياسين مؤسسة حركة حماس أثناء صلاة الفجر في قطاع غزة.
ولكل ما سبق من أحداث فشلت طريق السلام التي سعت إليه منظمة التحرير الفلسطينية مع إسرائيل، وفشل الكفاح المسلحة لحركة حماس، والخاسر الأكبر هو فلسطين.