يعتبر عام 536 م بمثابة العام الأسود في تاريخ البشرية، وذلك لأن فى هذه السنة كثرة المصائب التي شهدتها الحضارات في جميع أنحاء العالم.
وتتحدث الروايات البيزنطية، عن هذا العام، قائلة:" ظلام دامس غطى الأرض لعدة أشهر، نتيجة لانفجار بركاني هائل حجب أشعة الشمس وأغرق العالم في شتاء قارس، أدت هذه الاضطرابات الجوية إلى ركود فى تجميع المحاصيل بشكل كارثي، مما أدى إلى حدوث مجاعة واسعة النطاق اجتاحت المجتمعات اليبيزنطية إلى المجتمعات الصين"، وفقا لما ذكره موقع ancient orgnins.
وكأن غضب الطبيعة لم يكن كافيًا، اجتاحت الأوبئة القاتلة السكان الذين أضعفهم الجوع بالفعل، وأودت بحياة عدد لا يحصى من الناس وتركت المدن تترنح في أعقابها من شوارع القسطنطينية المزدحمة إلى حقول الأرز في الصين، ولم يسلم أي ركن من أركان المناطق المؤهلة بالسكان من قبضة المرض، والموت بشكل قاسى.
وتؤكد الأدلة الأثرية والعلمية هذه الروايات المروعة، حيث توفر تحليلات العينات الجليدية وحلقات الأشجار دليلا ملموسا على الاضطرابات المناخية العالمية التي حدثت في عام 536، ويعد هذا العام بمثابة تذكير صارخ بضعف البشرية في مواجهة غضب الطبيعة والقدرة على الصمود أمام تلك الكوارث.